بالفيديو – أكبر سفينة سياحية بالعالم ستُبحر قريباً – ضعف قدرة “تايتانك” بـ5 مرات

أوشكت عملية بناء “أيقونة البحار”، التي تُعد أكبر سفينة سياحية بحسب بنّائيها، على الانتهاء، في حوض سفن توركو الفنلندية، وذلك على الرغم من الاتهامات بأنها ملوِّثة للبيئة، ومن المقرر أن تُبحر السفينة العملاقة للمرة الأولى في يناير/كانون الثاني 2024، وستجوب قريباً البحر الكاريبي، منطلقة من ميامي.

هذه السفينة، التي طلبتها شركة النقل البحري “رويال كاريبيان”، تبدو كأنها بلدة صغيرة، إذ تضم 7 مسابح ومتنزّهاً ومتاجر وحلبة تزلّج على الجليد، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية، الأربعاء 8 أغسطس/آب 2023.

تصل حمولة سفينة “أيقونة البحار” إلى 250800 طن، أي 5 مرات حجم حمولة سفينة “تايتانيك”، ويمكن أن تنقل قرابة 10 آلاف شخص، وقال الرئيس التنفيذي لشركة بناء السفن، “ماير توركو”، تيم ماير، إن “هذه السفينة هي حتى الآن، وفقاً لمعلوماتنا، أكبر سفينة سياحية في العالم”.

في حين ينتقد البعض السفينة الضخمة بسبب بصمتها الكربونية، يقف آخرون مذهولين من الهندسة المتطورة لهذا المعلم السياحي العائم، وهناك من حجز بطاقاته للسفر عليها، وتتميز “أيقونة البحار” التي بدأ بناؤها في عام 2021 بقبة زجاجية عملاقة تغطّي مقدّمتها.

السفن السياحية تزداد حجماً 

يأتي بناء هذه السفينة فيما يشهد قطاع الرحلات البحرية السياحية تعافياً بطيئاً بعد جائحة كورونا، إذ تقول الرابطة الدولية لخطوط الرحلات البحرية، إن أعداد الركاب ستتجاوز في عام 2023 مستويات ما قبل الجائحة.

توجد أيضاً سفينتان أخريان بحجم سفينة “أيقونة البحار” نفسه، في دفتر طلبات ماير توركو.

من جانبه، قال ألكسيس باباثاناسيس، أستاذ إدارة الرحلات البحرية في جامعة العلوم التطبيقية في بريمرهافن في ألمانيا، إنه “خلال العقد الماضي، لاحظنا أن سفن الرحلات البحرية أصبحت أكبر حجماً”، مشيراً إلى أن “السفن الكبيرة تتمتع بمنافع اقتصادية واضحة”، لأن فورات الحجم، أي مزايا التكلفة التي تحصل عليها الشركات بسبب حجم عملها، تقلّص تكلفة كل راكب.

بدورهم، يؤكّد داعمو اعتماد الأحجام الكبيرة أن فاعلية الطاقة لسفينة كبيرة، أكبر من الطاقة المستخدمة في عدد من القوارب الصغيرة مجتمعة، لكن عودة قطاع الرحلات البحرية وانتشار السفن العملاقة يثيران القلق، وفقاً لما ذكرته الوكالة الفرنسية.

في هذا الصدد، قالت كونستانس دييكسترا المتخصصة في النقل البحري في منظمة “تراسبورت أند إنفارومنت” غير الحكومية: “إذا اتبعنا ذلك المنطق، فسنقوم ببناء سفن رحلات بحرية أكبر، لكن بأعداد أقل”، وأضافت: “لكنّ الحال ليست كذلك. نشهد عدداً متزايداً من السفن، وهي أكبر من أي وقت مضى”.

وفيما تتّخذ السفن السياحية الحديثة تدابير لتخفيف الانبعاثات عبر التكنولوجيا؛ تعمل “أيقونة البحار” بالغاز الطبيعي المسال، لكن الناشطين البيئيين ليسوا مقتنعين، إذ قالت دييكسترا إن انبعاثات هذا الغاز أقل من انبعاثات الوقود البحري التقليدي، لكن “لديه تبعات وخيمة على المناخ بسبب تسرّب الميثان” الناجم عنه.

يُعد الغاز الطبيعي المسال المكوّن أساساً من غاز الميثان، أحد الغازات الدفيئة القوية التي قد يكون لها تأثير أسوأ بكثير على المناخ من ثاني أكسيد الكربون، وقالت دييكسترا إن “المشكلة هي أنه باستخدام الغاز الطبيعي المسال كوقود بحري، نشجّع نمو صناعة الغاز”.

كذلك، تطرح تحديات أخرى مع تزايد السفن الكبيرة، مثل اكتظاظ الموانئ وعدم وجود بنى تحتية جاهزة للتعامل مع الحشود، وفي سعيها إلى زيادة عدد الركاب، تميل خطوط الرحلات البحرية إلى تقليل حجم الطاقم، وقد تكون هذه مشكلة، خصوصاً في حالات الطوارئ، ويقول باباثاناسيس إن “عمليات الإجلاء تكون أكثر صعوبة على متن السفن الكبيرة”.

المصدر – الصحف الألمانية

شاهد أيضاً

مصرية إسكندرانية.. من هي مينوش شفيق رئيسة جامعة كولومبيا التي تدعم إسرائيل وتقمع التظاهرات؟

“إذا باركتم إسرائيل سيبارككم الله”، لم تحتاج نعمت شفيق أو “مينوش شفيق” رئيسة جامعة كولومبيا، …