صور وفيديو – 4 أبار لسقى الماء صدقة جارية على روح المرحومة “منى حاتم” فى أفريقيا

بعد فترة قصيرة مع المرض بدأت بـ أرتفاع فى درجة الحرارة دخلت على أثرها مستشفى الـ “AKH” بالحى التاسع – فيينا ،  ثم الدخول فى غيبوبة حتى صعدت روحها إلى بارئها ، فقد غيب الموت الفتاة الشابة “منى حاتم على” بنت الـ 27 ربيعاّ ،الحاصلة على شهادة الأقتصاد والعلوم السياسية من جامعة فيينا ، وكانت تستعد للزواج ومناقشة رسالة الماجستير، فالموت يا شباب سنة الله في خلقه وقد جعله الله تعالى لزاماً لا نجاة لحي منه، ذلك الغيب الذي لا نعرف عنه إلا أنه يباعد بين الأحبة حتى أجل مسمى. إنه المحطة التي تفصل بين حياتين، ووفق ما هو معلوم من السنة النبوية المطهرة فإن الأرواح تلتقي في عالم البرزخ، ويقبل المستقدمون على المستأخرين مستبشرين كمن وجد ضالة له. وكما للإنسان في حياته الخبرة والعبرة، فكذلك الموت، نستلهم منه العبرات ونخرج من محنته بخبرات تعيننا على تحاوز محن الدنيا.

Mona-Hatem

المرحومة منى حاتم

ومنذ أيام فارقتنا روح طيبة وجميلة أثنى عليها القاصي والداني؛ حتى من لا يعرفها ذكرها بخير لما سمعه عنها من خصال وشيم كريمة. ابنتنا منى حاتم علي، هذه الشابة المتوهجة نشاطا وحيوية، تقفز هنا وهنا وتمد يد العون للجميع، نزل خبر مغادرتها الحياة صاعقة على الجميع. ولكن العبرة جاءتنا بعد أن غادرتنا منى، التي سطرت وفاتها ملحمة بين أبناء الأقلية المسلمة في النمسا.

منى التي كانت ناشطة في العمل الخير ي والإنساني، طرقت أبواب من تعرف ومن لا تعرف من أجل التبرع للمحتاجين في النمسا من اللاجئين أو لأطفال الشوارع في مصر، ولدعم المشاريع الإنسانية والإغاثية في مناطق عدة حول العالم.. هي نفسها منى التي انتفضت جماعة الشباب من المسلمين في النمسا يتسابقون في عمل صدقة جارية على روحها الجميلة.

Mona-Hatem-Wasser-1

وما أن عرضت الناشطة الشابة أمينة علم الدين فكرتها عبر الفيسبوك لمشاركة صديقات وأصدقاء الراحلة لبناء بئر ماء لمنى في أفريقيا، حتى انهالت التبرعات من كل مكان على حساب هيئة الإغاثة الإنسانية باسم منى حاتم علي؛ حتى تجاوز إجمالي ما ورد للهيئة باسم منى حتى كتابة هذه السطور ما يزيد على 8000 يورو. فتحولت فكرة أمينة من حفر بئر واحد إلى مشروع كبير يتضمن حتى اللحظة بناء 4 آبار في كل من إندونيسيا وغانا وأوغندا ونيجيريا كلها صدقة جارية بأسم فقيدة الشباب منى على حاتم

Mona-Hatem-Wasser-2

هذه المبادرة الطيبة والاستجابة السريعة الواسعة لها، كانت مفاجأة سارة للغاية ومؤشرا على أن شباب الجالية مفعمون بالحياة والإيثار ويستجيبون لنداء الخير فتراهم يتكاتفون ويشد بعضهم بعضا كالبنيان المرصوص. إن هذه الحالة الفريدة بين أبناء وبنات العرب والمسلمين في النمسا تستحق أن يُركز عليها الضوء من قبل القائمين على الشأن العربي والإسلامي في هذه البلاد، بل وأن يتم التعريف بها إعلاميا في البلدان العربية كنموذج يحتذى للشباب الواعي المستنير.

Mona-Hatem-Wasser-4

وتأبى منى إلا أن يكون لفراقها أثر كما كان لوجودها بيننا أثر. ولعل المسارعة إلى إنشاء صدقات جارية لها، من علامات القبول عند الله عز وجل، والذي نسأله تعالى أن يجعل كتاب منى في عليين وأن يرزقها الفردوس الأعلى من الجنة دون سابقة حساب أو عذاب.

ملحوظة هامشية: أكثر من ألف مشيع احتشدوا لوداع منى في جنازة مهيبة، ولكن نعتب على السفارة المصرية بشخصية شابة بهذا الهحجم ولم يحضر منكم أحد .. رغم أنه وقبل أيام قليلة كان السفير اليمني حاضرا بشخصه في جنازة شاب يمني لم يعرفه إلا القليل من أهل النمسا وقبلها السفير السودانى وأخرين

Mona-Hatem-Wasser

 

شاهد أيضاً

فيينا – رجل يضرب جارته ويحاول إشعال النار في جسدها

حاول رجل يبلغ من العمر 49 عاما، صباح يوم الخميس، قتل جارته البالغة من العمر …