النمسا: دراسة حديثة نمساوية تكشف اللامساواة في الدخل والثروة

مقدمة – تشكل اللامساواة، في الدخل والثروة، داخل كل بلد وفيما بين الدول، واحدة من أبشع ظواهر السياسات النيوليبرالية في ظل عولمة لا تضع اعتبارا لقيم الانصاف والعدالة أو للأبعاد الاجتماعية ولا تخلق آليات عالمية لمعالجة بعض الأضرار الخطيرة لانفتاح الأسواق. فعندما تصل ثروة أغنى ثلاثة أمريكيين، بل غيتس مؤسس مايكروسوفت، وجف بيزوس مؤسس شركة أمازون، ووارن بفت قطب الاستثمار الأمريكي، إلى ما مجموعه 248 مليار دولار، وهو مبلغ يعادل ثروة 160 مليون يشكلون نصف الشعب الأمريكي الأقل ثراء، فإننا بلا شك أمام “أزمة أخلاقية” كما وصفتها الصحف النمساوية لدراسة صدرت حديثا ، عن جامعة الاقتصاد في فيينا ، بالتعاون مع المؤسسة النمساوية المتخصصة في مقارنة الاقتصاد الدولي ، كشفت من خلالها الضوء عن التفاقم السريع لهذه الظاهرة فى عدم المساواة في الدخل بين مختلف طبقات المجتمع النمساوي ، وكما بينت الدراسة فوارق الدخل داخل المجتمع النمساوي ، بعد تزايد فجوة الدخل إلى مستويات لم تكن متوقعة.

و حسب ما ذكرت الصجف النمساوية إن التفاقم السريع لهذه الظاهرة يقود إلى تهديد الاستقرار المحتمعى، بعد أن توصل الباحثين والمشرفين على هذه الدراسة ، أن الفارق بين الأغنياء والفقراء بدأ يتسع مرة أخرى في النمسا منذ بداية العام  2012، بالرغم من وجود درجات متقدمة من العدالة الاجتماعية والمساواه والنظام الاجتماعي و الضريبي داخل الدولة حيث ارتفع فيها مؤشر اللامساواة قرابة عشر نقاط

وكشفت الدراسة إن أرقام اللامساواة في الثروة أكثر فظاعة و واختلالا ، وأن ما يقرب من 10 في المائة من  النمساويين الذين يحصلون على دخول مرتفعة أكبر بكثير من بثلاث أضعاف لمن يندرجون تحت الدخل المتوسط ،و يتجاوزون دخل الفرد عشر مرات ما يقارب من دخل الفرد لـ نصف الشعب النمساوي

فكيف هو الحال في البلدان العربية التي تعاني أصلا من الفقر والبطالة وسوء توزيع الثروة وعدم الاستقرار، فضلا عن الاستبداد والفساد اللذين يُغيّبان الأرقام الحقيقية للواقع الاقتصادي والاجتماعي

وأيضاّ ما كشفت عنه الدراسة أن الأشخاص الذين لا يحصلون على شهادات مهنية متخصصة أو شهادات جامعية يكون دخلهم قليل مقارنة مع الأشخاص ذوي الشهادات المهنية المتخصصة وأصحاب الدرسات الأكاديمية

شاهد أيضاً

بالفيديو – معتمرون يتحدون ابن سلمان والسديس.. دعوا لغزة وهاجموا المطبعين في الحرم المكي

صدح معتمرون داخل الحرم المكي بالدعاء لفلسطين وأن يتولى الله المطبعين، وجاء ذلك رغم التضييقات …