بالفيديو.. شاهد قبر «صوت السماء» الشيخ عبدالباسط عبدالصمد

Alshich.Abdalpasset

 

“إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِى لِلَّتِى هِى أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا”.. “الله عليك يا شيخ أنت مخلوق من أيه، الله ينور عليك”.. العديد من الإطراءات التى صاحبت تلاوة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد للقرآن الكريم.

يقبع “أسطورة القراء” فى مدافن الإمام الشافعى، فناؤه بسيط نظيف يحيطه بناء مرتفع عن الأرض بعدة أمتار خط عليه “ضريح المغفور له بإذن الله تعالي.. الشيخ عبد الباسط عبد الصمد”، يوجد على مدخل المدفن شجرتان، ملامح المكان توحي بالنظافة والاهتمام المستمر به.

نشأته

وُلد القارئ الشيخ عبد الباسط محمد عبد الصمد عام 1927، بقرية المراعزة التابعة لمدينة ومركز أرمنت بمحافظة قنا بجنوب الصعيد، ونشأ فى بيئة تهتم بالقرآن الكريم حفظًا وتجويدًا، فالجد الشيخ عبد الصمد، والوالد هو الشيخ محمد عبد الصمد، أما الشقيقان محمود وعبد الحميد فكانا يحفظان القرآن بالكتاب فلحق بهما أخوهما الأصغر سنا، عبد الباسط، وهو فى السادسة من عمره.

حياته

حفظ القرآن الكريم، على يد الشيخ محمد الأمير شيخ كتاب قريته، أخذ القراءات على يد الشيخ المتقن محمد سليم حمادة، دخل الإذاعة المصرية سنة 1951، وكانت أول تلاواته من سورة “فاطر”، عُين قارئًا لمسجد الإمام الشافعى سنة 1952، ثم لمسجد الإمام الحسين سنة 1958 خلفًا للشيخ محمود على البنا.

وكان أول نقيب لقراء مصر سنة 1984، وتُوفي فى 30 نوفمبر 1988.

ميراثه

ترك للإذاعة ثروة من التسجيلات إلى جانب المصحفين المرتل والمجود ومصاحف مرتلة لبلدان عربية وإسلامية.

ألقابه

صوت مكة.. صوت السماء.. الحنجرة الذهبية.. وأسطورة القراء..

جولاته الخارجية

بدأ الشيخ عبد الباسط، رحلته الإذاعية من إذاعة القرآن الكريم منذ عام 1952م وانهالت عليه الدعوات من شتى بقاع الدنيا فطاف بلاد العالم سفيرًا لكتاب الله، وبعضها ليس للاحتفال بمناسبة معينة، وإذا سألتهم عن المناسبة التى من أجلها حضر الشيخ عبد الباسط فكان ردهم (بأن المناسبة هو وجود الشيخ عبد الباسط) فكان الاحتفال به ومن أجله لأنه كان يضفى جوًا من البهجة والفرحة على المكان الذى يحل به.

وكان استقبال شعوب دول العالم له حافلًا على المستوى القيادى والحكومى والشعبي.

استقبله الرئيس الباكستانى فى أرض المطار وصافحه وهو ينزل من الطائرة.

وفى جاكرتا، بدولة إندونيسيا قرأ القرآن الكريم بأكبر مساجدها فامتلأت جنبات المسجد بالحاضرين، وامتد المجلس خارج المسجد لمسافة كيلومتر مربع، فامتلأ الميدان المقابل للمسجد بأكثر من ربع المليون مسلم يستمعون إليه وقوفًا على الأقدام حتى مطلع الفجر.

وفى جنوب أفريقيا، عندما علم المسئولون بوصوله أرسلوا إليه فريق عمل إعلامى من رجال الصحافة والإذاعة والتليفزيون لإجراء لقاءات معه، ومعرفة رأيه عما إذا كانت هناك تفرقة عنصرية أم لا من وجهة نظره.

وفى الهند، فوجئ الشيخ عبد الباسط أثناء زيارته لإحياء احتفال دينى كبير أقامه أحد الأغنياء المسلمين هناك، بجميع الحاضرين يخلعون الأحذية ويقفون على الأرض، وقد حنوا رءوسهم إلى أسفل ينظرون محل السجود وأعينهم تفيض من الدمع يبكون إلى أن انتهى من التلاوة وعيناه تذرفان الدمع تأثرًا بهذا الموقف الخاشع.

صوت مكة

كانت أول زيارة للشيخ عبد الباسط خارج مصر بعد التحاقه بالإذاعة عام 1952 السعودية لأداء فريضة الحج ومعه والده، واعتبر السعوديون هذه الزيارة مهيأة من قبل الله فهى فرصة يجب أن تجنى منها الثمار، فطلبوا منه أن يسجل عدة تسجيلات للمملكة لتذاع عبر موجات الإذاعة، وقام بتسجيل عدة تلاوات للمملكة العربية السعودية أشهرها التى سجلت بالحرم المكى والمسجد النبوى الشريف، (لقب بعدها بصوت مكة)، وتعددت الزيارات للسعودية ما بين دعوات رسمية وبعثات وزيارات لحج بيت الله الحرام.

أشهر المساجد التى قرأ بها

من أشهر المساجد، التى قرأ بها القرآن هى المسجد الحرام بمكة والمسجد النبوى الشريف بالمدينة المنورة والمسجد الأقصى بالقدس وكذلك المسجد الإبراهيمى بالخليل بفلسطين والمسجد الأموى بدمشق وأشهر المساجد بآسيا وإفريقيا والولايات المتحدة وفرنسا ولندن والهند ومعظم دول العالم، فلم تخل جريدة رسمية أو غير رسمية من صورة وتعليقات تظهر أنه أسطورة تستحق التقدير والاحترام.

الأوسمة التى حصل عليها

يعتبر الشيخ عبد الباسط القارئ الوحيد الذى نال من التكريم حظاً لم يحصل عليه أحد بهذا القدر من الشهرة والمنزلة التى تربع بها على عرش تلاوة القرآن الكريم لما يقرب من نصف قرن من الزمان نال خلالها قدر من الحب الذى جعل منه أسطورة لن تتأثر بمرور السنين بل كلما مر عليها الزمان زادت قيمتها وارتفع قدرها كالجواهر النفيسة ولم ينس حياً ولا ميتاً.

وسام من رئيس وزراء سوريا عام 1959.

وسام من رئيس حكومة ماليزيا عام 1965.

وسام الاستحقاق من الرئيس السنغالى عام 1975.

الوسام الذهبى من باكستان عام 1980.

وسام العلماء من الرئيس الباكستانى ضياء الحق عام 1984.

وسام الأرز من الجمهورية اللبنانية.

وسام تكريمى من جمهورية العراق.

وسام الاستحقاق من الرئيس المصرى السابق محمد حسنى مبارك أثناء الاحتفال بيوم الدعاة فى عام 1987.

وسام الإذاعة المصرية فى عيدها الخمسين.

مرضه ووفاته

تمكن مرض السكري، منه وكان يحاول مقاومته بالحرص الشديد والالتزام فى تناول الطعام والمشروبات ولكن تزامن الكسل الكبدى مع السكر فلم يستطع أن يقاوم هذين المرضين الخطيرين فأصيب بالتهاب كبدى قبل رحيله بأقل من شهر فدخل المستشفى إلا أن صحته تدهورت مما دفع أبناءه والأطباء إلى نصحه بالسفر إلى الخارج ليعالج بلندن حيث مكث بها أسبوعاً وكان بصحبته ابنه طارق فطلب منه أن يعود به إلى مصر.

توفى يوم الأربعاء 30 نوفمبر 1988م، وكانت جنازته وطنية ورسمية على المستويين المحلى والعالمي، فحضر تشييع الجنازة كثير من سفراء دول العالم نيابة عن شعوبهم وملوك ورؤساء دولهم تقديراً لدوره فى مجال الدعوة بكافة أشكالها.

 

شاهد أيضاً

مستشار النمسا ينفي خطط تمديد ساعات العمل

بعد تصريحات من قبل مسؤولين في حزب الشعب (ÖVP) تدعو إلى تمديد ساعات العمل، خرج …