شبكة رمضان الإخبارية شبكة إخبارية تهتم بشئون الجالية العربية فى النمسا ودول الجوار
أدت الزيادة الأخيرة في الهجمات التي نفذتها حيتان الأوركا القاتلة، على القوارب قبالة سواحل أوروبا، إلى قلق كثيرين على سلامة سفنهم؛ لا سيما بعد أن أغرقت يختاً في محيط مضيق جبل طارق.
يعتقد الخبراء أن سلوك هذه الحيتان بات ينتشر بين الحيتان الأخرى أيضاً؛ فبحسب دراسة نُشرت في يونيو/حزيران 2022، بدأ الحديث عن هجمات عنيفة لحيتان الأوركا في مايو/أيار 2020، وأصبحت أكثر تواتراً منذ ذلك الحين.
وما يثير فعلاً أن الهجمات موجهة بشكلٍ أساسي إلى القوارب الشراعية، وتتبع نمطاً واضحاً: يقترب الحوت من مؤخرة القارب لضرب الدفة، ثم يتركه وينسحب، بمجرد نجاحه في إيقاف القارب.
لماذا تهاجم حيتان الأوركا القاتلة القوارب؟
في حديثٍ إلى موقع Live Science الأمريكي، طمأن المؤلف المشارك في الدراسة الناس بأن معظم الهجمات مرّت بسلام. وأشار ألفريدو لوبيز فرنانديز إلى أن “أكثر من 500 هجوم أُبلغ عنها في منطقة غاليسيا أو مضيق جبل طارق، أسفرت عن غرق 3 سفن فقط”.
مما لا شك فيه أنَّ تصاعد التعدي على القوارب يُعتبر ظاهرة حديثة، إذ يعتقد الباحثون أنَّ حدثاً مؤلماً قد يكون أدى إلى حدوث تغييرٍ في سلوك أحد حيتان الأوركا، ثم تعلّمت بقية الحيتان تقليد هذا السلوك.
وقد حدّث فيرنانديز عن تلك الفكرة، قائلاً: “تقوم هذه الحيتان القاتلة بهذا السلوك العدواني عمداً، ولا نعرف السبب الرئيسي وراء ذلك. لكن ثمة فرضية تشير إلى أنه سلوك دفاعي ناجم عن الصدمة، وتكتسب هذه الفرضية مزيداً من الزخم يوماً بعد يوم”.
يشتبه بعض الخبراء في أن حوتاً أنثوياً من نوع الأوركا قد تكون عانت من “حادثٍ أليم”، جراء اصطدامها بقاربٍ أو وقوعها في فخ أثناء إحدى عمليات الصيد غير القانوني، ما تسبّب في تغيير سلوكها.
ووفقاً لفيرنانديز، “يُعتقد أن تلك الأوركا الجريحة هي من بدأت بهذا الاحتكاك مع القوارب”.
وبحسب دراسة أُجريت عام 2022، فإن حيتان الأوركا هي كائنات اجتماعية يمكنها بسهولةٍ تعلُّم وإعادة تنفيذ السلوكيات التي يفعلها الآخرون أمامها. وهذا ما يفسّر بالضبط لماذا -في معظم الحالات المبلّغ عنها- اتجهت الحيتان مباشرةً إلى دفة القارب.
ولا يعني ذلك أن حيتان الأوركا تعلّم صغارها القيام بهذا السلوك عمداً، قد يكون انتشر بين الحيتان الأصغر عن طريق التقليد.
من جهةٍ ثانية، يقدّم تقرير نُشر في موقع The Conversation -على هيئة سؤال وجواب مع باحثٍ في سلوكيات الثدييات البحرية- بعض الأفكار عن الأسباب المحتملة وراء هذه الهجمات، إضافةً إلى العواقب المحتملة لكل من البشر والحيتان القاتلة.
ويوضح الدكتور ريندل أنه لا يزال هناك كثير مما لا نعرفه عن سبب مهاجمة حيتان الأوركا للقوارب، ويشير إلى أنه قد يكون مرتبطاً بحقيقة أن بعض مجموعات الحيتان تكافح للعثور على ما يكفي من الطعام. وقد يتسبب ذلك في أن تصبح أكثر عدوانية، مما يؤدي بها إلى مهاجمة القوارب كوسيلة لتأكيد هيمنتها.
من الجدير ذكره أنه، ومنذ أن بدأ هذا الاحتكاك غير الطبيعي بين الحيتان والقوارب في عام 2020، ماتت 4 حيتان أوركا رغم أن وفاتها قد لا تكون مرتبطة، بشكلٍ مباشر باصطدامها بالقوارب.
لكن، ما هو حوت الأوركا وهل يقتل الإنسان؟
ينتمي إلى عائلة الدلافين المحيطية، ويُعتبر عملياً أكبر دلفينٍ يعيش في البحار والمحيطات. له جسمٌ قوي وثخين؛ يبلغ متوسط طول الإناث نحو 8.5 متر مع وزنٍ يقارب 7.5 طن، أما الذكور فيلامس طولها الـ10 أمتار، بوزنٍ يصل إلى 10 أطنان.
اشتهر حوت الأوركا بلقب “الحوت القاتل”، بسبب أسنانه التي يبلغ عددها نحو 45، وطول كل سنّ ما يقارب الـ8 سنتمترات، وهي مصممة لتمزيق فريستها.
يُعتبر أكبر حيوان مفترس في المحيطات، لأنه يتغذى على عدد متنوع من الفرائس، مثل أسماك القرش، والتونة ذات الزعانف الزرقاء، إضافةً إلى السلمون. لكن يتغذى البعض حصراً على الثدييات البحرية، مثل: الفقمات، والحيتان البيضاء، وحيتان العنبر، ودلافين غيرها.
ووفقاً لموقع National Geographic، لا تمضغ حيتان الأوركا طعامها أو فرائسها، بل تبتلعها بعد أن تقسّمها إذا كانت كبيرة. ويُمكن القول إن حوت الأوركا يتغذى يومياً على ما يعادل 227 كلغ من الطعام، ويمتلك العديد من تقنيات الصيد.
وحتى اليوم لم تُسجّل أي حالات هجوم لحيتان الأوركا على البشر، إلا في حالة الأسر؛ فقد تم تسجيل العديد من الهجومات من طرف حوت الأوركا على مدرّبه، بعضها كان خفيفاً والبعض الآخر كان مميتاً كما حصل مع المدربة داون برونشو عام 2010 في حديقة “سي وورلد أورلاندو” بفلوريدا.
تجدر الإشارة أخيراً إلى أن حيتان الأوركا الأيبيرية مدرجة على القائمة الحمراء للاتحاد الدولي للأنواع المهددة بالانقراض. فقد سجَّل آخر تعداد لهذا النوع من الحيتان 39 حوتاً فقط عام 2011.
المصدر – وكالات – شبكة رمضان
