سبستيان كورتس : أهمية حصة الدين فى التربية – ولا إلغاء حصة التربية الدينية فى المدارس النمساوية

Sebastian-Kurz-Frank-R-t

كتبه : مصطفي درويش : —

أطالع ما يأتي في وسائل الإعلام النمساوية على لسان ذلك الشاب البالغ من العمر أقل من ثلاثين ربيعا وذلك لأكثر من سبب . فهو ليس أي شاب ولكنه شاب ذو مستقبل باهر قل أن يصل إليه من هم في مثل سنة وذلك على المستوي المحلي النمساوي بل والأوربي العالمي . فمنذ أن تمرس في مضمار السياسة الحزبية بداية من عام 2008 بحزب الشعب المسيحي النمساوي وهو يخطو خطآ سريعة وناجحة حتي تقلد في عام 2011 منصب وكيل الدولة للإندماج ثم أصبح بنهاية عام 2013 الوزير الإتحادي للخارجية ووزير الدولة للإندماج ومع بداية يناير من عام 2017 يتقلد رئاسة منظمة الأمن والتعاون الأوربية . ذلك الشاب الناجح هو سيبستيان كورتس .

ولمست في الآونة الأخيرة أن بعض مسلمي النمسا يرون فيه أنهم جعلهم سلعة فى مزايدات بورصة الأنتخابات المحلية والاتحادية ، وذلك بسبب قانون الإسلام الجديد الذي صدر منذ أكثر من عام أو بسبب قانون الإندماج الذي يجري إعداده ليدخل حيز التنفيذ بداية من يوليو 2017 .

فمن الممكن أن يكون لهم الحق فيما يشعرون ولكن أليس من الأجدي أن يتوجهون بإفكارهم ومشاعرهم إلى ممثيلهم في هذا البلد . أصدر قانون الإسلام بين عشية وضحاها ؟ أم كانت هناك حوارات دائمة ومستمرة مع ممثلي المسلمين ؟ . ألم يحن الوقت لكي ندرك أهمية الحوار فيما بيننا أولآ ونعرف ما لنا وما علينا حتي نكون على قدر من المسؤولية في حوارنا مع الأخر ؟ . هي أسئلة جديرة جدآ بالتفكير وبأن تدخل في حيز التنفيذ .

وفي حوار للوزير سبستيان صدر اليوم الأحد 18.02.207 بجريدة “سونتاج” على صفحتها الثانية والثالثة تحدث كورتس عن موضوعات متعددة أتهم كل مسلم وكل لأجي في النمسا . وأقوم هنا بذكر أهم ما جاء على لسانه كي نعلم كيف يفكر وما الذي يدور في خلده تجاه هذه القاضايا الهامة والمتنوعة .

ففي ِشأن اللجوء في النمسا عبر كورتس عن أهمية حماية كل فرد يوجد في خطر بالإضافة إلى تقديم يد العون إلى اللاجئين . وقد قامت دولة النمسا بمضاعفة المساعدات الإنسانية في هذا الشأن بمقدار اربعة أضعاف . ومع ذلك فليس في استطاعة النمسا أن تستقبل كل اللاجئين وتعمل على إندماجهم ، فهذا ليس بالأمر اليسير . كما أنه ليس من الممكن أن تقوم كل من السويد والمانيا والنمسا بمفردهم بتحمل كل تحديات أزمة اللاجئين .

وعبر كورتس عن أهمية توعية الشباب بأن الجهاد ليس لعبة ولكنه أمر قاتل . كما أنه من الضروري بمكان أن نذكر أن ضحايا الإرهاب الداعيشي في كل من العراق وسوريا مسلمون . وهنا لابد من أن نضع في عين الإعتبار أهمية الدور الذي يمكن أن يقوم به مدرسي التربية الدينية المسلمين . فعليهم أن يوضحوا للشباب أن الإنسان المسلم الحق لا يقوم بمثل هذه الجرائم . كما أنه في حالة وجود تجاوزات يجب عليهم أن يبلغوا عنها في الحال .

ومن ناحية أخري عبر كورتس عن قلقة من اضطهاد المسيحين في كثير من بلدان العالم وقال نحن نعمل على أن نقدم لهم يد العون حيثما كانوا وذلك بموجب الإلتزام التاريخي لدولة النمسا .

كما تحدث كورتس عن أهمية حصة الدين اليوم وأنها لم تقل أهمية عما كانت علية منذ خمسين عامآ . فمن خلالها يتعلم التلاميذ أصول دينهم بشكل جيد يساعد كذلك في عملية الإندماج بدرجة كبيرة . أما عن الذين ينادون بإلغاء حصة الدين في المدارس أو التقليل من أهميتها فلا نسمع لهم . بل على العكس تماما لابد وأن نعد التلاميذ كي يكونوا قادرين على الحوار مع الأخر حول مثل هذه القضايا . أما التلاميذ الذي لا يشاركون في حصة الدين فينبغي عليهم المشاركة في حصة التربية الإخلاقية .

ومن الناحية الشخصية ذكر كورتس أن الدين يلعب دورآ هامة في حياته . ولكن من الصعب عليه الذهاب بصورة دورية إلى الكنيسة وذلك بحكم أعباء وظيفته ، ويقتصر الأمر على زيارتها في الأعياد الرسمية الكبري مع عائلته حيث أنه ينتمي إلى عائلة دينية .

وتلخيصآ لما جاء في هذا الحوار نقول :

  1. النمسا تقدم يد العون للاجئين .
  2. أهمية توعية الشباب بالدين الصحيح .
  3. لا إلغاء لحصة الدين مع وجود حصة للتربية الأخلاقية .
  4. أهمية دور مدرسي التربية الدينية المسلمين .

وللذبن يريدون الحوار كاملا باللغة الالمانية يرجي العودة إلى هذا الفاصل :

فيينا : 18.02.2017

مصطفي درويش

شاهد أيضاً

مدينة فيلز النمساوية تشدد قواعد رمي النفايات.. بطاقة حمراء ثم غرامة ثم مصادرة

أعلنت إدارة النفايات في مدينة فيلز، يوم الخميس، عن تشديد العقوبات على الأسر التي تلقي …