4 دول كبرى الصين وروسيا وألمانيا وفرنسا تعلن مساندة «أردوغان»

Poten-Ordegam - Kopie (2)

 

في ظل تصاعد الحرب الاقتصادية بين الولايات المتحدة وتركيا، اتجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى تعزيز علاقات بلاده مع الدول الاقتصادية الكبرى وعلى رأسها روسيا وألمانيا وفرنسا والصين، نحو تكوين قوة اقتصادية جديدة تحد من هيمنة الدولار الأمريكي.

فرنسا

أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الخميس، أهمية الاستقرار الاقتصادي لتركيا بالنسبة إلى بلاده.

وبحث الرئيس الفرنسي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، العلاقات الثنائية بين البلدين، وعددًا من القضايا الإقليمية، مشددين على أهمية تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية والاستثمارات المتبادلة بين بلديهما.كما قرر الزعيمان عقد لقاء بين وزيري الخزانة والمالية للبلدين في أقرب وقت ممكن.

ألمانيا

أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أن قوة الاقتصاد التركي مهمة بالنسبة لبلادها، وذلك خلال اتصال هاتفي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الأربعاء.

وبحث أردوغان وميركل، العلاقات الثنائية بين البلدين، وعددًا من القضايا الإقليمية، وعلى رأسها الأوضاع في سوريا، وتطرقا خلال مباحثاتهما إلى المستجدات الراهنة، واللقاء الذي سيجمعهما نهاية سبتمبر المقبل في برلين.

كما اتفق أردوغان وميركل، على عقد لقاء يجمع وزير الخزانة والمالية التركي، مع وزيري الاقتصاد والمالية الألمانيين، خلال الأيام المقبلة.

وأكدا عزمهما على تعزيز علاقات التعاون بين تركيا وألمانيا، من خلال تبادل المباحثات والزيارات رفيعة المستوى بين مسؤولي البلدين.

روسيا

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن بلاده اتفقت من حيث المبدأ مع روسيا حول رفع تأشيرات الدخول عن رجال الأعمال وسائقي الشاحنات والقاطرات الأتراك.

فيما أكد السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، دميتري بيسكوف، الاثنين الماضي، أن روسيا تسعى لاستخدام العملات الوطنية في تسوية الحسابات التجارية مع تركيا.

وقال بيسكوف: “موضوع استخدام العملات الوطنية في المعاملات التجارية المتبادلة – هو الموضوع الذي يطرحه الجانب الروسي بشكل ثابت ومنذ زمن بعيد، بقدر ما، وعلى مختلف المستويات، بما في ذلك وعلى أعلى المستويات، حيث تحدث الرئيس بوتين مرارا ليس فقط عن مثل هذه الإمكانية، بل وأكثر من ذلك، عن المنفعة من وراء ذلك، وبطبيعة الحال كل هذا يحتاج لدراسة دقيقة، ولحسابات دقيقة، ولكن هذا هو الشيء الذي نسعى إليه في التجارة الثنائية والعلاقات الاقتصادية، وهو الموضوع الذي تحدثنا حوله مرارا في إطار المحادثات الروسية – التركية”.

وتكتسب مهمة الانتقال إلى العملات الوطنية عند تسوية الحسابات بين البلدين أهمية بالغة على خلفية الضغوط الأمريكية المستمرة على موسكو وأنقرة، والتي تتمثل، على وجه الخصوص، في فرض عقوبات ورسوم جمركية ذات طابع تمييزي، ما يلحق أضرارًا مالية واقتصادية بالغة بروسيا وتركيا، وتدفعهما إلى اتخاذ خطوات جوابية، بما في ذلك والتفكير في إمكانية الانتقال إلى تسوية الحسابات التجارية بينهما بالعملات الوطنية – الروبل والليرة.

الصين

قالت الحكومة الصينية، الثلاثاء، إنها “تهدف لتوحيد القوى مع تركيا من أجل تطوير النظام الاقتصادي الدولي ليصبح أكثر عدلا ومعقولية”.

وحذرت بكين، من أن النزاعات والحروب التجارية التي بدأتها الولايات المتحدة الأمريكية من طرف واحد، لن يفوز فيها أحد.

جاء ذلك في الكتاب الأبيض، الذي أصدرته الحكومة الصينية بعنوان “الصين ومنظمة التجارة العالمية”، في الذكرى السنوية السابعة عشرة لانضمام الصين للمنظمة، في يونيو الماضي.

وأكد الكتاب، أن تلك الحروب التجارية ستتسبب في اضطراب الأسواق، والتأثير بشكل سلبي على عملية إصلاح الاقتصاد العالمي.

وأشدد على أن الصين وتركيا تواجهان العديد من الاختبارات المشتركة، في مرحلة تمر فيها عملية إعادة إصلاح الاقتصاد العالمي بمنعطفات، وتظهر فيها الإجراءات الحمائية من طرف واحد.

وأشار الكتاب إلى أن التعاون الاقتصادي والتجاري بين أنقرة وبكين في تطور مستمر، حيث أصبحت الصين ثاني أكبر شريك تجاري لتركيا، ووصل حجم التجارة بين البلدين إلى 21.9 مليار دولار.

وأوضح أن الصين تهدف لتوحيد القوى مع تركيا من أجل تطوير نظام تجاري متعدد الأطراف، أكثر انفتاحا، وشمولا، ومشاركة، وتوازنا، وقائم على المكاسب المشتركة.

وأضاف أن البلدين يمكن أن يعملا من أجل تسريع تطوير النظام الاقتصادي الدولي ليصبح أكثر عدلا ومعقولية، وخلق مناخ دولي ملائم للتطور المشترك للبلدين، وحماية مصالحهما المشتركة.

قطر

وفي السياق ذاته، أعلن الشيخ تميم بن حمد آل ثان، أمير دولة قطر، استثمار بلاده 55 مليار ريال قطري (15 مليار دولار) في تركيا، مؤكدًا أن تركيا وقفت إلى جانب الدول الإسلامية في جميع محنها.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد استقبل نظيره القطري الأمير تميم بن حمد آل ثان، أمس الأربعاء، بالمجمع الرئاسي في العاصمة أنقرة.

وعقب زيارة “تميم” ارتفعت الليرة التركية إلى أرقام قياسية حيث ارتفعت أكثر من 6%، وبلغ سعر الدولار الأمريكي 5.85 ليرة بعد أن وصل إلى 7.22 فى وقت سابق قبل أن يبدأ في تعافيه ويرتفع 7.5% دفعة واحدة أول أمس الثلاثاء.

تفاصيل الأزمة بين البلدين

تعود تفاصيل الأزمة، عندما فرضت واشنطن عقوبات على وزيري العدل والداخلية التركيين، الأسبوع الماضي، متذرعة بعدم الإفراج عن القس الأمريكي، أندرو برانسون الذي يحاكم في تركيا بشأن اتهامات تتعلق بالإرهاب.

والجمعة الماضي، ضاعف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرسوم الجمركية على واردات الألمنيوم والصلب التركية.

ورد الرئيس التركي بأن بلاده لا ترضخ بالتهديدات ومستعدة لجميع الاحتمالات الاقتصادية، مشددا على أن خطوة ترامب تضر بالمصالح الأمريكية.

ورفعت تركيا الرسوم الجمركية على واردات أميركية منها سيارات الركوب، والكحوليات، والتبغ. ورفع المرسوم، الذي وقعه الرئيس رجب طيب أردوغان، الرسوم على سيارات الركوب 120%، وعلى المشروبات الكحولية 140%، وعلى التبغ 60%.

وزادت الرسوم أيضا على سلع منها مساحيق التجميل، والأرز، والفحم، بحسب رويترز.

وقال الرئيس التركي في وقت سابق أن بلادة “ستقاطع” المنتجات الإلكترونية الأميركية، ردا على عقوبات فرضتها واشنطن على أنقرة على خلفية قضية القس الأميركي المحتجز في تركيا.

وحول تقلبات سعر صرف العملات الأجنبية في البلاد، قال أردوغان في كلمة له: “لن نستسلم، إن هاجمتمونا بدولاراتكم، سنبحث عن طرق أخرى لتسيير أعمالنا، لقد كشفنا مؤامرتكم ونحن نتحداكم”.

وأشار إلى أن التوجه إلى أسواق وتحالفات جديدة يعد بمثابة رد على من يشن حربا تجارية على العالم كله بما فيه تركيا.

ولفت إلى أنه “من الحماقة الاعتقاد بأن دولة مثل تركيا ستتعثر جراء تقلبات سعر صرف العملات الأجنبية”.

وقال إن “الشعب التركي لن يسمح لأحد بوضع الأغلال في أعناقه ومستعد لبذل روحه ثمنا للحرية”.

وفي سياق آخر، كشف أردوغان أن بلاده أوشكت على استكمال استعداداتها لإضافة مناطق جديدة إلى المناطق التي حققت الأمن فيها بسوريا عبر عمليتي “درع الفرات” و”غصن الزيتون”.

وقال في هذا الإطار “قريبا إن شاء الله سنحرر مناطق جديدة ونجعلها آمنة (في سوريا)”، مضيفا أن “ربع مليون سوري عادوا من تركيا إلى المناطق التي حققنا الأمن فيها”.

 

 

شاهد أيضاً

4 أوقات يُحرم فيها الجماع بين الزوجين.. تعرف عليها

يسعى الكثير من المسلمين إلى معرفة الأحكام الشرعية الخاصة بالصيام وغير الصيام من شؤون الحياة …