أين اختفى مشايخ التيار السلفي في مصر ؟

Eg-Salvesten

 

القاهرة : حسن عاشور : —

تمثل الكتلة السلفية فى مصر، ثقلاً كبيرًا فى صناديق الاقتراع فى أى استحقاق انتخابي، وتعتبر قوة لا يستهان بها فى أى عملية سياسية منذ ثورة 25 يناير 2011 وحتى هذا الوقت.

فعقب ثورة يناير، التى أطاحت بالرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، ظهرت بشدة التيارات السلفية فى المشهد السياسي، فاحتلت مراكز متقدمة بالنسبة لعدد المقاعد فى أول برلمان عقب الثورة، بكتلة تصويتية اقتربت من الربع.

وكان لمشايخ السلفيين حضور بارز فى كل الاستحقاقات التاريخية، ولهم آراؤهم البارزة فى المشهد السياسي، وكانوا محركًا قويًا للشباب، خاصة التيار السلفى الثورى منهم.

وانقسم السلفيون عقب ثورة 30 يونيو 2013 إلى 3 تيارات أحدها مؤيد لنظام ما بعد 30 يونيو ويؤيد استمرار الرئيس عبد الفتاح السيسى فى الحكم، كحزب النور، وتيار آخر يرفض النظام الحالى وهو ما يطلق عليه “التيارات الثورية السلفية” وتيار ثالث بعيد عن السياسية ويرى أن الخروج عن الحكام حرام وهم التيار المدخلي.

وبعد خروج الإخوان من السلطة عقب ثورة 30 يونيو، اختفى التيار السلفى من المشهد السياسى بعد ظهور واضح على الساحة السياسية وفى الاستحقاقات الانتخابية عقب ثورة 25 يناير.

وفى إطار ذلك توضح “المصريون” أين اختفى قيادات التيار السلفي..

3 تيارات سلفية فى المشهد الحالى

انقسم التيار السلفى إلى 3 أقسام عقب الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي، أولهم هو التيار المؤيد للنظام ويمثله “الدعوة السلفية” وذراعها السياسية “حزب النور” فعقب ثورة يناير، احتل هذا التيار موقعًا بارزًا فى المشهد السياسي، إذ حل حزب النور ثانيًا فى انتخابات “مجلس الشعب” 2012 بعدد مقاعد اقترب من الربع، أى 112 مقعدًا من أصل 508 نواب، وقد أيدت الدعوة السلفية وحزب النور الإطاحة بمرسي، لكن سريعًا ما فقد الحزب قدرته على الحشد، فى انتخابات “مجلس النواب” 2015، حيث حصد 12 مقعدًا فقط من أصل 596، ويعد حزب النور من أبرز الداعمين للسيسى خلال هذه المرحلة.

ثانى التيارات السلفية حاليًا هو التيار المعروف بثورته وهو يقف ضد الإطاحة بمرسي، ويتشكل ذلك التيار من أحزاب “الأصالة” و”الإصلاح” و”الوطن” بجانب “الجبهة السلفية” ويعتبر الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل واحدًا من أبرز رموزه.

أما ثالث التيارات السلفية الموجود على الساحة حاليًا، هو التيار المدخلي، ويوصف بأنه متشدد، ومن أدبياته الأساسية عدم جواز معارضة الحاكم مطلقًا، ويعتبر الدعوة السلفية والإخوان المسلمين “خوارج” ومن أبرز رموزه الشيخ سعيد رسلان.

شيوخ حزب النور.. السكوت هو الحل

Eg-Salvesten12

تعتبر الدعوة السلفية وذراعها السياسية حزب النور، من أهم التيارات السلفية التى ظهرت عقب ثورة يناير، ولها أدوار مؤثرة خلال الفترة الماضية، وأيدت عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، وأبرز داعم للرئيس عبد الفتاح السيسي، ومن أبرز رموزه الشيخ ياسر برهامى ويونس مخيون.

برهامي.. الرجل الأقوى بحزب النور

Eg-Salvesten13

يعتبر الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، هو الرجل الأقوى بهذا التيار، ويظهر ذلك بوضوح من خلال التركيز الإعلامى الشديد عليه، بالإضافة إلى اقترابه من دائرة صنع القرار فى النظام الحالى، فهو من أكبر المؤيدين للنظام فى التيار السلفى كله، ودائمًا ما يظهر على وسائل الإعلام لإعلان تأييده للسيسى ونظامه.

ودائمًا تثير فتاوى الشيخ برهامي، والتى ينشرها على موقع “أنا سلفي”، كثيرًا من الجدل فى الشارع المصرى، ويعتبر هو الرجل المسيطر على حزب النور السلفى، ويظهر ذلك من خلال ظهوره فى الندوات التى يعقدها الحزب خلال جولاته الانتخابية، ويبعد برهامى كل من ينتقده داخل الدعوة، وظهر ذلك فى مثال الدكتور محمد يسرى سلامة والدكتور سعيد عبد العظيم.

واختفى برهامى مؤخرًا، واكتفى بالرد على متابعيه عبر موقع “أنا سلفى”.

مخيون.. رئيسًا للحزب بالتزكية

Eg-Salvesten14

يعتبر الدكتور يونس مخيون، وهو طبيب أسنان بمدينة أبوحمص، رئيسًا وحيدًا لحزب النور منذ نشأته بعد استقالة الدكتور عماد عبد الغفور، وأيضًا عضو مجلس الإدارة العام للدعوة السلفية، وهو أيضا عضو مجلس شورى الدعوة السلفية، كما أنه كان أحد أعضاء الجمعية التأسيسية لكتابة الدستور المصرى فى عام 2012، وكان قبلها عضو مجلس الشعب المصرى 2012، وانتخب بالتزكية يوم 9 يناير 2013م، كما تم اختياره رئيسًا لحزب النور فى 2017 بالتزكية أيضا،  وقد اختفى مخيون مؤخرًا عن الساحة السياسية لأسباب غير معلومة.

التيار الثورى.. مطارد أو محبوس

Eg-Salvesten15

ظهر التيار السلفى الثورى بشدة خلال ثورة يناير، وكانت له أدوار مهمة عقب الثورة، كما أنه رفض عزل الإخوان المسلمين من الحكم، وكان مشاركًا فى تظاهرات ميدانى رابعة والنهضة المؤيدة لمرسي، ورموزه حاليًا ما بين السجن والمطاردة، فالشيخ حازم أبو إسماعيل محبوس بقضية تزوير جنسية والدته، أما مصطفى البدري، القيادى بالجبهة السلفية، والدكتور خالد سعيد، المتحدث باسم الجبهة، فكلاهما مطارد.

أبو إسماعيل.. السجن بتهمة تزوير أوراق رسمية

Eg-Salvesten16

يعتبر الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، واحدًا من أبرز رموز التيار السلفى الثوري، وكان مرشحًا سابقًا لانتخابات الرئاسة 2012، قبل أن يتم اتهامه بتزوير جنسية والدته، والتى جعلته يستبعد من الانتخابات الرئاسية، كان مؤيدًا للرئيس الأسبق محمد مرسي، كما أنه أول من تم إلقاء القبض عليه عقب تظاهرات 2013.

ويقضى أبو إسماعيل حاليًا فترة السجن فى تزوير جنسية والدته ومدتها 7 سنوات.

“المقدم”.. إلى العلم مرة أخرى

Eg-Salvesten17

ويعتبر الشيخ محمد إسماعيل المقدم، من أهم رموز الدعوة السلفية، وقد اختفى من الساحة بشكل كامل، بعد عزل مرسى، مما أدى لظهور بعض الحركات كان أشهرها حركة “دافع عن العلماء” المقربة من شيوخ التيار السلفى “الشيخ محمد حسان، والداعية محمد حسين يعقوب، والشيخ أبو إسحاق الحوينى”، وطالبت هذه الحركات، الدكتور محمد إسماعيل المقدم بالعودة مرة أخرى إلى إلقاء الخطب والصعود على المنابر.

“عبدالعظيم”.. من رموز الدعوة إلى العدو الأول للقيادات السلفية

Eg-Salvesten18

بعد أحداث 30 يونيو وعزل محمد مرسى من الحكم، انضم سعيد عبد العظيم، النائب الثانى لرئيس الدعوة السلفية سابقًا، إلى معارضى النظام الحالى، وظهر عدة مرات على منصة رابعة العدوية المؤيدة لجماعة الإخوان المسلمين، وقد عارض عدة مواقف للدعوة السلفية وزعيمها برهامى، فى عدة مجالات، سواء سياسية أو دينية، وترك مصر عقب فض اعتصام رابعة ولم يظهر بعدها على الساحة السياسية.

مشايخ تعتزل السياسة

اعتزل عدد كبير من المشايخ، السياسة واتجهوا نحو الدعوة من جديد أبرزهم محمد حسان ومحمد حسين يعقوب وحازم شومان.

حسان.. الشيخ الذى أحبّه الجميع

Eg-Salvesten19

يعتبر الشيخ محمد حسان من أكثر الدعاة الذين ظهروا على الساحة السياسية بعد ثورة 25 يناير، فكان له دور قوى فى حل بعض الأزمات السياسية التى مرت بها مصر عقب الثورة، ووقف مع جماعة الإخوان المسلمين فى أزمتهم السياسية، وكان متواجدًا فى ميدان مصطفى محمود بالمهندسين عندما تم فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، واختفى قرابة السنتين ونصف، بعد ظهور إعلامى مكثف، فضلاً عن المبادرات الاجتماعية التى أطلقها.

والشيخ محمد حسان، هو صاحب قناة الرحمة، الذى تعلقت به القلوب بشكل كبير، وقف حسان مؤيدًا للرئيس محمد مرسى فى حكمه، مساندًا إياه حتى ذهب بنفسه لمرسى ودعم الموافقة على الدستور فى مظاهرة لم تشهد القاهرة لها مثيلاً عند جامعة القاهرة، وحينما وصل حسان يومها كادت جماهيره أن ترفعه بسيارته من فوق الأرض حبًا وشوقًا وإجلالاً لموقفه المساند للرئيس الإسلامي، فاجأ الجميع بظهوره مؤخرًا، وهو يفتتح أحد المطاعم بمدينة بورسعيد.

ولاقى هذا الخبر استهجانَ عدد من النشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين استقبلوه بالسخرية.

وقد برّأته مؤخرًا محكمة جنح أول أكتوبر، فى دعوى اتهامه بازدراء الأديان السماوية، ونشر أفكار متطرفة، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، وإلزام المدعى بالمصاريف.

يعقوب.. “نعم تزيد النِعم”

Eg-Salvesten20

الشيخ محمد حسين يعقوب.. ثانى الدعاة الذين كان لهم عدد كبير من المريدين، وكان نجم الفضائيات الإسلامية، كما دعا إلى التصويت بـ”نعم” فى دستور 2012، والتى قال خلالها “نعم تزيد النعم”، كما طالب عموم المسلمين من أهل مصر الذين يسألون كثيرًا عن يوم 30 يونيو بأن ينشغلوا بالعبادة والابتعاد عن الفتنة بهذا اليوم.

بعد قرار وزارة الأوقاف بمنع صعود المنبر لغير الأزهريين، تعدى الشيخ محمد حسين يعقوب على هذه القرار، حيث منع أنصاره قيادات الوزارة من دخول مسجد أثناء وجوده بالمنيا وأداء الخطبة، مما جعل الأوقاف تحرر محضرًا ضده بالواقعة.

ويعكف الشيخ يعقوب حاليًا فى تجهيز سلسلة من الدروس الدعوية التى يلقيها على طلبة العلم، وكان الظهور الأبرز ليعقوب، خلال زيارته الشيخ أبو إسحاق الحوينى فى قطر، للاطمئنان على صحته فى رحلة علاج طويلة من أمراض الكلى، التى ألمت به مؤخرًا.

الحوينى.. تلميذ الألبانى فى قطر

Eg-Salvesten21

يعتبر الشيخ أبو إسحاق الحويني، من أهم دعاة السلفية فى مصر بل والعالم الإسلامى كله، ويعتبر الحوينى إمام أهل الحديث حاليًا، وتتلمذ على يد الإمام الألباني، وقد كان دائم الظهور فى قنوات “الناس” و”الرحمة” و”الحكمة” قبل غلقها، وقد اختفى مؤخرًا قبل أن يظهر على شاشة قناة «الجزيرة» ليعطى دروسًا جديدة فى علم الحديث، وشاركت قناة «الندى» الفضائية المملوكة له فى بث تلك الحلقة.

شومان.. لا سياسة مجددًا

Eg-Salvesten22

بدأ الدكتور حازم شومان، الداعية والطبيب، دروسه بمسجد السلاب فى مدينة المنصورة، وكان يحضر آلاف الشباب له، وقد عرف بأسلوبه المؤثر ويقدم برامجه على العديد من القنوات الفضائية مثل “الرحمة” و”الناس” و”الخليجية”، وله العديد من الدروس والسلاسل والخطب من أشهرها “على فين يا شباب؟” و”لماذا محمد؟” و”فرسان الأقصى”.

لشومان مواقف سياسية أبرزها رفضه لعزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، وكان له حضور قوى فى اعتصام رابعة العدوية، ويظهر شومان مقدمًا حاليًا فى بعض البرامج الفضائية، ولكنه لا يتطرق إلى السياسة من قريب أو من بعيد منذ عزل مرسى عن الحكم فى صيف 2013.

 

 

شاهد أيضاً

هيئة الإحصاء النمساوية: ارتفاع حالات الفقر في النمسا بسبب الأزمة الاقتصادية

كشفت هيئة الإحصاء النمساوية المركزية اليوم الخميس عن ارتفاع حالات الفقر بين المواطنين بسبب الازمة …