جريدة الكورير النمساوية تؤكد إبادة جماعية للمسلمين في ميانمار

ترجمة مصطفى درويش
ترجمة مصطفى درويش

 

فيينا : مصطفي درويش

تصلني العديد من البوستات التي تنشر علي شبكة التواصل الإجتماعي فيسبوك عن الإنتهاكات الصارخة التي تنتهجها سلطات الجيش ضد الأقلية المسلمة التي تعيش في ميانمار وبها صور قد لا يصدقها العقل بأن مثل هذه الإنتهاكات تحدث الآن في القرن الحادي والعشرين . ولأني أفتقدت في هذه البوستات المصدر التي تنقل عنه هذه الأخبار والمعلومات كنت أتثاقل في رد فعلي عليها بالرغم مما تشعر به النفس من حزن عميق وخزي مهين تجاه هؤلاء المسلمين المعزولين عن العالم  ولا يسمع عنهم أحد ، أو قل لا يرتد أن يسمع عنهم أحد ، ناهيك عن التدخل من أجل مد يد العون لهم .

ومع صبيحة يوم الأثنين الموافق 13.02.2017 ومع تطلعي علي صحافة اليوم وجدت على الصفحة الخامسة من جريدة الكورير النمساوية اليومية مضمون ما جاء في تقرير المفوضية العليا لحقوق الإنسان الصادر عن الأمم المتحدة عن هذه الجرائم التي تجري على مسمع ومرآي من العالم بأثره  . وقد جاء في هذا التقرير أنه في أكتوبر الماضي قامت السلطات العسكرية بهجمات عنيفة على مسلمي الروهينجيا وقتلت أكثر من 1000 مسلم .

والجدير بالذكر أن عدد المسلمين في ميانمار يبلغ حوالي 1.2 مليون مسلم . وذكرت خبيرة حقوق الإنسان ” ميريام كاب ” المسؤولة عن هذا التقرير أن إنتهاكات حقوق الإنسان بل وجرائم الحرب التي تحدث في ميانمار لا تصل إلى الرأي العام حتي يظل مرتكبوها بعيدآ عن أعين القانون والعقاب .

كما ذكرت ” ميرام كاب ” بأن الجيش عندما يقوم بعمل جرائمة الشنيعة يعمل علي إغلاق هذه المناطق بالكامل بحيث لا يستطيع أحد دخولها من منظمات الإغاثة أو مراقبي حقوق الإنسان أو المسؤولين عن الأديان . وفي هذا التعتيم العام يتم حرق المسلمين أحياء كما جاء علي لسان شهود العيان في التقرير بقوله ” قام العسكريون بأخذ جدتي وجدي من منزلهم وضربوهم ضربآ مبرحآ ثم ربطوهم بأحد الأشجار وسكبوا عليهم الجاز وأشعلوا النار فيهم ” . وهذا بالفعل ما وصلني منذ يومين على شبكة الفيسبوك فلم أملك سوي الدعاء لهم بأن يجعل الله سبحانه وتعالي تلك النار بردآ وسلامآ عليهم كما فعل مع عبده ورسوله إبراهيم عليه السلام.

ومن القصص التي لا يصدقها عقل ولكنها للأسف الشدي واقع مؤلم تلك التي ترويها الأم المكلومة حيث جاء في نفس التقرير قولها ” قام العسكريون بالقبض علي بقوة شديدة ثم قام أحدهم بإغتصابي . ولما حاولت أبنتي التي مازالت في الخامسة من عمرها أن تساعدني بالصريخ قام أحد الرجال وأخذ سكينآ وذبحها من عنقها ” . إن مثل هؤلاء المجرمين قد فقدوا كل ما يصل بهم بالإنسانية وبنسلهم ببني آدم ، لقد تحولوا إلى ذئاب بشرية تنتك العرض وتجتث العرق . ولكن المصيبة الكبري في رأي أن التقرير يقر بأن مثل هذه الإنتهاكات تجاه الأقلية المسلمة من الروهينجيا معروفة منذ زمنآ بعيدا وإن كانت حدتها قد تزايدت في الآونة الأخيرة .

والعجيب في هذا البلد الذي يطلق عليه البلد الذهبي أن به سياسية مشهورة حاصلة على جائزة نوبل للسلام ، فأي سلام هذا الذي يقصدونه ؟ وقالت السياسية صاحبة الجائزة المزعومة واسمها سوكي ” بأنها بدأت حياتها كسياسية وليس كمدافعة عن حقوق الإنسان ” . نعم هذه هي كلمات صاحبة جائزة نوبل للسلام ولا عزاء لهؤلاء الذين ينشدونه .

ومازال الوضع في ميانمار مأساويآ حيث اضطر اكثر من 200.000 من الهروب من البلاد في أكتوبر الماضي وأن مئآت الآلف يعيشون في معسكرات . وهذا الإذلال لايخض له المسلمون فقط بل معظم الأقليات . وتقول ” ميريام كاب ” إن ميانمار التي تظهر في الإعلانات السياحية بمعابدها الزاهية كدولة ذهبية لها وجه مظلم يجب على كل سائح أن يدركه ” . وأقول بل يجب على العالم أجمع أن يسمعه ويراه ويدركه بل وأن يتدخل من أجل نصرة هؤلاء الأقليات العزل المقهورين من باب ما يتشدقون به من حقوق الإنسان .

فهل يحرك تقرير المفوضية العليا لحقوق الإنسان الصادر عن الأمم المتحدة ساكنآ ؟

 

 

 

شاهد أيضاً

مستشار النمسا ينفي خطط تمديد ساعات العمل

بعد تصريحات من قبل مسؤولين في حزب الشعب (ÖVP) تدعو إلى تمديد ساعات العمل، خرج …