بالفيديو : الاقتراب من ظاهرة الموت.. ماذا يرى الإنسان في الغيبوبة وماذا يقول الدين؟

ما حدث مع القيادي الفلسطيني صائب عريقات حين دخل في غيبوبة لمدة ثلاث دقائق لم يكن اختلاقاً، إذ يؤكد ما يطلق عليه بعلم الطاقة بأن ما حدث يسمى “الاقتراب من ظاهرة الموت” بمعنى أن الإنسان ونتيجة لظروف معينة فإنه يصل إلى مرحلة قاب قوسين أو أدنى من الموت ولكنه ليس موتاً نهائياً ولا تعد هذه التجربة ضرباً من الخيال بل علماً يدرس في كبرى المستشفيات العالمية.
وحول هذه التجربة ولفهمها بشكل أقرب يقول المستشار محمد السويركي، خبير في علم الطاقة والتنمية البشرية “هذا الموضوع غريبا نوعاً ما كونه يتعلق بدنيا الناس وآخرتهم” ويفسرها بالقول “تحدث هذه الظاهرة “الاقتراب من الموت” حين يتعرض الشخص لظروف معينة كالمرض أو التعرض لضربات قوية أو الغرق أو اثناء العمليات الجراحية وأبرز هذه النماذج ما حصل مع صائب عريقات حين دخل في غيبوبة”.
ويضيف السويركي “في هذه الحالة يفقد الشخص جميع المؤشرات الحيوية كانقطاع النبض وضغط الدم ودقات القلب بل ويتوقف الدماغ أيضاً ولكن المذهل أن هؤلاء الأشخاص يعودون للحياة مرة أخرى” فماذا يروا أثناء هذه الغيبوبة التي قد تطول أو تقصر؟ 

ماذا يروا؟

يجيب المستشار السويركي “جميع من خاض هذه التجربة متفقون على تفاصيل معينة تحدث معهم وهو الدليل على أن ما يحدث هو شيء لم يختلقه العقل البشري فيقول أحدهم “كنت في غرفة العمليات وكنت أرى سرير العملية وكنت أشعر بكل شيء وفي لحظة ما أصبح وعيي داخلياً بحيث أنني أصبحت لا أشعر بما يدور حولي وبعدها سمعت صوتاً كطنين النحل وبعدها شعرت بالهدوء والسلام”.
وهنا يتدخل السويركي بالقول “الرسالة هنا أن الموت ليس سيئاً بل هو شيء جميل”.
ويضيف من خاض التجربة “وجدت نفسي أطفو إلى سقف الغرفة فنظرت إلى أسفل وجدت جسدي ممدداً على سرير العملية أما أنا فاخترقت سقف الغرفة إلى الأعلى وبعدها خرجت من المبنى لدرجة أنني أصبحت في مكان استطعت فيه الإشراف على كوكب الأرض بكامله ثم رأيت نفقاً مظلماً في نهايته ضوء مبهر يشعر بالسلام”.
ويكمل “أتاني شخصان جميلا الهيئة يرتدون الأبيض وأخذوني حتى وصلنا إلى نهاية النفق وبعد النفق رأيت عالماً لم أر مثله من قبل، لا أمتلك كلاماً ولا وصفاً أستطيع به أن أعبر من خلاله عن جمال ذلك المكان حيث كان هناك ألوان لم أرها في عالمنا الأرضي وقد خيرت بين البقاء هناك وبين العودة إلى الأرض فاخترت البقاء لكنهم أخبروني أنه ما زال لدي رسالة يجب أو أؤديها في الأرض”.
“سرت مع الملكين إلى أن وصلنا إلى ما يشبه القنطرة عبارة عن جسر صغير ووقتها أخبروني بأنني إذا اجتزت القنطرة فإنني لن أستطيع العودة إلى الأرض لأنني وقتها أكون فعلاً قد مت”، وفقاُ لرواية من خاض التجربة.
يشار إلى أن هذه الظاهرة قد بدأت بالظهور منذ عشر سنوات، ووفقاً لأحدث الإحصائيات فإن 16% من الأمريكيين أقروا بتعرضهم لهذه الظاهرة كما أقر بها 10% من البريطانيين لدرجة أنه حالياً في المستشفيات المتقدمة الأمريكية هناك أقسام خاصة للتعامل مع هذه الظاهرة على أنها ظاهرة علمية وليس ميتافيزيقا.

هل علم الطاقة يفسر؟

يفسر السويركي ما يحدث بالقول “عندما خلق الله الإنسان خلقه بطبيعة مفضلة ومميزة حتى عن الملائكة فالإنسان ذو خلقة مزدوجة إذ أن الإنسان عبارة عن جسد مادي فيزيقي وآخر روحاني أثيري طاقي وهو الروح فما يحدث عند الموت والنوم هو انفصال الجسد الاثيري عن الجسد المادي لكن مع بقاء صلة يسمونها الحبل الفضي وعند النوم يكون الجسد الأثيري يسبح في عالم البرزخ”.
ويضيف “عند الموت ينقطع هذا الرابط الأثيري بين الجسد المادي والطاقي”.

الدين يرد

أما فيما يتعلق بوجهة نظر الدين مما يقال، يعلق الدكتور عبد العزيز عودة خطيب وداعية إسلامي ومحاضر جامعي بالقول: “الإسلام يقسم العوالم إلى عالمين الأول عالم الشهادة المحسوس الذي نعيشه والشق الآخر هو عالم الغيب وما بعد الموت ويعد الإيمان بهذا العالم من أركان العقيدة العتيدة لأنه في تحدي للعقل والإيمان به يعني الاستسلام لله سبحانه وحده وهو قمة الإيمان”.
ويضيف عودة “بوابة اليوم الآخر هو الموت وهو الشيء الحتمي لكل البشر، وهنا أؤكد على جمال ما بعد الموت فالموت ليس عبئاً بل حافز لعمل المزيد من الصالحات ومن المؤكد أن الإنسان عند الموت وبعده يرى عوالم وهو ما نص عليه القرآن بالقول “لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطائك فبصرك اليوم حديد” ما يعني أن الإنسان يرى بعد الموت ما لم يكن يراه من قبل”.
“كما أن الله خلق الإنسان من قسمين طين وروح والطين لها متطلباتها كما أن الروح أيضاً لها متطلباتها ولها استحقاقاتها وعند النوم يتوفي الله النفس فيقبض الروح التي قدر لها الموت ويرسل الأخرى لأجل محدد”، وفقاً لحديثه.
ويقول “في النوم وهي الموتة الصغرى يرى الإنسان في المنام أشياء كثيرة لأن الروح تتحرر من كل الضوابط خروجاً من قفص الجسد إلى ملكوت الله بل ويرى الإنسان نفسه في أماكن لم تخطر على باله”.
ويؤكد “هناك عالم آخر فإن جاء من يخبرنا بأنه قد حصل معه غيبوبة طويلة أو قصيرة ورأي ما رأي فهو صحيح لأنها عالم موجود علم الغيب أما قصة أنه رأي أم لم ير فنحن في حل إما نصدقه أو نكذب”.
ويضيف “يؤمن الدين بعلم الأرواح ولكن تبقى تفاصيلها لا يعلمها الى الله فهي “من أمر ربي” كما يخبرنا القرآن.

الإسراء والمعراج

وفيما يتعلق برحلة الإسراء والمعراج كمعجزة خارقة للعادة يقول الدكتور عودة “رأى الرسول في هذه الرحلة مرآي وأشياء كثيرة فهناك من يقول بأن المعراج تم بالروح فقط وأنها مجرد رؤية وهناك من يقول إنها تمت بالجسد والروح وهو ما تم في لحظات، فالروح لها وحدات زمنية مختلفة عنا”.

شاهد أيضاً

وسط تقارير تتحدث عن قرب تنفيذ جيش الاحتلال اجتياحا بريا لمدينة رفح، حذرت الفصائل الفلسطينية …