سونيا بوماد تخوض المجهول عبر روايتها الجديدة “ثقب الذاكرة الأسود” في زمن كورونا

بدأت الكاتبة والروائية النمساوية سونيا بوماد المولودة في لبنان، حياتها كمدرسة بيانو ، تميزت مرحلة حياتها الأولى بالحرب جراء الأعتداء الإسرائيلي على لبنان في عام 2006 ، أصيبت ابنتها لارا برصاصة صديقة غيرت مجرى حياتها،، لم تستطع سونيا البقاء فى لبنان، وبعد منحة علاجية من الدولة الايطالية انتقلت إلى هناك ، ومن ثم إلى النمسا لتسجل نفسها كلاجئة في العاصمة فيينا ، أنها ملئية بالكفاح والإيمان والإسرار مع حسن إدارة للأزمة والتركيز على الإيجابيات لمدة تزيد عن 15 عامًا ، حتى دخولها عالم الكتابة ، وتنجح في إنقاذ أطفالها من الموت وابنتها لارا خاصة من الشلل لتصبح بعدها روائية وكاتبة مسرحية مميزة وناشطة بالدفاع عن الانسان وحقوقه.

سافرت سونيا إلى النمسا لعلاج ابنتها، وأقامت لمدة ليست بالقليلة في أحد مخيمات اللجوء بالعاصمة فيينا، وكانت حادثة أبنتها بالنسبة لها مواجهة مع الذات دفعتها إلى كتابة يومياتها، بجانب حبها للقراءة، وبعد أن طلب منها عدد من الأصدقاء وأنا واحد منهم لكتابة قصة أبنتها ومصاعب رحلتها من لبنان إلى النمسا، وبالفعل كتبت سيرتها الذاتية في أول رواية لها حملت عنوان: «الرصاصة الصديقة» بين طياته تجربة الحرب والإعاقة ونوتات الموسيقى.

حصلت على جائزة التسامح النمساوية عام 2019

صدر لـ سونيا عدد من الأعمال الروائية البعض منها ترجم إلى لغات أجنبية غير العربية كـ الألمانية والإنجليزية : بدأت برواية ،الرصاصة الصديقة” ثم ” لاجئة إلى الحرية ” ثم ” التفاحة الأخيرة ” ثم “كايا” ثم مجموعة قصصية بأسم “البحث عن وطن” ورواية “أنا الأخر” وأخيراّ وليس أخراّ رواية “ثقب الذاكرة الأسود”

ففي روايتها الجديدة “ثقب الذاكرة الأسود”، التي صدر حديثا عن دار مدبولي بالقاهرة للنشر والتوزيع ، تخوض الكاتبة والروائية النمساوية ذات الجذور اللبنانية سونيا بوماد عالمًا جديدًا من الفنتازيا، مُبتعدة عن أجزاء حملت بعضًا من سيرة ذاتية وحنين إلى الوطن، سواء في روايتها “الرصاصة الصديقة” أو مجموعتها “البحث عن الوطن”، لتلاحق أجواء تمزج التاريخ بالخيال، كما فعلت في مسرحيتها الأخيرة “محاكمة زيوس”، التي عُرضت في مسرح الهناجر بدار الأوبرا المصرية قبل عام تقريبًا.

جاء اسم الرواية من أكبر أسرار الكون، الثقب الأسود الذي يبتلع كل ما في مجله دون رجعة، حتى الضوء نفسه. تعتبر الروائية النمساوية أن ثقبها الأسود هو “المكان الذي تدخل فيه المعلومات والأسرار التي يراد التخلص منها واخفاءها دون رجعة”.

تشارك سونيا بوماد هذه الأيام بـ رواية ثقب الذاكرة الأسود ضمن إصدارات مكتبة مدبولي في الدورة الـ 53 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب المقام حالياّ بالقاهرة ، الثقب الأسود الذى كان يوما كوكبا جميلا وأجبرته الطبيعة على التحول، وانتقاما لفتنته راحت هالته تدور وتدور وتبتلع كل ماحوله وتأخذه إلى العدم، لقد أصبح هذا دوره في هذه المرحلة. ربما سيعود ليتشكل كوكبا من جديد؟ فلولا هذه الثقوب السوداء، لما خلق الثقب الأبيض، وهذا ما علينا أن نفعله لكي نخرج الحياة من الموت.

ترى سونيا الأنسانية من خلال هذه الأسطورة بعين مهندس صواريخ انتقل إلى الولايات المتحدة بعد انهيار ألمانيا. بعدها، تقفز بالزمن إلى حفيده الذي يواصل مسيرة جده، فيعمل مهندسًا لصواريخ الدفع الفضائية، وينتهي به الحال إلى محطة الفضاء، عالقًا بين زميلين آخرين، هما رجل وامرأة، كل منهما له قصة أخرى بدوره. هؤلاء الثلاثة يواجهون خطرًا مجهولًا أصّلته حكايات أمريكية بلغت ذروتها

والرواية تحمل الكثير والكثير من القضايا بين جنبات صفحاتها. تتحدث عن العنصرية، وتقبل الآخر، والحديث عن الماضي والمستقبل والكثير من الذكريات. حاملة همّ المُهاجر الذي اعتادت عليه، لكن هذه المرة بشكل آخر.

فكرة الرواية جاءت أنعكاس عن متابعة الأخبار والبيانات حول ظهور أجسام غريبة مجهولة المصدر، وغيرها من الظواهر الغامضة التي أغرقت سُكان الأرض بالخوف من المجهول القادم ، هكذا ربطت الرواية بين المجهول وبين الحال الواقع والخيال،  عبر سرد يحكي قصص أبطال الرواية بين تلك المجتمعات التي يشغلها العلم والمعرفة والجهل والخرافة في أحيان أخرى

تحكى الرواية عن قصة حب معقدة تدور بين أبطالها الثلاثة القابعين في المحطة الدولية ” هؤلاء تشعبت جذورهم ليمثّلوا حضارات العالم، خاصة الفتاة “يالندا” التي غزت جذورها العربية الفضاء، وبقيا تحمل معها أطنان من المشاعر والتناحر والصراعات بين الواقع والمفاهيم المكتسبة. في مقابل “ماثيو” حفيد مهندس الصواريخ النازي الذي عاش مع إحساس والدته بالعزة والعار معًا تجاه أبيها وقائده الذي أشعل العالم. بينهما أمريكي قح هو “روبرت”، الذي ينتمي إلى عالم يحبه ويفتخر به أحيانًا، ويرفضه ويلعنه أحيانًا أخرى”.

وتلفت: “أما القطب الأهم في روايتي هذه فليس بعيدا عن بيتنا وحارتنا، هما “جمال” و”مريم” أصدقاء “يالندا “، واللذان أراهما أبطال القصة الحقيقيين، حيث يعيشان في مجتمع عربي يصارع من أجل العيش.

كتبت سونيا هذه الرواية إلى شهور العزل الصحي الطويلة بسبب فيروس كورونا التي قضتها في منزلها في فيينا “كانت ثمانية أشهر كافية للخروج من هذه العزلة بالرواية التي تضمنت الكثير من التفاصيل التي علقت بذهني كثيرًا. رغم ذلك أعتبر أن مدة كتابتها قصيرة رغم تشعب المواضيع ودقتها، وذلك مقارنة بالوقت الذي استغرقته في كتابة أعمال أخرى.

تلفت كذلك إلى أن “ثقب الذاكرة الأسود” ليس تجربتها الروائية الأولى في الخيال “فقد قدمت “أنا الآخر” عن الاستنساخ البشري. وكذلك رواية ” كايا” والتي كانت مشغولة بالأساطير الإغريقية. أؤمن بأننا إذ لم نمتلك أدوات المعرفة سنبقى مجرد متلقي يستقبل ما يرسل إليه، وعليه أن يصدق. سيظل الإنسان يتساءل عن تلك الصور الغامضة، وعن الموضع الخالي في صحراء نيفادا، ويتأمل القصص القديمة حول غزو الفضائيين، طالما لم نمتلك بعد حق إبداء الرأي والمشاركة العلمية، والتي تتطلب أبحاث وقراءات وتحليل واستقصاء”. مشيرة إلى أن كل المعلومات العلمية الواردة راجعها أصدقاء لها من المتخصصين.

وتعتبر رواية “أنا الآخر” ايضاّ من الخيال ، حيث غاصت في قاع النفس البشرية. من خلال شخصية واحدة، انقسمت إلى نصفين، كلاهما يحتاج إلى الآخر ويفتقده حتى دون أن يعرف بوجدوه! احدهما مريض بالتوحد، لكنه يتميز بعبقرية موسيقية بشكل مبهر، والآخر يمتاز بجدية تصل إلى حد البرود، لكنه عبقري في هندسة الجينات الوراثية بشكل مذهل..

الاثنان شقيقان، لكنهما ليسا تجسيداً للمعنى الانساني والاجتماعي المعروف للشقيقين، نتيجة تدخل عوامل غير طبعيية في عملية الخلق والتنشئة، من خلال عالم فالهندسة الوراثية مهووس بالاستنساخ البشري، إنتقاماً من الموت الذي إختطف زوجته المريضة، فقرر هو أن يقهر الموت باستنساخ الحياة، مستغلاً عبقريته وعلمه.. فهل ينجح؟ الاجابة تحملها سطور هذه الرواية المفعمة بروح الاثارة وعمق المشاعر الانسانية.

ماذا تعرف عن الثقوب السوداء الهائلة في الكون

هل تعلم أن أكبر ثقب أسود تم اكتشافه حتى الآن يزن 40 مليار ضعف كتلة الشمس، أو 20 ضعف حجم النظام الشمسي، وفي حين أن الكواكب الخارجية في مدار نظامنا الشمسي تدور مرة واحدة كل 250 عامًا، فإن هذا الجسم الضخم يدور مرة كل ثلاثة أشهر.

لا يمكن فهم الجزء الداخلي من الثقب الأسود، لأن قوانين الفيزياء تتعطل، ويتجمد الوقت عند أفق الحدث وتصبح الجاذبية لانهائية عند نقطة التفرد.

ولكن الخبر السار حول الثقوب السوداء الضخمة هو أنه يمكنك البقاء على قيد الحياة عند الوقوع في ثقب واحد، على الرغم من أن جاذبيتها أقوى، إلا أن قوة التمدد أضعف من قوة الثقب الأسود الصغير ولن تقتلك.

ولكن النبأ السيئ هو أن أفق الحدث يمثل حافة الهاوية، فلا شيء يمكن أن يهرب من داخل أفق الحدث، لذلك لا يمكنك الهروب أو الإبلاغ عن تجربتك.

وفقًا لستيفن هوكينج، فإن الثقوب السوداء تتبخر ببطء، ففي المستقبل البعيد للكون، وبعد فترة طويلة من موت جميع النجوم والتوسع الكوني المتسارع، ستكون الثقوب السوداء هي آخر الأشياء الباقية.

ستستغرق الثقوب السوداء الأكثر ضخامة عددًا لا يمكن تصوره من السنوات لتتبخر، فالأشياء الأكثر رعبا في الكون تكاد تكون أبدية.

شاهد أيضاً

النمسا – العثور على جثتين في منزل بولاية بورجنلاند

هزت جريمة مروعة منطقة ستوتيرا في ولاية بورجنلاند، حيث عثرت الشرطة على جثتين لامرأة تبلغ …