النميمة وإفشاء الأسرار .. أخطار تهددنا فى الغربة وتدمر بيننا العلاقات

Fras-Gradat

 

فيينا – فراس جرادات : —

شيء مخيف رهيب ومعيب ومهين وحقير ما يحدث بين الحين والآخر من قذف وتشهير واساءة وتجريم وتجريح واتهام  لاناس يتعدى ايذاؤهم الى اهلهم وذويهم وبيوتهم.

شيء خطير ودنيئ جدا ما يحدث بيننا ونحن في مجتمع محافظ وحساس، وكأننا في مجتمع فاضح ومفضوح بلا اخلاق ولا احساس ولا مسئولية وكأن علاقاتنا الاجتماعية متفككة ومتباعدة لا يؤثر بعضها على البعض الآخر، وكان عاداتنا وتقاليدنا ومعاير الرجولة  ماتت وذهبت، وكاننا اصبحنا ذئابا نتربص لبعضنا لنأكل لحم بعضنا البعض كي ننتقم من بعضنا البعض

اخواني اخواتي ان  الذين يتسابقون على فضح الناس لا يمكن ان يكونوا اسوياء ولا حتى بشر، فكلنا يعلم ان الله جلا في علاه  ورسوله عليه الصلاة والسلام  نعتوا من يفضح الناس ويخرج أسرارهم او يتكلم  فيهم فيما فيهم او  ليس فيهم بالشياطين ( شياطين الانس ) . فالذي يحب كشف عورات الناس واشاعة الفاحشة في الذين آمنوا هم الشياطين (شياطين الانس)  فكيف بمن يكذب ويزيد بالكذب والقذف والتعرض لاناس كبار بالعمر او على عائلات باكملها ، وكانه فقد ضميره وعقله  وأخلاقه في حرمة هولاء.

ألا يخاف هؤلاء من عدل السماء فيهم وان يفضحهم  الله ويشهر بهم كما فضحوا وشهروا بغيرهم دون ان يكون لديهم دليل ولو بسيطا على ما ذهبوا اليه، بل حتى لو كان لديهم دليل !! ، ألم يقرأوا كتاب الله!؟ ألم يسمعوا بأحاديث رسوله (صلى الله عليه وسلم) التي تأمر دائما بالستر على المسلمين!  حتى لو ثبتت ادانتهم!! فما بالكم والاستناد فيما يذهبون اليه هو قال فلان واكد علان !؟ يا الله اي جرم هذا يقترفه الاخ بحق أخيه او اخته

احدى اسماء الله الحسنة ( الستار) يا اخوان الستار!  .. كلمة تهز الجبال بقوتها ويهز لها عرش الرحمن . فلماذا يرفض البعض ان يكونوا ستارين لعباد الله؟! لماذا الاصرار على ان يزرعوا في انفسهم ريح الشيطان وظلمه وكأنهم لا يقرأون القرآن الكريم ولا سنة رسوله (صلى الله عليه وسلم)؟

ألا يخشى هؤلاء من عدل الله سبحانه وتعالى وان يعرضهم لمثل ما فعلوه  في الآخرين من ضرر وفضائح مستهم ومست اهاليهم .

يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم) : (لا يستر عبد عبدا في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة) ويقول  (من ستر عورة اخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة).

ان وسائل الاتصال الحديثة ( فيس بوك، واتس اب…الخ )  التي يستفيد منها العالم في التعلم وتثقيف النفس وتسهيل قضاء الحاجات حولناها الى اسلحة بلا قيود او حدود او منطق او عقل يفكر،حولت الى أسلحة جارحة مقيتة فاضحة كاذبة.

تذكروا يا ناس تذكروا يا بشر ان وراءكم حساب وعقاب ، وان الدنيا لن ولن تغني عن الآخرة ومهما طالت أعمارنا وزادت قوتنا فان  جميعا الئ الحفرة المظلمة .. وان هناك يوما سنقف فيه جميعا أمام الله سبحانه وتعالى وحينها سيقتص الله ممن اساؤوا لصالح من أسيء لهم في الدنيا وعندئذ  لن ينفع الندم ولن ينفع ” رب أرجعني اعمل صالحا ” واني لأدعو اليوم كل من ساهم في ترويج او نشر او تجميع كل ما يتعلق بقضية قديمة او حديثة او فضح أنسان مستور بالعودة الى عقولهم ليعرفوا حجم ما اقترفوه من جرم تعدى حدود شخص او شخصين ليمس عائلات ومجتمعا لم يتعود على هذا النوع من التجاوز الاخلاقي والقانوني والديني.

 

شاهد أيضاً

أدانت منظمة العفو الدولية، الخميس 25 أبريل/نيسان 2024، قمع الجامعات الأمريكية للاحتجاجات الطلابية المناهضة للحرب …