لا شيشة ولا نرجيلة ولا أرجيلة مع بدء تنفيذ منع التدخين داخل المطاعم والمقاهي في النمسا

لقد أصبح تدخين الشيشة في النمسا موضة شائعة تلقى إقبالا متزايدا ليس من قبل المهاجرين ذوي الأصول العربية والتركية فحسب وإنما أيضا من قبل الشباب النمساوى والأوروبيين. غير أن قانون منع التدخين أصاب مقاهي الشيشة في الصميم ، الذي بدأ به العمل في كل مقاطعات النمسا التسع أبتداّ من الأول من نوفمبر 2019

انتشر تدخين الشيشة في أوروبا في السنوات الأخيرة بين أوساط الشباب الأوروبي ليصبح بمثابة موضة، إذ فتحت قبل سنوات قليلة أولى مقاهي الشيشة في عدد من العواصم الأوروبية: في فيينا ولندن وباريس وموسكو وبرلين. وفي النمسا أصبحت تدخين الشيشة في عدد بعض المدن جزءا لا يتجزأ من الحياة الليلية. وتحمل مقاهي الشيشة في العادة أسماء شرقية على غرار “علي بابا” و”سمارة” و”القافلة” أو أسماء مدن شرقية مثل “بيروت” أو “إسطنبول”. كما أن أصحاب هذه المقاهي هم في العادة من أصول مهاجرة عربية أو تركية.

لكن يبدو أن التيار القادم من الشرق قد هب على النمسا في وقت غير مناسب، إذ أن قانون منع التدخين في الأماكن العامة المغلقة كالمقاهي والحانات مثلا دخل إلى حيز التنفيذ منذ بداية الشهرالجاري في كل أرجاء النمسا ، ما دفع بعض أصحاب مقاهي الشيشة في النمسا الاحتجاج وذلك خوفا من فقدان مورد رزقهم بين عشية وضحاها. ومن بينهم أبو هشام وهو سوري الأصل، الذي كان قد أفتتح قبل ست سنوات مقهى شيشة بالحى الخامس عشر – فيينا وأطلق عليه اسم النواعير تذكيرا بمسقط رأسه مدينة حماة السورية.

ومنذ اليوم الأول لتطبيق هذا القانون بدأت تحل الخسائر على أصحاب هذا المشروع الذي كان يعتبر من أنجح المشاريع  بعد أن استثمروا مبالغ خيالية ممكن أن تفوق المائة ألف يورو .

ويأمل أصحاب المقاهى بعد أن ذهبوا إلى المحكمة الدستورية العليا في فيينا ، وهى أعلى هيئة قضائية في النمسا ، أن تنصفهم وتستثني مشاريعهم القائمة على التدخين من هذا القانون الظالم حسب وصفهم

وعند مخالفة الحظر فإنه يتعين على أصحاب مقاهي الشيشة دفع غرامات مالية تقدر بخمسمائة يورو على الأقل. وهو أمر يؤرق أصحاب المقاهى والحانات، الذين عبر عن استيائهم من القانون الجديد. ويقول أبو هشام إن مقهى الشيشة مكان جُعل للتدخين وإن من يتردد على محله هم من المدخنين. وأضاف أبو هشام أنه عندما يقسم المقهى إلى مكان خاص للمدخنين وآخر لغير المدخنين فإنه سيفقد على الأقل نصف الزبائن. كما أن عددهم سيتراجع، الأمر الذي قد يدفعه إلى غلق المقهى

و إلى جانب الخسارة المادية التي تسبب فيها قانون منع التدخين لأصحاب مقاهي الشيشة فأن السلطات تعامل هذه الفئة بطريقة لا تختلف على تلك التي يتم التعامل بها مع المجرمين و تجار المخدرات و خير شاهد على ذلك هو العدد الكبير لعناصر الشرطة الذين يشاركون في عمليات مراقبة شبيهة بعمليات المداهمة الموجهة ضد العصابات المنظمة العالمية والمحلية

ويأتي قانون منع التدخين في النمسا بعد قرارات مشابهة اتخذت في إيطاليا ومالطا والنرويج وإسبانيا والسويد وبريطانيا وفرنسا. ويأتي هذا القانون نظرا للأضرار الصحية التي يسببها التدخين للمدخنين ولغير المدخنين الذين يستنشقون الدخان، فحسب المركز النمساوى للتوعية الصحية فإن الشيشة تحتوي على نفس المواد الضارة بالصحة، التي يفرزها تدخين السيجارة، وبالتالي فإن الدخان المنبعث عند تدخين الشيشة يضر كذلك بغير المدخنين المتواجدين بالقرب من المدخنين. كما أن المواد المنبعثة من السيجارة أو التبغ المحترق تتسبب في التأثير سلبا على الجهاز النفسي وانسداد الشرايين وارتفاع الضغط الدموي وغيرها من الأمراض. وفي النهاية يبقى على أبو هشام أن يجد حلا في غضون بعض الأسابيع: ففي فصل الصيف بإمكانه تقديم الشيشة لزبائنه خارج المقهى بشرط أن يبقى الجو صافيا طيلة هذه الفترة وهو أمر غير أكيد في النمسا.

شاهد أيضاً

مستشار النمسا ينفي خطط تمديد ساعات العمل

بعد تصريحات من قبل مسؤولين في حزب الشعب (ÖVP) تدعو إلى تمديد ساعات العمل، خرج …