حوار صحفى مع وزير الصحة العراقي د. علي الشمّري في فيينا

الأميركية من العراق وإعدام صدام اليوم قبل الغد — أجرى الحوار في فيينا: الزميل الصحفى حسين عون

تأثير الأحتلال على قطاع الصحه العراقى

وصف وزير الصحة العراقي الدكتور علي الشمّري قطاع الخدمات الصحية في بلاده بأنه يعاني من ظروف مأساوية نتيجة للعجز الهائل في الميزانية والأدوية وخصوصاً الأمصال والمضادات الحيوية والأجهزة والمعدات الطبية، والارتفاع الهائل بعدد الجرحى والمصابين في عمليات تفجير العبوات الناسفة والسيارات الملغومة التي وصلت خلال الأشهر الماضية إلى أرقام قياسية بلغت أكثر من 25 حادثاّ وتؤدي إلى سقوط أكثر

وزير الصحه العراقى د. علي الشمّري

من 100 قتيل وأكثر من 200 جريح في اليوم. وأوضح الدكتور الشمّري أن الهجمات باتت الهاجس اليومي الذي يواجه الحكومة العراقية والشعب العراقي ومصالحه ومؤسساته والخدمات العامة وفي طليعتها المستشفيات. ففي حديث أدلى به الوزير الشمّري إلى الزميل حسين عون، بعد المؤتمر الصحافي الذي عقده في فيينا أمس بمناسبة بدء زيارة عمل إلى العاصمة النمساوية على رأس وفد من كبار المسؤولين في وزارة الصحة العراقية يضم الدكتور هاني حسن مدير مشروع المدينة الطبية في بغداد والسيد حاكم الزاملي وكيل الوزارة، أعرب عن أمله بأن تبادر دول الاتحاد الأوروبي بشكل عام والنمسا بشكل خاص إلى تقديم المساعدات الطبية إلى العراق والمساهمة في بناء وتجهيز مؤسسات ومستشفيات المدينة الطبية في بغداد.
الارتفاع الهائل بعدد الجرحى والمصابين في عمليات تفجير العبوات الناسفة والسيارات الملغومة التي وصلت خلال الأشهر الماضية إلى أرقام قياسية بلغت أكثر من 25 حادثاً، وتؤدي إلى سقوط أكثر من 100 قتيل وأكثر من 200 جريح في اليوم.

من المسؤل عن محاوله إثارة الفتنه الطائفيه فى العراق

ورأى الشمّري بأن “قوات التحالف الأميركية/البريطانية أسقطت صدام حسين ونظام حكمه الظالم والمستبد، ولكنها خلقت للعراقيين عشرات المشاكل والتحديات، ولا سيما عندما تحول وجودها إلى احتلال العراق لأهداف متعددة من بينها تدمير الدولة العراقية وجميع مؤسساتها وبنيتها التحتية وحل الجيش والقوات المسلحة العراقية وأجهزة الأمن الداخلي والمخابرات التي تحوّل العديد من أفرادها إلى مجموعات إرهابية”. كما أكد وزير الصحة العراقي أن قوات التحالف وفي طليعتها القوات الأميركية أصبحت تشكل عقبة أساسية تساهم في اجهاض الجهود المكثفة المبذولة من الرموز الوطنية والدينية والسياسية من أجل عودة الأمن والاستقرار إلى جميع المحافظات العراقية. كما حمّل الوزير الشمّري القوات الأميركية مسؤولية استمرار دوامة العنف التي تحصد أرواح المئات من المواطنين الأبرياء بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء يومياً، مشيراً إلى أن القوات الأميركية فشلت باحتواء حالة الفلتان الأمني وساهمت بإدخال البلاد في دوامة من العنف والنزيف

الدموي وعمليات الثأر والانتقام، والمحاولات التي تستهدف إثارة الفتنة الطائفية بين السنّة والشيعة. كما اتهم الوزير العراقي القوات الأميركية بنسف كافة الجهود والمحاولات الرامية إلى تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة بين ممثلي مختلف شرائح الشعب العراقي بعربه وأكراده وتركمانه وأقلياته الأخرى، وذلك خدمةً لأهدافها الاستراتيجية في المنطقة، على حد تعبيره. وقال “كذلك، فإن القوات الأميركية تتحمل كل تبعات فتح الحدود العراقية أمام المجموعات الإرهابية القادمة من الخارج”.

أن قوات التحالف وفي طليعتها القوات الأميركية أصبحت تشكل عقبة أساسية تساهم في اجهاض الجهود المكثفة المبذولة من الرموز الوطنية والدينية والسياسية من أجل عودة الأمن والاستقرار إلى جميع المحافظات العراقية. كما حمّل الوزير الشمّري القوات الأميركية مسؤولية استمرار دوامة العنف التي تحصد أرواح المئات من المواطنين الأبرياء بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء يومياً

كردستان آمنة نسبياّ، لأنه لا توجد فيها قوات أميركية

وعزا الوزير الشمري حالة الأمن والاستقرار التي تسود منطقة شمال العراق (كردستان) إلى كونها خالية من وجود القوات الأميركية. وفي هذا السياق، نقل عن الزعيم الكردي مسعود البارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني قوله بالحرف الواحد “إن كردستان آمنة، لأنه لا توجد فيها قوات أميركية”. واعترف الشمّري أنه هو شخصياً ليس آمناً، وقد يتعرض لاي هجوم إرهابي في أي وقت، وأكد وجود إرهابيين ومجرمين ينتمون إلى الطائفتين السنية والشيعية في العراق. ورأى بأن “القوى المستعدة لاستغلالهم أو توظيفهم موجودة داخل العراق، حيث أن القوات الأميركية بقيادة الجنرال كيسي والسفير الأميركي في بغداد زلمان خليل زاد، هي التي تنفرد بالسيطرة على زمام الأمن”. وأعرب الوزير العراقي بأن الهجمات اليوميه وعمليات تفجير السيارات المفخخة تؤدي إلى مقتل حوالي 100 أو 150 شخصا يومياًً. ولكنه وصف الانباء التي تحدثت عن مقتل حوالي 700 ألف شخص عراقي منذ دخول قوات التحالف إلى العراق بأنه رقم مبالغ فيه، وأكد أن الرقم الحقيقي لا يتجاوز الـ 150 ألف شخص .

مزاعم سخيفة لاستمرار بقاء القوات الأجنبية في العراق

ورحب الشمّري بالفوز الساحق للحزب الديمقراطي وبالهزيمة الكبيرة التي مُني بها الحزب الجمهوري في انتخابات مجلسي الشيوخ (الكونغرس) والنواب في الولايات المتحدة. ودعا قادة الحزب الديمقراطي إلى إدراك الدروس والعبر مما وصفه بـ (السياسة الحمقاء” لكبار المسؤولين الجمهوريين في البيت الأبيض، ولا سيما أولئك الذين دفعوا الولايات المتحدة وحلفائها إلى مواصلة التورط في العراق والتدخل بالشؤون الداخلية للعراق خلال مرحلة ما بعد إسقاط نظام صدام حسين. ونصح الوزير العراقي قادة الحزب الديمقراطي أن يبادروا إلى التفكير الجدي من الآن لوضع خطة زمنية أو سقف زمني لإعادة انتشار القوات الأميركية وسحبها إلى خارج المدن في المرحلة الأولى، ومن ثم وضع خطة شاملة لجلاء جميع القوات الأجنبية عن العراق في المرحلة الثانية بحيث يتم خلالها تسلم زمام الحكم ومقاليد السلطة الحقيقية في العراق إلى ممثلي الشعب العراق. ورفض الوزير العراقي المقولة القائلة بأن سحب القوات العراقية اليوم قبل الغد سيؤدي إلى حرب أهلية أو تقسيم العراق إلى كانتونات أو دويلات طائفية، ووصفها بأنها “مزاعم سخيفة وتستهدف تضليل الرأي العام واختلاق الذرائع والمبررات لاستمرار بقاء القوات الأجنبية في العراق”.

50 بليون دولار لإعادة بناء العراق

وأكد الشمّري أن العراق يحتاج إلى أكثر من 50 بليون دولار لإعادة بناء قطاعات النفط والتكرير والكهرباء والصحة والتعليم، وقال إن “العراق بلد غني ولديه موارد وثروات طبيعية هائلة، ويملك ثاني أكبر مخزون نفطي استراتيجي في الشرق الأوسط”. وأعرب عن الأسف البالغ لعدم توفر القدرات المالية والتقنية المطلوبة لاستخراج النفط وزيادة الإنتاج ومصافي التكرير بسبب ما يعانيه العراق من تدهور الأوضاع الأمنية ألقى بظلاله على القطاع الاقتصادي برمته، مشيراً إلى أنه “من سخرية القدر أن يقوم العراق الذي يقع فوق

بحيرة كبيرة من النفط والغاز، باستيراد البنزين والمحروقات من الدول المجاورة. وأيد الوزير العراقي بقوة قرار المحكمة العليا باعدام صدام حسين وقال “نعم، يستحق صدام عقوبة الإعدام اليوم قبل الغد، لأنه طاغية ومجرم حرب، ساهم بتدمير العراق وافقار شعبه، وتسبب باستقدام القوات الأجنبية”.

وصنّف وزير الصحة العراقي المجموعات الإرهابية الناشطة في العراق إلى ثلاث مجموعات هي، مجموعة حزب البعث التي تحاول إعادة تنظيم أجهزتها وجمع كوادرها الحزبية التي تضم عدداً من كبار المسؤولين من ذوي السجلات الإجرامية في النظام السابق؛ والمجموعة المتطرفة من أنصار القاعدة وجماعة الزرقاوي؛ والمجموعة التي تنطلق من الدول المجاورة والتي تعمل من أجل تأجيج الفتنة الطائفية بين السنّة والشيعة، بالإضافة إلى مجموعة رابعة تضم عدداً من رجال الأمن والجنود السابقين في قوى الأمن الداخلي والجيش والمخابرات، وهي مفتوحة على كل الاتجاهات على حد تعبيره. وخلص الوزير الشمّري إلى التعبير عن عدم ارتياحه لمواقف الدول المجاورة، وخاصة الدول الخليجية التي تتمسك بعدم اسقاط ديونها المستحقة على العراق منذ عهد صدام، وعدم تقديم أية قروض ميسرة للعراق، في حين أسقطت الدول الصناعية ما مجموعة 80 بليون دولار من أصل 100 بليون دولار، وأعطت العراق قروضاً ميسرة.
حوارات ولقاءات أخرى أضغط هنا

 

شاهد أيضاً

اختفى حجابها وزوجها.. حلا شيحة تثير الجدل من جديد فى عيد ميلادها الـ 43

في احتفالها بعيد ميلادها الـ43، اختارت الفنانة المصرية البعيدة عن الساحة حلا شيحة أن تثير …