دبلوماسيون من 15 دولة يناقشون «دبلوماسية الفضاء»

في النسخة الخامسة من لعبة السلام لدبلوماسيي المستقبل؛ اجتمع أمس 24 من الدبلوماسيين المستقبليين من جميع أنحاء العالم، افتراضياً، لمناقشة موضوع «دبلوماسية الفضاء» وما يرتبط به من مخاطر خاصة في ظل التنافس المتزايد بين الدول وكذلك تزايد حجم الأنشطة غير القانونية هناك.

وللعام الخام

س على التوالي، استضافت أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية فعالية «لعبة السلام لدبلوماسيي المستقبل» بالتعاون مع كل من مجموعة السياسات الخارجية «فورين بوليسي»؛ وذلك بدعم من وزارة الخارجية والتعاون الدولي ومركز محمد بن راشد للفضاء.

استقبل هذا الحدث مجموعة من الدبلوماسيين والسفراء إلى جانب دبلوماسيين متدربين، ناقشوا التحديات المتصاعدة في مجال دبلوماسية الفضاء، بمشاركة خمسة من طلبة أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية.

15 دولة

وانضم المشاركون إلى الفعالية الاستكشافية الافتراضية الرامية إلى التوصل لحلول سلمية للنزاعات العالمية، حيث أتاحت هذه الفعالية فرصة لمعالجة التحديات المتعلقة بالدبلوماسية وفرص تعزيز وبناء السلام.

وشارك في نسخة هذا العام من «لعبة السلام» دبلوماسيون مستقبليون من 15 دولة بما في ذلك النمسا، والبحرين، وبلغاريا، وكندا، وكولومبيا، والإكوادور، وجورجيا، وإندونيسيا، والسعودية، وقيرغيزستان، والمغرب، وبيرو، وروسيا، ورواندا ودولة الإمارات.

وسلط هذا الحدث الضوء على أهمية الأنظمة الفضائية للحكومات وقطاع الأعمال وكذلك جوانب الحياة اليومية، وشدد الخبراء أن جميع ما يتعلق بالفضاء هو أمر أساسي للأمن والاستقرار الوطني والبشري، سواء ارتبط الأمر بالاتصالات، أو جمع المعلومات، أو أنظمة الملاحة، أو التنبؤ الجوي، أو رصد ظواهر التغير المناخي.

ومع امتلاك وتشغيل 105 دول وحكومات للأقمار الصناعية، إلى جانب الأعداد المتزايدة من المؤسسات التجارية، أصبح الفضاء ساحة للتنافس، وذلك بحسب رأي المشاركين. حيث تسعى الحكومات والجهات الخاصة إلى الاستفادة من الفوائد الاستراتيجية والتجارية المتعلقة بالفضاء، الأمر الذي دفع نحو أنواع جديدة من النزاعات حول هذا المجال.

وسلطت الفعالية الضوء على عدم قدرة الأطر القانونية القائمة حالياً على التكيف مع التحديات المتزايدة ومحاسبة أولئك الذين يهددون استقرار الأمن، ولاحظ الخبراء أن ازدياد النزاعات يهدد الاستقرار الدولي ويسهم في تأخير عمليات استكشاف الفضاء لعقود مقبلة.

عمل تشاركي

وقال يوسف العتيبة سفير دولة الإمارات لدى الولايات المتحدة في كلمة مصورة له بثت خلال الفعالية: «عندما بدأنا هذه المبادرة قبل خمسة أعوام، طرحنا على أنفسنا سؤالاً: «ماذا لو كان من الممكن معالجة بعض أكبر تحديات العمل الدبلوماسي وجهود بناء السلام؛ بالمستوى الإبداعي نفسه الذي يكرسه الجيش للمناورات الحربية».

في ذلك الوقت، لم نكن نتوقع أن أهمية العمل الدبلوماسي ستزداد إلى هذا الحد. لقد أظهرت لنا جائحة «كوفيد 19» مستوى الترابط الكبير الذي يجمعنا – إذ إنه لا توجد دولة محصنة تماماً ضد الأحداث التي تقع خارج حدودها، سواء أكان ذلك وباء، أم تغير المناخ. – إن الحوار، والتعاون، هو المطلوب لحل أكثر التحديات إلحاحاً – وهو جوهر وأساس لعبة السلام».

وأشار العتيبة إلى أن لعبة السلام تهدف إلى وضع الدبلوماسيين الطموحين أمام تحدٍ يمكنهم من العمل بشكل تشاركي وثيق واستخدام الأدوات المتاحة أمام الدبلوماسيين للحفاظ على السلام والاستقرار. وقال مخاطباً المشاركين: انطلاقاً من تجربتي الشخصية – هذا الأمر ليس بالسهل – بل يتطلب الالتزام والمثابرة، وفي كثير من الأحيان، الكثير من الصبر، لكنني متأكد من أنكم جميعاً على استعداد لمواجهة التحدي.

ممارسات

ومن جانبه قال برناردينو ليون، مدير عام أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية: إن البرامج والممارسات المتبعة في أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، تعكس الرغبة في التعلم من التجارب السابقة، وترجمة المعارف على أرض الواقع. وهذا ما يتطرق إليه موضوع النسخة الخامسة من لعبة السلام.

ففي الوقت الذي تشكل فيه العلاقات الدبلوماسية جزءاً لا يتجزأ من التخفيف من حدة مختلف المسائل الصحية والتكنولوجية والعلمية والتعليمية والاقتصادية في جميع أنحاء العالم، أصبحت دبلوماسية الفضاء أيضاً ميداناً حيوياً توصلت فيه مختلف الدول إلى توافق في الآراء بشأن ما هو منصف عندما يتعلق الأمر باستكشاف ما هو خارج كوكبنا.

وأشار إلى أن التكامل بين المعرفة والتكنولوجيا والتشريعات ضمن الدبلوماسية العلمية يعد أمراً ضرورياً عندما يتعلق الأمر بتوسيع نطاق استكشاف الفضاء. وقال رافي أغروال، مدير تحرير مجلة فورين بوليسي: في خضم مواجهتنا لجائحة «كوفيد 19»، يبقى من المهم أكثر من أي وقت مضى أن نواصل الحوار بشأن التحديات العاجلة.

استكشاف

ومن جانبه، قال جمال المشرخ، مدير إدارة تخطيط السياسات في وزارة الخارجية والتعاون الدولي وسفير الدولة المعين لدى هولندا: من الواجب على الدبلوماسيين المستقبليين استكشاف واستخدام مختلف الأدوات الدبلوماسية المتاحة سواء الحديثة أم التقليدية للتعرف على واقع التطورات الجيوسياسية.

وقال: يجب إدراك إمكانيات المنظمات الإقليمية والدولية في تعزيز السلام وتحقيق الازدهار. ويجب علينا عدم الاستهانة بقوة الدبلوماسية التي لا تقوم ببناء ومد الجسور فحسب، بل وتعيد بنائها.

وقال المهندس عامر الصايغ، مدير إدارة تطوير الأنظمة الفضائية في مركز محمد بن راشد للفضاء: تتيح دبلوماسية الفضاء إمكانية الوصول إلى الخدمات المتعلقة بالفضاء واستكشافه بصورة فعّالة ولبقة على حد سواء. ولذا، فإن دبلوماسية الفضاء تعد أمراً في غاية الأهمية عندما يتعلق الأمر بتجنب الصراعات والخلافات المتعلقة بالفضاء .

وأضاف قائلاً: من الضروري أن يتزود الدبلوماسيون المستقبليون بالمهارات والمعارف اللازمة التي تمكنهم من المساهمة بشكل استراتيجي في وضع السياسات والقوانين التي تحكم قطاع العلوم والبحوث والتكنولوجيا المتقدمة، إلى جانب المساهمة في تعزيز مهمات استكشاف الفضاء والبعثات السلمية التي تدعم الممارسات المستدامة والحفاظ على بيئة الفضاء.

سيناريوهات

خلال الفعالية، جرى تزويد الفرق المشاركة بمجموعة متنوعة من السيناريوهات المتعلقة بأنشطة الفضاء، وأتاحت لهم فرصة وضع استراتيجيات طويلة الأجل لتحديد الثغرات في الأطر القانونية والحوكمة القائمة، إلى جانب وضع تدابير وقائية لتجنب النزاعات، وتحقيق التوازن بين أهداف المدى القريب والاستراتيجية متوسطة الأجل؛ في سبيل معالجة الأضرار الناجمة عن تعطل البنية التحتية الحيوية الفضائية، وغيرها من القطاعات الحيوية للاقتصاد العالمي.

شاهد أيضاً

وسط تقارير تتحدث عن قرب تنفيذ جيش الاحتلال اجتياحا بريا لمدينة رفح، حذرت الفصائل الفلسطينية …