تعرف على عملة “البيتكوين”من العالم الافتراضى لتهريب الأموال

bitcoin-cash1

 

خبير اقتصادى: تستخدم لغسيل الأموال والتهريب

وائل النحاس: غير معلوم من يدير هذه العمليات حتى الآن

عملة البيتكوين، عملة افتراضية مشفرة بـ”أكواد” على الشاشة الإلكترونية الاقتصادية فى العالم، شغلت الكثيرين حول العالم فى الآونة الأخيرة، وأصبح الحديث عنها داخل مصر مثار جدل كبير فى ظل انتشار جروبات سرية على مواقع التواصل الاجتماعى للتداول فيها، ووصول سعرها إلى 19 ألف دولار، فى ظل غموض يحيط السوق الخاص بها.

فالبيتكوين عملية تحتاج لوقت طويل وجهاز كمبيوتر قوى وبرنامج مخصص بالتعدين يتم تحميله مجانا من شبكة الإنترنت، حيث يقوم البرنامج بعدد من العمليات الحسابية المعقدة، وبسبب أن العملية الحسابية معقدة للغاية، يتم خلالها حل شفرات بواسطة أجهزة الكمبيوتر، فأجهزة الكمبيوتر الحالية لا تسمح بفك الشفرات وتزداد صعوبتها مع الوقت من أجل فك شفرة البلوك ” BLOCK ” أو التكتل، حيث إن من يقوم بفك الشفرة يحصل على المكافأة وهى عملة البيتكوين.

من جانبه قال أحد نائبى مدير أفرع بنك CIb الذى رفض ذكر اسمه: “دعنى أقولك لك إن تلك العملة والمعروفة بالبيتكوين ما هى إلا عملة إلكترونية، يمكن مقارنتها بالعملات الأخرى مثل الدولار واليورو، وتعد من مميزات تلك العملة أنها تتداول من خلال شبكة الإنترنت فقط لا غيرها، فلا يوجد لها أى سندات مالية أو طباعة ورقية”.

وأضاف فى تصريحاته أن[ الكثير من الدول بدأت فى التعامل مع تلك العملة وعلى رأسها دول أمريكا اللاتينية، فبدأت فى التعامل بتلك العملة وبدأ البعض فى تحويلها إلى وسيلة للمشتريات من خلال “كريدت كارد” لشراء المشتريات، ويوجد بنوك أخرى تتعامل معها وكأنها إحدى وسائل تحويل الأموال الخاصة، لا سيما أنها بلا عمولة، “مقارنة بما تفعله بعض شركات تحويل الأموال التى تأخذ 7% من قيمة التحويل”.

وتابع، أن تلك العملة كانت حتى شهر مايو الماضي، لم تكن متداولة على الإطلاق ولم تكن معروفة للكثير، ولكن مجرد إعلان البنكين المركزيين الروسى والصينى أنهما سيقبلان التعامل بها أصبح الأمر سهلاً، وأصبح وجودها أمرا حتميا، حيث قارنها البعض “بالذهب” خاصة بعد ارتفاع نسبتها كقيمة شرائية إلى 120%.

وأردف: للعلم المتفاعلون مع تلك العملة سعداء للغاية بها نظراً لأنها غير متعارف عليها وغير موضوعة تحت المراقبة حتى وإن وضعت فليس بالسهل أن تصل لحجم أموال من يستخدمها، وهو ما يجعلها بلا رقيب، خاصة أنها لا تتعامل مع أسماء أشخاص ولكن من خلال “بن كود” ولكل عميل رقم متداول وليس اسماً لشخصه.

وأضاف قائلاً: “البيتكوين” ليست العملة الوحيدة التى تتعامل فى المجال الإلكترونى فقط، بل توجد نحو 20 عملة أخرى، ولكن ليس بشهرتها، وتلك العملة محوّلة إلى جزأين “البيتكوين” و”البيتكوين كاش”، وهى التى تستخدم فى التحويلات المالية، وهى العملة الوليدة من البيتكوين، والتى ستتحول لنقود مالية وتستخدم فى التحويلات المالية الكبرى فى القريب العاجل، ويوجد عملة أخرى سوف تعترف بها البنوك العالمية بأكملها وهى عملة “الاسترولين” التى سيتم تداولها، وهى عملة تابعة لشركة “مايكروسوفت” وستكون من خلال أبليكيشن عن طريق الموبايل، بالإضافة إلى عملة “الريبن” التى سيتم التعامل بها عن طريق البنوك المركزية فى كل دول العالم.

وعن الوجود المصرى فى تلك المنظومة الاقتصادية، قال محمد توفيق، الذى يعمل فى أحد أفرع بنك عودة: “مصر ليست ببعيدة عن تلك العمليات دعنى أشرح لك كيفية التعامل ومن يدير تلك العملة فى العالم، فتلك العملة من الممكن أن تستخدم فى المضاربة من خلال غسيل الأموال والتهريب، لأن رأس مال العملة فى العالم بأكمله نحو 220 مليار دولار، وهى عبارة عن مليون وحدة إلكترونية، وهناك ثلاثة أشخاص فقط، يديرون تلك العملة رأسيًا أما المتعاملون معها فى العالم، فنحو مليون ونصف المليون مواطن فقط، وأهم الجنسيات التى تتعامل مع العملة هم اليابانيون والنرويجيون”.

وعن تعامل المواطنين بالعملة يقول توفيق لـ”المصريون”: لا تُحسب هكذا ومن يدخل تلك الحلبة لا بد أن يسير فى “غسيل الأموال” وليس كمواطن عادى، فهى عملة الكبار فى الكبار، ولكن تأتى عن طريق أشخاص لهم ممارسة فى تلك العملة، فمثلاً، إذا كنت فى مصر ومعى بيتكوين، فآخذ منك “الكاش على التربيزة” وأبيع لك العملة على الشاشة الإلكترونية من خلال “الكود الخاص بي”، فمن خلال ذلك تصبح تمتلك جزءا مما يسمى بـ”البيتكوين”، عندما ينتقل الكود إليك، أما إذا كنت شخصا “جديدا” وتريد أن تدخل فى هذا العالم الافتراضى ولا تعلم من يقف به ولمن، فهذا لا بد أن يتم عن طريق الفيزا كارد والبطاقة الإلكترونية، أو عن طريق الحساب الإلكترونى من خلال الحساب البنكى التابع لك “فى تحويل بنكي”، إذن لا توجد سوى هاتين الخطوتين لدخول هذا العالم، وهذا هو السر فى المعاملة والثقة التى أخذتها تلك العملة، نظراً لأن أكواد تبيع لأكواد وليس أشخاصا، وهو ما يشبه “التسويق الشبكي” إلى حد كبير.

وعن أسباب صعودها على الساحة الاقتصادية بتلك الطريقة الجنونية، قال إن هذا يعود إلى أن القائمين عليها يديرونها مثل “ترابيزة قمار” فهم يقومون بالآتي: إذا تداولت أموالك بأكملها خمسة أضعاف فى سوق العملة سنعطيك نقاطا كثيرة، مثل نقاط الخبر فيتم تبديلها من خلال المتاجر الذهبية التى يتعاملون معها، بـ20 جراماً من “الذهب” الصافي، وإذا تم تدوير تلك المبلغ 30 مرة فتأخذ أحدث جهاز من شركة “أبل”، فهو يربط بحكم تداول المبلغ الخاص بك، ويجعلك دائماً وأبداً تبحث عن “الكسب” المالى لذلك هو الربح فى النهاية.

وعن مقارنتها بسعر الدولار قال: “سعرها الحالى بالدولار نحو 19 ألف دولار، أى الوحدة الإلكترونية تساوى هذا المبلغ، ولا أحد يستطيع أن يحدد كم تبلغ حجم الوحدة فى المجال الشرائى سوى من بداخل تلك المنظمة، ولم نصل حتى الآن إلى من يدير تلك العملة من الأساس ولكن الأشخاص الآخرين موجودون ومعروفون بالاسم، خاصة أنها “أكود” تتحرك على الشاشة ليس أكثر.

وتابع فى حديثه لـ”المصريون”: هى فى النهاية عملة بلا أى أصول وهى “ريسك” وارد الخسارة أو المكسب مثل “البورصة”، ولن نصل لأى من منشئى تلك العملة نظراً لتمتعها بأكبر كمية حماية إلكترونية تحمى تلك الشبكة من الاختراق، ولكن أنا على المستوى الشخصى أعتقد أنه من الممكن أن يكون وراء تلك العملة هو “جورج سورس  “والذى يعد أحد أقوى المضاربين فى التاريخ، ولكن يظل السؤال لماذا لم يضارب فى الذهب مع العلم بأنه موجود بكثرة، نظراً لأن تلك العمليات بلا قيود وبعيدة عن الرقابة والقانون.

وعن التجار المصريين العاملين فى هذا المجال قال: يوجد عمليات نصب كبيرة ستسمع عنها فى الفترة المقبلة وستصدم المجتمع بأكمله، وللعلم سوف يتم التعامل بها بداية من العام المالى الجديد فى دولة “الإمارات”، وهناك دول كثيرة فى الوطن تعمل على ذلك، ويوجد 400 ألف مواطن فى الوطن العربى يعمل بها، وتوجد شخصية اقتصادية كبيرة مشهورة ومعروفة للجميع يأخذ السعودية مقراً يعيش فيه يدير تلك العملية بأكملها فى مصر من خلال “صبيان” له، ويكسب كثيراً جداً.

وفى السياق نفسه، علق الخبير الاقتصادى الدكتور وائل النحاس قائلاً: عملة البيتكوين هى عملة إلكترونية والغرض منها منذ طرحها خلق بديل جديد لوسائل التمويل “منصات تمويلية”، بمعنى إذا كنت تملك شركة خاصة فبدلاً من أن تقترض من أحد البنوك أو تطرح سندات للبيع، أو تقترض من أى شخص قريب منك، أو تطرح أسهم رأس مال، فتم استبدال تلك العمليات بأفكار مختلفة من خلال أخذ قرض بالعملة الإلكترونية والمعروفة باسم “البيتكوين” بدلا من الأسهم المالية والصكوك.

وأضاف فى تصريحات خاصة لـ”المصريون”: ما زال حتى الآن غير معلوم من يدير تلك العمليات حتى الآن ومن يقف وراءها لأن الأشخاص مجهولون تماماً، وبدأ التصور الطبيعى للفكرة من خلال المضاربة، فخُلق لها راع رسمى مثلما نطلق على “طاولة القمار”، ومثل صاحب الكازينو الذى يدير تلك الطاولة، فهو لا يخسر أبداً لأنه يأخذ النسبة من الرابح مع كل لعبة دون أن يعطى أى شيء، فبدأت العملية فى الانتشار الإلكترونى وبدأ عدد المساهمين فى الانتشار.

وتابع: “بدأت العملة فى الصعود إلى المرحلة التالية وهى تحويل العملة إلى أموال وتعد هى الخطوة الثانية لها كعملة، بعدما كانت منصة للتمويل ثم لمضاربات، ثم تحويل الأموال”.

 

شاهد أيضاً

مستشار النمسا ينفي خطط تمديد ساعات العمل

بعد تصريحات من قبل مسؤولين في حزب الشعب (ÖVP) تدعو إلى تمديد ساعات العمل، خرج …