فاض الكيل برفاقه – قصة للإطاحة بجونسون، و4 مرشحون لخلافته أحدهم من أصل عربي

بعد تشبثه بمنصبه وقتاله للحفاظ عليه حتى آخر نفس، استقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون من منصبه أخيراً كرئيس لحزب المحافظين الحاكم وكرئيس للوزراء، بعد عاصفة من الاستقالات الجماعية لعشرات الوزراء والمسؤولين الحكوميين ومساعديهم، فما الذي حدث؟ وما التالي؟ ومن هم المرشحون لخلافة جونسون؟

رفاق جونسون يطيحون به ويخرجونه من “داونينغ ستريت”

بعد ساعات من موجة الاستقالات والتمرد داخل حكومة وحزبه، خرج رئيس الوزراء البريطاني جونسون يوم الخميس 7 يوليو/تموز 2022، موجهاً كلمة للبريطانيين، دعا فيها قيادة الحزب لاختيار بديل له، مضيفاً أنه سيواصل القيام بمهام منصبه حتى اختيار قائد جديد.

وأوضح جونسون أيضاً أنه عيَّن حكومةً جديدة، مع استمراره في تولِّي مهام رئيس الوزراء حتى اختيار قائد جديد للحزب. كما أقر رئيس الوزراء البريطاني، في الوقت نفسه، بأن بلاده تمر بأزمة اقتصادية صعبة.

جاء خطاب جونسون بعد وقت قصير من أنباء عن اختيار فريق حكومي بريطاني كامل، بحسب ما ذكره كريس ماسون، المحرر السياسي لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، على تويتر.

ومنذ أسابيع، انهار دعم جونسون له داخل حزبه، وأصبحت حكومته في حالة من الفوضى، واستنفدت أعذاره، وحاول رئيس الوزراء البريطاني بشكل محموم إنقاذ منصبه في داونينغ ستريت حيث مقر الحكومة البريطانية.

رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون

وحث العديد من نواب حزب المحافظين جونسون على الاستقالة، وحصل على استقبال هزيل في البرلمان، حيث سخر أعضاء البرلمان منه، قائلين له: “إلى اللقاء، بوريس!”، بينما كان يغادر من باب جانبي بعد استجواب لا يرحم بشأن طريقة تعامله مع أحدث فضيحة للحزب الحاكم تتعلق بالجنس والتنمر.

بعد أقل من ثلاث سنوات من دخوله داونينغ ستريت، قبل ركوب موجة من العاطفة المؤيدة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي للفوز بانتصار ساحق في الانتخابات، بدا جونسون محاصراً بسبب تراكم العديد من المشاكل والأزمات والفضائح.

إذ بدأ الفصل الأخير من الأزمة يوم الثلاثاء 5 يوليو/تموز 2022 عندما استقال اثنان من كبار الوزراء فجأة: وزير الخزانة ريشي سوناك ، ووزير الصحة ساجد جاويد، كردة فعل على معالجة جونسون لقضية تتعلق بكريس بينشر، وهو مُشرّع من حزب المحافظين اعترف بأنه كان مخمورًا في نادٍ خاص للأعضاء في لندن، حيث قيل إنه قام بالتحرش برجلين.

وأدت استقالة هذين الوزيرين إلى فتح موجة من التمرد ضد جونسون داخل حزبه كان يتصاعد ضده منذ أشهر، تغذيها سلسلة من التقارير المحرجة عن التجمعات الاجتماعية في داونينغ ستريت، التي انتهكت القواعد التي وضعتها الحكومة نفسها على المواطنين بسبب إغلاقات جائحة كورونا.

ماذا سيحدث الآن بعد استقالة جونسون؟

بعد إعلانه الاستقالة، قال جونسون إنه عيَّن حكومةً جديدة، مع استمراره في تولِّي مهام رئيس الوزراء حتى اختيار قائد جديد للحزب حتى موعد الانتخابات في شهر أكتوبر القادم، وسيحاول جونسون فقط تصحيح مجلس الوزراء المؤقت، وسيتحول التركيز إلى اختيار بديله.

وتقول صحيفة الغارديان، إنه يتعيَّن أن يرشح اثنان من أعضاء البرلمان عن حزب المحافظين أي شخص يتقدم للمنصب، وقد يكون عدد المتقدمين كبيراً.

بعد ذلك يُجري النواب المحافظون عدة جولات من التصويت لخفض عدد المرشحين. وفي كل مرة يُطلب منهم التصويت بشكل سري لصالح مرشحهم المفضل ويتم استبعاد من يحصل على أقل الأصوات.

تتكرر هذه العملية إلى أن يصل عدد المتنافسين إلى اثنين. وكان التصويت في السابق يجري في أيام الثلاثاء والخميس. لكن من المقرر أن يبدأ البرلمان العطلة الصيفية التي تستمر ستة أسابيع في 21 يوليو/تموز؛ لذا قد يتعين تسريع العملية

جونسون كان مُهدداً بالإسقالة منذ أسابيع بعد سلسلة من الأزمات والفضائح

بعدها، يجري تصويت بالبريد على المرشحين الاثنين الأخيرين ويشمل جميع أعضاء حزب المحافظين ويعين الفائز رئيساً للوزراء.

يُذكر أن زعيم الحزب صاحب أكبر عدد من الأعضاء في مجلس العموم هو رئيس الوزراء الفعلي. ولا يتعين عليه الدعوة لانتخابات مبكرة، لكن يحق له ذلك.

من هم أبرز المرشحين لخلافة جونسون؟

1- ليز تروس
يُنظر إلى ليز تروس، وزيرة الخارجية التي عينها جونسون العام الماضي، على أنها نجمة سياسية صاعدة. شغلت مناصب عديدة في عهد رئيسي الوزراء السابقين ديفيد كاميرون وتيريزا ماي، وأجرت حولها مقارنات مع “المرأة الحديدية” مارجريت تاتشر (رئيسة وزراء المملكة المتحدة سابقاً) بعد أن نشرت صوراً من رحلة إلى روسيا العام الماضي.

ليز تروس تركب دبابة أثناء زيارتها للقوات البريطانية عند انتشارها في إستونيا في نوفمبر الماضي

وكانت السيدة تروس أول وزيرة خارجية في حكومة محافظة، وقد رحب الجمهور بمناصرتها للعقوبات ضد الأوليغارشية الروسية في بداية الحرب في أوكرانيا. لكنها كانت قد أعربت أيضاً عن دعمها القوي لجونسون بعد رحيل اثنين من وزرائه يوم الثلاثاء.

2- نديم الزهاوي

نديم الزهاوي، الذي تم تعيينه وزيراً للخزانة بعد ساعات من استقالة ريشي سوناك، ارتقى في صفوف حزب المحافظين على مدى العقد الماضي، وينظر إليه على أنه منافس قوي لقيادة الحزب. لقد وقف الزهاوي إلى جانب جونسون لكنه أوضح صباح الأربعاء 6 يوليو/تموز 2022 أن تركيزه الرئيسي كان الخدمة العامة للبلاد.

نديم الزهاوي، الذي كان وزيراً للخزانة البريطانية في حكومة جونسون

كان الزهاوي (55 عامًا)، وزيرًا للتعليم سابقًا وشغل منصب وزير اللقاحات خلال ذروة جائحة فيروس كورونا. وُلد في العراق عام 1967 وهاجر إلى بريطانيا مع أسرته في السبعينيات عندما تولى صدام حسين السلطة. لقد تحدث كثيرًا عن كيف أن بريطانيا أعطته ولأسرته “كل شيء” ويشعر بـ”واجب خدمة الأمة”.

3- جيريمي هانت

يُنظر أيضاً إلى جيريمي هانت، وزير الخارجية السابق الذي هزمه جونسون في آخر سباق على زعامة الحزب، على أنه زعيم محتمل للحزب وهو المفضل لدى صانعي المراهنات لتولي المنصب الأعلى. بعد خسارته في سباق القيادة لعام 2019، انتقل هانت إلى المقاعد الخلفية للحزب لكنه استمر في كونه عضواً مؤثراً.

وزير الخارجية البريطاني السابق جيرمي هانت وزوجته

ترأس هانت لجنة اختيار الرعاية الصحية والاجتماعية منذ يناير 2020. وطوال فترة الوباء، كان منتقداً صريحاً لنهج الحكومة في معالجتها لجائحة كورونا. وعارض هانت خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في استفتاء عام 2016 محوري، لكن في السنوات التي تلت ذلك، خرج لدعمه. ولقد أضر به في الماضي زلاته العلنية، بما في ذلك عندما وصف زوجته الصينية بأنها يابانية.

4- ريشي سوناك

ريشي سوناك، وزير الخزانة السابق من أصول هندية، وهو الذي وجهت استقالته يوم الثلاثاء ضربة قوية لجونسون، يُنظر إليه منذ فترة طويلة على أنه زعيم محتمل للحزب، على الرغم من أن سُمعته قد تلطخت أيضاً بسبب الخلافات الأخيرة.

الوزير البريطاني السابق ريشي سوناك

وتقول الغارديان إن سوناك أصيب سياسياً في وقت سابق من هذا العام عندما أصبح من المعلن أن زوجته الثرية قد تهربت من دفع الضرائب من خلال المطالبة بمكانة خاصة، وأنه هو نفسه استمر في حيازة البطاقة الخضراء الأمريكية، ما سمح له بالعيش والعمل في الولايات المتحدة، لعدة أشهر بعد أن أصبح المسؤول المالي الأعلى في بريطانيا. كما تم تغريمه لخرقه لوائح إغلاقات كورونا بعد أن حضر لفترة وجيزة احتفال عيد ميلاد جونسون في داونينغ ستريت عام 2020.

ومع ذلك، فإن جو الكفاءة الذي يتمتع به سوناك ودوره في تقديم حزم المساعدات للشركات والأفراد خلال جائحة فيروس كورونا قد جعله يتمتع بشعبية لدى الحزب ولدى الناخبين.

المصدر – الصحف الإنجليزية

 

شاهد أيضاً

مستشار النمسا ينفي خطط تمديد ساعات العمل

بعد تصريحات من قبل مسؤولين في حزب الشعب (ÖVP) تدعو إلى تمديد ساعات العمل، خرج …