الأربعاء , 24 أبريل 2024

محاباة الأباء للبنين عليى البنات

Kinder-Erzehung

 

فيينا : مصطفي درويش : —

أعود بإذن الله وحوله للكتابة بعد فترة توقف استمرت حوالي الشهر وزيادة . ويدفعني للكتابة بل وللقراءة والتفكر والتأمل ما يطرحه علي التلاميذ من اسئلة بما فيها من تلقائية وعفوية وصدق شديد . وكان السؤال هذه المرة : ممكن يا استاذ تقول لنا لماذا يحابي الأباء البنين عليى البنات ؟ فأجبتهم بأنني لا أعرف نوعية هذه المحاباة لكي أجب على السؤال . فكانت هذه بعض إجاباتهم :

التلميذة 1 : حينما كانت أمي حاملآ ووضعت أثني لم أشعر أن هناك حالة فرح وسرور في الأسرة لأنهم جميعآ كانوآ ينتظرون ولدآ .

التلميذة 2 : أخي يخرج من البيت ويعود وقتما شاء أما أنا فتوجد علي قيود في الخروج من البيت .

التلميذة 3 : أثناء جلوسنا جميعا يطلب أبي أو أمي كل مرة مني أن احضر له زجاجة المياة على الرغم من وجود أخي أيضأ لا يطلبون من شيئآ .

التلميذة 4 : يٌسمح لأخي باللعب لفترات أكثر مني بالهاتف المحمول .

وقد يري الشخص الكبير أن مثل هذه الموضوعات غير ذات أهمية ولكنها في واقع الأمر بالنسبة للأطفال وعالمهم الصغير هي أمور ذات أهمية كبيرة وخاصة شعورهم بالتمييز في المعاملة بين البنين والبنات . فكان أول ما جاء بخلدتي هو حال الأنثي مع بداية الرسالة المحمدية حيث كان الأباء يشعرون بالعار والهوان عند تبشيرهم بالأنثي وهو الأمر الذي عاتبهم عليه الله سبحان وتعالي في سورة النحل الآيات 58-59 { وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ ﴿٥٨﴾ يَتَوَارَىٰ مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ ۚ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ ۗ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴿٥٩﴾ } . فلماذا لم يتعظ الأباء حتي الآن من القرآن الكريم ، بل يعيشون مشاعر القبائل الصحراوية حتي وهم يعيشون الآن في احدث المدن الأوربية .

ثم أن كل من الأنثي والذكر هبة من الله سبحانه وتعالي ولا دخل للإنسان في ذلك . ألا نتذكر قول المولي سبحانه وتعالي { لِّلَّـهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ ﴿٤٩﴾ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا ۖ وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ﴿٥٠﴾ } الشوري . فأحوال البشر بالنسبة للذرية أربعة . فمن الناس من يهبه الله إناثآ فقط أو ذكورآ فقط أو من يهبه الله إناثآ وذكورآ معآ ومنهم من ليس له من كل ذلك شيء . ويحدث كل هذا من العليم والقدير بأحوال الناس واحتياجاتهم وقدراتهم .

ولنا في رسول الله الأسوة الحسنة في التربية الخُلُقية الحسنة للأولاد حيث يقول صل الله عليه وسلم ” أكرموا أولادكم وأحسِنوا أدبَهم ” رواه ابنُ ماجه . مع ملاحظة أن كلمة الأولاد في القرآن الكريم والسنه الشريفة تعني كل من الذكور والبنات ولا تعني الذكور فقط . كذلك قال صل الله عليه وسلم ” مَن كانت له أنثي فلم يئدها ولم يُهنها ولم يُؤثر ولدَه – أي : الذكور – عليها أدخله الله الجنة ” رواه أبو داود . فلماذا يٌؤثر ويحابي الأباء الذكور على الإناث ؟ هذا هل سؤال التلميذات .

يجب من خلال هذه الآيات البينات وأحاديث الرسول الشريفة أن يتذكر الأباء أنه لا فرق بين الذكر والأنثي وأن تكون المعاملة بالمثل دونما محاباة أو إثار . حيث أن التفرقة في التعامل بين المرأة والرجل تكون بذرتها الأولي مع بداية التربية والتفرقة بين البنت والولد . فعلينا جميعا أن نعود إلى المنهج السليم والسديد في تربية الأبناء من خلال القرآن الكريم والسنة الشريفة وبالله التوفيق .

 

فيينا : 14.04.2018                                                                           مصطفي درويش

شاهد أيضاً

تسمم غامض يصيب ستة أشخاص من عائلة واحدة في سالزبورغ

تم نقل ستة أشخاص، تتراوح أعمارهم بين 3 و72 عامًا، إلى المستشفى، مساء أمس الاثنين، …