وأضافت الصحيفة – في عددها الصادر، اليوم الاثنين، “ألمانيا مثل بعض جيرانها قيدت وصول غير المُحصنين إلى الأماكن العامة، ويوم الجمعة الماضية اتخذت الحكومة النمساوية إجراءات أشد قسوة، حيث أمرت بإغلاق وطني لمدة ثلاثة أسابيع، وقالت إنه اعتبارا من فبراير القادم سيصبح التطعيم إلزاميا، وهو الأول من نوعه في أي اقتصاد متقدم”.

وأشارت إلى أنه مع دخول فصل الخريف كانت توقعات تفشي (كوفيد-19) في أوروبا شبه مؤكدة، لاسيما مع انتشار سلالة (دلتا) الأكثر عدوى وبرودة الطقس، ومع ذلك بدا أن ارتفاع عدد الحالات الجديدة قد فاجأ السلطات الوطنية، وكان الأمر الأكثر إثارة للقلق هو الارتفاع المفاجئ في حالات دخول المستشفيات ومعدلات الوفيات.

ولفتت إلى أن معدل الوفيات أصبح في سلوفاكيا الآن أربعة أضعاف مثيلتها في المملكة المتحدة، والمستشفيات النمساوية التي لديها ثاني أعلى نسبة من أسرة الرعاية الحرجة للفرد في أوروبا بعد ألمانيا أضحت على المحك، كما أن المستشفيات في أجزاء من ألمانيا، حيث وصلت الحالات الجديدة إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق، تتعرض أيضًا لضغط شديد.

وتابعت الصحيفة: “بعض أجزاء أوروبا تدفع الآن ثمنا باهظا لعدم كفاية اللقاحات، حيث أن الغالبية العظمى من المصابين بالأعراض الفتاكة من (كوفيد-19) غير مٌحصنين، والمشكلة التي تتفاقم في أوروبا الوسطى والشرقية؛ حيث تم تطعيم 43% فقط من البالغين الرومانيين بشكل كامل، وفي بلغاريا، بلغت نسبة التطعيم 29% فقط، وفي هاتين الدولتين لا توجد حكومة مستقرة بما يُشيع عدم الثقة بالسلطة الحكومية أو الطبية، كما هو الحال في العديد من البلدان الشيوعية السابقة”.

وذكرت الصحيفة أنه حتى البلدان التي حققت معدلات كبيرة من تلقي اللقاحات اضطرت إلى إعادة تطبيق تدابير التباعد الاجتماعي؛ حيث قررت هولندا إغلاق المطاعم والحانات في وقت مبكر، وفرضت بلجيكا العمل من المنزل أربعة أيام في الأسبوع، مبينة أنه يمكن تفسير عدم لجوئها إلى خطوات أكثر تشددًا في الوقت الحالي بنجاحها في التلقيح (81%، و87% على التوالي)، حيث كانت إسبانيا والبرتغال فعالة في تحصين سكانهما عبر تنظيم حملات صحية عامة جيدة.
وفي بلدان أخرى، كانت هناك حاجة إلى حوافز أقوى ودرجات من التمييز وأحيانا إجراءات إكراه؛ حيث طبقت فرنسا وإيطاليا تصاريح (كوفيد-19) الإلزامية للوصول إلى المطاعم وأماكن الترفيه وقطارات المسافات الطويلة، وقامت إيطاليا بتوسيعها لتشمل دخول أماكن العمل. 

ولكن في النمسا، أكدت الصحيفة أن مشكلتها تتمثل -كما هو الحال في المناطق الأخرى الناطقة بالألمانية وفي أماكن أخرى في وسط أوروبا- في العدد الكبير من رافضي تلقي اللقاح، والذين اقتنعوا بنظريات المؤامرة التي تم تضخيمها من قبل الأحزاب السياسية اليمينية المتطرفة

أ ش أ