في حديث شامل أدلى به في قصر الهوفبورغ الهيئة الإسلامية وعدم ترشيح نفسه لرئاستها

أجرى الحوار : الزميل حسين عون
حرص رئيس الهيئة الإسلامية الرسمية في النمسا، الأستاذ أنس حسن الشقفة على اغتنام مناسبة حفل الاستقبال الذي اقامه رئيس الجمهورية النمساوية الدكتور هاينز فيشر لعدد كبير من قادة ورموز وممثلي الجمعيات والروابط والمراكز الإسلامية، بمناسبة عيد الفطر المبارك وليكشف النقاب

من على منبر رئاسة الجمهورية في قصر الهوفبورغ عن برنامج عمل بشأن اجراء تعديلات جذرية وإصلاحات أساسية في هياكل الهيئة الإسلامية وفروعها العاملة في النمسا. وفي حديث أدلى به إلى الزميل حسين عو بعد انتهاء حفل الاستقبال أوضح الشقفة بأن “المشاورات المكثفة قطعت مرحلة متقدمة نحو تطبيق برنامج طموح يتضمن خطة عمل إصلاحية شاملة تهدف إلى انجاز تعديل دستوري في النظم الأساسي للهيئة الإسلامية في النمسا بحيث يتلوه الدعوة لانتخابات جديدة لاختيار أعضاء المجلس الأعلى والمجلس الإداري والرئيس الجديد”.وأكد الشقفة أن عملية إعداد برنامج وخطة العمل الجديدين في الهيئة الإسلامية ستنتهي في 30 حزيران/يونيو 2008، وهو نفس الموعد الذي تنتهي فيه رئاسته للهيئة، مشيراً إلى أنه سبق له أن فاتح عدداً من كبار المسؤولين والأعضاء والمستشارين في الهيئة، بالإضافة إلى عدد من الأخوة والمقربين وأفراد العائلة، بأنه لا ينوي ترشيح نفسه لرئاسة الهيئة خلال الفترة المقبلة. وشدّد الشقفة على تأكيد حرصه الشديد على انجاز إعداد برنامج العمل الإصلاحي في الموعد المحدّد له وهو نهاية ولاية الفترة الحالية على حد تعبيره. ورأى أنه “بتحقيق هذا الانجاز يكون قد مهد الطريق لفترة طويلة من الاستقرار داخل الهيئة الإسلامية ومختلف الأجهزة والهياكل التابعة لها، وبما يضمن الاستمرار بوتيرة التوجّه الحالي للهيئة باعتبارها تجسد طليعة العمل الإسلامي الرسمي في النمسا، وبما يخدم الإسلام وتعاليم العقيدة الإسلامية السمحاء التي تحض على المحبة والتآخي والتعايش المشترك والاحترام المتبادل وقبول الآخرين، وبما يضمن مصلحة المسلمين النمساويين وآمال وطموحات أبناء الجالية الإسلامية”.

ونفى رئيس الهيئة الإسلامية نفياً قاطعاً أن تكون “خطة العمل الإصلاحي والتعديل الذي سيجري على النظام الأساسي للهيئة، أو عدم رغبته في ترشيح نفسه لرئاستها لفترة جديدة ناتجة عن أية ضغوط ناجمة عن حملة التجني والافتراء التي مارسها قادة الأحزاب اليمينية

المتطرفة ضد الإسلام، وخاصة حزب الحرية اليميني وحزب التحالف من أجل النمسا”. وأعرب عن اعتقاده القوي بأن المستقبل سيكون مضموناً، وأن مسيرة العمل الإسلامي ستتواصل بنفس الثقة والزخم والإخلاص. ولكنه تعهّد بأنه سيواصل متابعة أنشطة ومنجزات الهيئة الإسلامية عن كثب، وبدون أي تدخل في شؤونها أو في صلاحيات الرئيس الجديد أو في شؤون مجلسها الأعلى أو مجلسها الإداري، بل سيكتفي بإسداء النصيحة إذا طلبت منهوشدّد الشقفة على القول بأنه سيكون على أتم الاستعداد لأداء الواجب الإسلامي كلما استدعت الضرورة ذلك، على حد تعبيره. ورفض الشقفة إعطاء أية تفاصيل عن أسم وهوية الرئيس العتيد للهيئة الإسلامية، وقال إنه “سيكون من الشخصيات الإسلامية الكفوءة والمؤهلة والمخلصة والمشهود لها في ميدان العمل الإسلامي.. ولذا فإننا سنترك الأمر للاختيار الديمقراطي خلال الانتخابات التي ستجري في 30 حزيران/يونيو المقبل لانتخاب أعضاء المجلس الأعلى والمجلس الإداري والرئيس الجديد الذي من المقرر أن يتولى مهام منصبه اعتباراً من أول تموز/يوليو 2008”.

وفي هذا السياق، أعرب الشقفة عن اعتقاده القوي بأن قيادة سفينة العمل الإسلامي في النمسا خلال المرحلة المقبلة ستكون بأيدٍ أمنية ومخلصة وطموحة. وأشار الشقفة إلى أنه حرص على مقابلة الرئيس فيشر قبل بدء حفل الاستقبال وفاتحة بقراره القاضي بعدم ترشيح نفسه لولاية ثانية في رئاسة الهيئة الإسلامية، واستأذنه السماح له بإعلان هذا القرار أمام قادة وممثلي الهيئات والمنظمات والجمعيات والمراكز الإسلامية العاملة في النمسا من على منبر رئاسة الجمهورية، لأنه يندرج في إطار الضمانات التي تجسّد بأن الإسلام هو أحد الأديان السماوية المعترف بها رسمياً في النمسا، وأن لا خوف على إجراء أية تعديلات في النظام الأساسي للهيئة الإسلامية. وأوضح الشقفة بأن الرئيس فيشر عبّر له عن أسفه وحزنه لانتهاء فترة طويلة من التعاون والتنسيق بين رئيس الهيئة الإسلامية وبين المسؤولين النمساويين في مختلف الوزارات والمؤسسات والإدارات التابعة للدول النمساوية. وقال إن الرئيس فيشر عبر له عن تقديره لحريته في اتخاذ القرار المناسب

 

شاهد أيضاً

الرئيس فيشر يؤكد مشاركة نمساويين بجرائم النازية والهولوكوست

انزعاج إسرائيل من النووي الإيراني وصفقة “ميغا” وفوز اليمين والتعويض لليهود الصحفى حسين عون/فيينا/الأمم المتحدة …