بالصور.. دفن 10 آلاف جنود أحياء.. تعرف على مأساتهم

قتل حوالي 10 آلاف جندي ألماني دفعة واحدة خلال بضعة ثوان، حيث دفن معظمهم أحياء بمواقعهم المحصّنة بالخنادق في الحرب العالمية الأولي.

وتعود أصل الواقعة إلى قبيل معركة باشنديل التي وقعت بين أواخر شهر يوليو 1917 ، ونوفمبر من نفس السنة، حيث اتجه البريطانيون للسيطرة على بعض التلال الواقعة قرب مدينة ميسن، بمقاطعة فلاندرز الغربية البلجيكية، حيث اعتبرت هذا التلال منطقة حيوية للبريطانيين من أجل تأمين مواقعهم.

وكان الألمان قد هيمنواعلى تلك التلال منذ خريف سنة 1914 وعلى مدار نحو 3 سنوات حصّن الجيش الألماني مواقعه في هذه المنطقة ليجعل منها مع مرور الوقت قلعة منيعة قادرة على الصمود في وجه أي هجوم.

وحاول البريطانيون تجنّب حمام دم مكلف في حال مهاجمتهم بشكل مباشر لهذه المنطقة المحصّنة، الأمر الذي قد يتسبب في انهيار معنويات جنودهم، ما سيؤثر بشكل سلبي على مستقبل الحرب.

وقد عرض البعض محاصرة المنطقة وتجويع الألمان المتحصنين هناك، لكن اختارت القيادة العسكرية اعتماد تقنية فريدة من نوعها تقتضي حفر أنفاق عميقة تبدأ من المواقع البريطانية حتى تصل إلى مناطق الدفاعات الألمانية لوضع كميات هائلة من المتفجرات تحتها وتفجيرها قبل بدأ الهجوم.

وباشرت فرق مهندسين تابعة للجيش البريطاني بمهمة حفر الأنفاق، والتي قدّر عمقها بما بين 20 و50 متراً تحت سطح الأرض، وذلك قبل نحو سنة من بداية الهجوم على التلّ.

وكانت هذه المهمة محفوفة بالمخاطر، حيث كانت هذه الأنفاق قادرة على الانهيار في أية لحظة في حال كشفها من قبل الألمان.

ووضع البريطانيون ما يقارب 500 طناً من المتفجرات تحت نحو 20 موقعا ألمانيا محصّنا على التلال القريبة من مدينة ميسن، حيث قدّم أحد المسؤولين البريطانيين تصريحا للصحافة  ليلة الهجوم :” أنه ليس متأكداً مما إذا كان الهجوم سيغيّر التاريخ، لكنه على يقين أنه سيغّير الجغرافيا”.

واستعان البريطانيون بحوالي ألفي مدفع قبل بداية الهجوم بنحو 17 يوما، وأمطروا مواقع الألمان بعدد هائل من القذائف قدّر بأكثر من 3 ملايين قذيفة، بالإضافة إلى استعانة الجيش البريطاني بطائراته لإحداث ضجيج بالمنطقة من أجل إخفاء أصوات الدبابات التي جيئ بها خلسة للمشاركة بالمعركة.

وفي حدود الساعة الثالثة وعشر دقائق صباحا من يوم 7 يونيو سنة 1917، أعطيت إشارة الانطلاق ليقدم البريطانيون على تفعيل المتفجرات، ولتشهد المنطقة 19 انفجارا مدويا دمّرت المواقع الأمامية الألمانية وتطايرت على إثرها جثث الجنود الألمان في الهواء.

ومثلت هذه الانفجارات إشارة الانطلاق لبداية الهجوم والذي استمر أسبوعا وانتهى بسيطرة البريطانيين على المنطقة.

وبحسب المصادر البريطانية، أسفرت الانفجارات عن مقتل ما لا يقل عن 10 آلاف جندي ألماني دفعة واحدة خلال بضعة ثوان، حيث دفن جلّهم أحياء بمواقعهم المحصّنة بالخنادق،  وإضافة لتسببها في ظهور حفر عميقة لا تزال واضحة إلى يومنا الحاضر.

شاهد أيضاً

وسط تقارير تتحدث عن قرب تنفيذ جيش الاحتلال اجتياحا بريا لمدينة رفح، حذرت الفصائل الفلسطينية …