“ماما أنت فاطرة؟”.. كيف نخبر أبناءنا بالدورة الشهرية؟

كيف نجيب الأسئلة الفضولية من أبنائنا عن الدورة الشهرية

القاهرة – فاطمة ناصر —

الصغار مخلوقات فضولية للغاية، وبمجرد أن يبدأ الحديث بينك وبينهم، توقعي سيلاً من الأسئلة التي لا تنتهي. لكن الإجابة عن تساؤلات الأطفال هي أولى طرق المعرفة لديهم، ومن شأنها أن تؤثر في شخصيتهم مستقبلاً، لذلك نحن نتحمل كامل المسؤولية في نقل تلك المعلومات وتوضيحها وتبسيطها لهم، خصوصاً في المراحل العمرية المبكرة؛ لأن ما بين -ثلاث وسبع سنوات- الوالدان هما المصدر الأول لتلقي المعلومات، لذلك لابد من تمتعهم بالقدرة على الإجابة في شتى المواضيع.

وتعد أسئلة الأطفال الكثيرة دليلاً على ذكائهم، ومؤشراً صحياً يدل على قدرتهم على التفكير والتحليل، وبالتالي اكتساب الخبرات والمهارات الجديدة. وتكثر الشكوى من الأهل بأن طفلهم كثير الأسئلة، مما يجعلهم واقعين تحت ضغط ما بين نوعية الإجابة التي من الواجب تزويد الطفل بها، وما يجب الإجابة عنه، وما يجب تجاهله، خصوصاً أن بعض الأسئلة قد تكون محرجة، فمن خلال هذا المقال سنوضح متى نجيب ومتى نتجاهل أسئلتهم.

تصنف الردود حسب عمر الطفل، فالأطفال في عمر 5 أو 6 سنوات تقريباً، قد يكونون غير مدركين لهذه الموضوعات بالذات، والبعض الآخر شديد الملاحظة، والقاعدة الأساسية هنا أن تتماشى إجاباتك مع مستوى أسئلة أطفالك، وترضي فضولهم وتحافظي على أن تكون إجابتك حقيقية وبسيطة في نفس الوقت. في هذه السن يكون من المفترض أن يتعلموا الفرق بين جسم البنت والولد.

بمنتهى البساطة ممكن أن تقولي إنه باعتبار أن جسمك فيه موضع لتكوين الطفل، وبالتالي فإنه يكون في حاجة إلى راحة شهرية، لأن أمراً كالصوم يكون فيه إجهاد للجسم.

أخبريهم أن هذه أشياء طبيعية تحدث لجنس الإناث، خاصة عندما تكبر وتبلغ الفتاة، وهي ليست عيباً أو خطأً بها، لكنه أمر خاص بكل بنت ولا يجوز أن نتكلم في هذا الموضوع مع من لا نعرفه.

في هذه السن غالباً يكتفون جداً بهذه الإجابة ولا يشغلون بالهم بعد ذلك. ومن المهم أن تؤكدي عليهم أنه إذا خطر على بال أحدهم أي سؤال فليسألوا ولا يترددوا في طرحه وعرضه عليكِ، وأن يأتوا بكل رحابة وشغف، موقنين أنكِ ستسعدين بأسئلتهم لمساعدتهم دائماً في الإجابة عن كل ما يجول بخاطرهم.

لكن من سن 7 سنين لـ11 سنة، تبدأ الأسئلة في التزايد، وكذلك أيضاً قوة الملاحظة والفضول، وهذا هو الوقت المناسب لشرح الدورة الشهرية ببساطة ويسر، مع الأخذ بعين الاعتبار درجة فضول أولادك. وهم من يُعلِمونكِ متى تتوقفين عن الكلام، ومتى تكملين الشرح بإسهاب أكثر.

وفي هذا العمر من المفترض أن يكونوا على وعي ودراية بالفرق بين الجهاز التناسلي للولد والبنت، ومن هنا تتحدثين عن البلوغ وعلاماته والتغيرات التي تحدث في جسم البنت والولد. ثم بعد ذلك توضحين وتعرفينهم بوجود البويضة بالنسبة للأنثى، والحيوان المنوي للذكر.

فمن خلال هذا الشرح العلمي المبسط، لمعرفة ماذا يحدث في جسمك كامرأة وما يحدث فيه شهرياً. وكيف يهيئه الله لاستقبال طفل جديد، وعندما لا يتم هذا، تتحول البويضة إلى دم، وهذا يحدث تغيرات في الجسم، وهذا ما يسمى الدورة الشهرية، فالجسم لا يكون في حالته المعهودة، لذلك أعطى الله رخصة للإفطار في رمضان، لمشقة هذا الأمر على الأنثى.

من المهم أن نؤكد على أولادنا أنه ليس هناك ما يدعو إلى الخجل، بل إنها شيء مميز لكل بنت، وتحدث لكل الفتيات عندما يبلغن، وننبه أنه ليس من حقك كولد أن تسأل أي فتاة أخرى عن هذه الأمور، لأنها من خصوصياتها.

أيضاً من المهم جداً عليك كمسؤول ألا تتهرب أبداً من هذه الأسئلة أياً كانت سن أولادك، بالعكس، اشكرهم على سؤالهم، شجعهم على طرح الكلام في هذه المواضيع، واصقلهم بالمعلومات بالتدرج على فترات نضجهم، وبجانب هذا يجب أن تكون المعرفة أمينة وغير مشوهة، واضعين فى الاعتبار ونحن ننقل لأطفالنا المعلومة سنهم وسعة إدراكهم.

وعليك استغلال أن الأطفال لديهم فضول دائم للسؤال عن أجسادهم وتغيراتها، وهنا يجب ألا تعلن عن تذمرك وضيقك من هذه الأسئلة حتى ولو كانت تافهة من وجهة نظرك، ويجب عليك احترام هذا الفضول وتحقيق النجاح والتوازن فى المعادلة الصعبة ما بين احترام السن والتواؤم معه وبين حق الطفل فى معرفة الحقيقة.

 

 

شاهد أيضاً

بالفيديو – “طن لحم وطن دجاج ونصف طن أرز” في إفطار حي المطرية الشعبي بالقاهرة

وسط أجواء عمتها البهجة والسعادة، نظم سكان حي المطرية بشرق القاهرة، حفل إفطارهم الجماعي للعام …