جزء 4 – ملحق خاص في الذكرى الرابعة لرحيل الشيخ زايد مؤسس دولة الإمارات العربية

ملف من أعداد الصحفى حسبن عون

د. رياض الأمير الكاتب والمستشار السابق في اليونسكو الشيخ زايد قائد فذّ ورائد النهضة التعليمية والعمرانية في دولة الإمارات

أعرب الدكتور رياض الأمير، عضو فريق منظمة الأمم المتحدة للثقافة والتعليم (اليونسكو) لتطوير التعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة خلال ثمانينات القرن الماضي، وهو مستشار سابق في اليونسكو، عن اعتقاده القوي أن “العالم العربي، فقد برحيل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الرئيس السابق لدولة الإمارات، قائداً عربياً فذاً وحكيماً وشجاعاً وكريماً، عزّ نظيره في عالم أكثر ما يحتاج إلى قائد مثله في الظروف الحالية الحافلة بالتحديات، التي تمر بها الأمتين العربية و الإسلامية”.

         واشاد الدكتور رياض الأمير، وهو مؤلف كتاب “الأبنية المدرسية الجديدة في دولة الإمارات”، وكتاب “عمارة الإمارات” وهو مخطط هندسي أعده بالتعاون مع الدكتور نعمان الجليلي رئيس فريق الأمم المتحدة بوزارة الأشغال والإسكان، والذي انجز خلال ثمانينات القرن الماضي، في تصريح أدلى به إلى وكالة الإمارات العربية (وام) اليوم بمناسبة مرور أربع سنوات على رحيل الشيخ زايد بحكمة “باني النهضة الحديثة لدولة الإمارات العربية، وبرؤيته الثاقبة في تعزيز وتكريس وحدة العمل العربي المشترك”.

         ونوّه الدكتور رياض الأمير، وهو كذلك الأمين العام للرابطة النمساوية العراقية للتنمية ومقرها في فيينا، بأهمية “المبادرة الحكيمة للمغفور له الشيخ زايد بشأن تجنيب العراق ويلات الحرب والدمار، عندما اقترح تنحي رئيس النظام العراقي السابق وقبول اللجوء لدولة الإمارات العربية في العام 2003”. وقال “لو استطاع مشروع الشيخ زايد أن يلقى الدعم القوي والمطلوب من الدول العربية بشكل عام، والنظام السابق في العراق بشكل خاص، لتمّ انقاذ أرواح عشرات الآلاف من الموطنين العراقيين، وأبقى على الهياكل الأساسية للدولة العراقية”. وبعدما أكد الدكتور رياض الأمير أن “حكمة الشيخ زايد رحمه الله، ونظرته الثاقبة، لم تكونا فقط على مستوى آمال الشعب الإماراتي الشقيق فحسب، بل على مستوى طموحات الأمة العربية والإسلامية من الخليج إلى المحيط، ولا سيما حرصه الشديد على اعطاء الكفاءات العربية الدور المهم في تطوير إمارة أبو ظبي باعتبارها عاصمة لدولة الإمارات العربية”.

ورأى الدكتور رياض الأمير أن الانجازات الكبيرة التي حققتها دولة الإمارات على مختلف المستويات الاقتصادية والاجتماعية والنهضة العمرانية والخدمات العامة، وخاصة في ميادين الرعاية الصحية والتربية والتعليم، كانت تتويجاً لجهود الشيخ زايد ورؤيته الثاقبة في استثمار الموارد الطبيعية لخدمة التنمية البشرية التي تعتبر العمود الفقري للتنمية الشاملة والمستديمة. وشدّد على القول “لقد أحب الشيخ زايد شعبه حباً كبيراً لم يرق إليه الكثير من القادة في العالم، وفي العالم العربي تحديداً، فكان بذلك بالفعل، قائداً فذاً جسد آمال وطموحات شعب الإمارات الشقيق، من خلال حرصه الشديد على تشجيع الاجيال الصاعدة على مواكبة مسيرة العلم والمعرفة، والاعتماد على النفس من أجل بناء مستقبل زاهر”.

وبعدما أشار الدكتور الأمير إلى أنه كان له شرف المساهمة في تنفيذ أكبر وأول مشروع رائد للأبنية المدرسية في منطقة الخليج، والثاني في دولة الإمارات العربية خلال الثمانينات من القرن الماضي، وذلك بالتعاون والتنسيق مع السلطات التعليمية في الإمارات ومنظمة اليونسكو، أكد أن الشيخ زايد، أولى اهتماماً خاصاً في مجال الأبنية المدرسية في دولة الإمارات، حيث تم تحقيق انجازات كبيرة خلال فترة الثمانينات من القرن الماضي،  حيث تميزت بتصميمات جديدة للأبنية المدرسية، واقرار خطة خمسية للتنمية لإنشاء المئات من الأبنية المدرسية والمعاهد الجديدة، والمخصصة لاستيعاب الطلاب في مختلف مراحل التعليم. وأشار إلى أنه في ظل قيادة الشيخ زايد حققت دولة الإمارات نهضة عمرانية هائلة خلال فترة زمنية قياسية، تضمنت إنشاء أول جامعة في الإمارات في مدينة العين، والتي استقطبت فيما بعد الكثير من رواد العلم والمعرفة العلماء والمختصين العرب والأجانب.

وأشار إلى ميزة انفرد بها الشيخ زايد، وتجسدت بنجاحه المنقطع النظير في إرساء دعائم أول تجربة وحدوية تاريخية في العالم العربي المعاصر جسدتها دولة الإمارات العربية، ورأى أن “حكمة الشيخ زياد، واخلاصه وشجاعته وكرمه وإيمانه الراسخ، ساهمت في ارساء دعائم أول دولة عربية موحدة، انصهر جميع أبنائها في بوتقة واحدة، بعدما ذابت في ثناياها إماراتها السبع كل الفروق الاجتماعية والعصبية والقبلية”.

ورأى الدكتور الأمير أنه يمكن تقييم المنجزات التي حققها الشيخ زايد لشعبه ووطنه من ثلاثة أبعاد، إماراتية وعربية ودولية، وقال”محلياً، تميز الشيخ زايد بخصائص القيادة الحكيمة، والحرص الشديد على بناء دولة عصرية، تكون على مستوى آمال وطموحات الشعب الإماراتي الشقيق وتوفير كافة الخدمات، والعيش الكريم، والمستقبل الزاهر لهم ولأبنائهم. أما عربياً، فقد تميّز بحرصه الشديد على دعم القضايا العربية والإسلامية العادلة وتطبيق قرارات الشرعية الدولية بشأن القضية الفلسطينية وأزمة الشرق الأوسط، والعمل من أجل تكريس التضامن وتنقية الخلافات بين القادة والزعماء العرب. أما دولياً، فقد تميزت مواقف الشيخ زايد، بضرورة انتهاج الحلول السلمية لتسوية النزاعات، والتأكيد على مطالبة إسرائيل بالانضمام إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وحق الدول في الاستخدامات السلمية للطاقة تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وإخلاء منطقة الشرق الأوسط من كافة أسلحة الدمار الشامل وفي مقدمتها الأسلحة النووية، ومكافحة كافة مظاهر العنف والتوتر والإرهاب”.

 

شاهد أيضاً

الرئيس فيشر يؤكد مشاركة نمساويين بجرائم النازية والهولوكوست

انزعاج إسرائيل من النووي الإيراني وصفقة “ميغا” وفوز اليمين والتعويض لليهود الصحفى حسين عون/فيينا/الأمم المتحدة …