العقيد أهارون ليفرن إستخباراتي إسرائيلي: أشرف مروان والملك حسين كشفا لنا موعد الحرب

عرفنا الكثير عن نوايا مصر لكننا لم نفهم إلا القليل

كان لدينا أدلة على امتلاك القاهرة لصواريخ يصل مداها لعمق إسرائيل

علمنا بترسانة طائرات جلبها المصريون من ليبيا والسعودية قبل المعركة

مخابراتنا الحربية حذرت ديان من حرب في مايو يونيو 73 ولم تندلع

وزير الدفاع فقد الثقة بالاستخبارات العسكرية وكان لذلك انعكاساته

الملك حسين أبلغ مائير بوضع الجيش السوري قبل الحرب بــ10 أيام

في مقال له بصحيفة “يسرائيل هايوم” العبرية قال أهارون ليفرن، عميد بالجيش الإسرائيلي ومسؤول سابق بمخابرات تل أبيب الحربية، إنه “قبل 45 عاما بالضبط وقبل يوم من اندلاع حرب يوم الغفران، ألقى جهاز الشاباك الإسرائيلي القبض على اثنين من قوات الكوماندوز المصرية كانوا يرتدون ثياب البدو في سيناء، وبحوزتيهما أجهزة اتصالات”.

وتابع: “خلال التحقيقات اعترف المصريان بأن الحرب ستندلع في اليوم التالي السادس من أكتوبر في السادسة مساءا، وكان هذا تحذيرا واضحا يؤكد نشوب المعركة وموعدها، إلا أن منظومة الاستخبارات بتل أبيب لم تهتم بهذه المعلومة؛ بل إن جهاز الاستخبارات الحربية (أمان) ليس لديه أي توثيق أو تسجيل لها؛ وهو ما يفسر بأن المعلومة لم تصل إلى رئيس الاستخبارات العسكرية، كما تدور شكوك حول وصولها إلى قائد قيادة الجنوب في ذلك الوقت شموئيل جونين”. 

وواصل “قبل سنوات قليلة، شاركت في حلقة نقاشية عن حرب أكتوبر؛ وقتها سمعت للمرة الأولى عن هذه المعلومة، وقد يقول البعض أنه لو كانت الوحدة 504 التابعة للمخابرات الحربية -المسؤولة عن تجنيد العملاء خارج إسرائيل- هي التي حققت مع المصريين لكان مصير الحرب قد تغير، وأن ما حدث هو أن جهاز الشاباك هو الذي تولى استجواب رجلي الكوماندوز”.

لكن يمكننا الافتراض -تابع العميد الإسرائيلي – أنه حتى لو وصلت المعلومة إلى صناع القرار بتل أبيب لكانوا قد شعروا بالشك في مصداقيتها واعتقدوا أنها خطة خداعية من قبل المصريين، وإذا كانت قد وصلت إلى نخبة المخابرات الحربية، كانت ستصل في ساعات الليل المتأخرة وقبل وقت قصير من وصول برقية رئيس الموساد الأسبق تسيبي زامير التي بعث بها من لندن بعد لقاء مع الملاك أشرف مروان”.

وأشار “علاوة على ذلك، فإن المعلومة الخاصة بالمصريين المعتقلين في سيناء جاءت بعد ساعات عديدة من اكتشاف تل أبيب قيام السفير العراقي بموسكو ببعث رسالة إلى وطنه والتي تحدث فيها عن إجلاء لعائلات الخبراء السوفييت من سوريا ومصر بواسطة 11 طائرة، ما يعني أن الحرب على الأبواب، وهي الرسالة التي اعترضتها وتنصتت عليها الوحدة 848 التابعة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية”.

وقال “تل أبيب كانت على دراية برسالة السفير العراقي قبل يوم كامل من نشوب الحرب، ووصلت إلى رئيس المخابرات الحربية لكن خلافا دار حول هذه الرسالة بل إن صناع القرار في الجهاز الاستخباراتي العسكري شكوا في مصداقية الرسالة العراقية والتي لم تدق ناقوس الخطر في عقول المؤسسة العسكرية ؛ بل إن تحليل تل أبيب للصور الجوية الملتقطة في الليلة بين 4 و 5 أكتوبر 1973، والتي تضمنت الآلاف من الدبابات وأسلحة المدفعية غرب القناة في حالة استعداد غير مسبوقة، كل هذا لم ينجح في تغيير موقف إسرائيل”.

وأضاف “زد على ما سبق تقارير المراقبة الخاصة بالجيش الإسرائيلي في منطقة القناة والتي حذرت من عمليات استثنائية ومقلقة في الضفة الغربية لقناة السويس من بينها إنزال معدات ثقيلة لخط الماء، والتي قد تشير إلى استعداد لعبور القناة، وكان مصير هذه التقارير كمصير معلومة الكوماندوز والسفير العراقي وأشرف مروان وتحليل الصور الجوية”.

ولفت “ملك الأردن السابق حسين أبلغ جولدا مائير رئيسة الحكومة في الـ25 من سبتمبر 1973 عن استعداد الجيش السوري للانقضاض على تل أبيب وكان ذلك قبل 10 أيام من الحرب، ولم يذكر أي شئ عن الجيش المصري، رئيس الموساد زامير وأنا التقينا مع حاشية الملك الأردني في غرفة مجاورة، وسمعنا الملك حسين وهو يقول هذه الأمور لجولدا مائير، كان يجب على معلومة حسين أن تكون صافرة إنذار توقظ تل أبيب من غفوتها لكن هذا لم يحدث”.

وتابع “أحد أسباب هزيمتنا في حرب الغفران كان العمى الاستخباراتي فقد كان لدينا أدلة على أن القاهرة لديها وسائل قتالية مثل صواريخ أرض أرض سوفييته والتي يصل مداها إلى عمق إسرائيل، علاوة على ترسانة الطائرات التي جلبها المصريون من ليبيا والسعودية في الفترة التي سبقت المعركة، لكن أحد الأسباب الرئيسية وراء ما حدث تعود إلى مايو ويونيو من نفس العام 1973”.

وأوضح “في هذه الفترة حذرت المخابرات الحربية (أمان) من نية مصر شن حرب ضد تل أبيب، الأمر الذي صدقه كل من وزير الدفاع ورئيس الأركان الإسرائيليين، إلا أن المعركة لم تنشب ولم يهاجم المصريون إسرائيل، ما أفقد موشى ديان الثقة في هذا الجهاز وهو ما انعكس في الحرب التالية، بشكل يطابق مقوله هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق (عرفنا الكثير لكننا لم نفهم إلا القليل)”.

شاهد أيضاً

بالفيديو والصور – زواج التوأم الملتصق – تتشاركان جسداً واحداً برأسين وقلب منفصل

تزوجت الأميركية آبي هنسل، التي اشتهرت رفقة توأمها بريتاني، وهما من أشهر التوائم في العالم، …