الهروب من الوحل.. الإمارات تنسحب من الباب الخلفى لحرب اليمن لـ3 أسباب

بشكل مفاجئ وبعد أربع سنوات من القتال العنيف والاستنكار الدولي، بدأت الإمارات في الانسحاب بهدوء من الباب الخلفي من اليمن، دون أن تعلن الأسباب الحقيقية. لكن ثمة ما يشير إلى خلاف حاد مع الرياض في المواقف، على أثره قررت أبوظبي الانسحاب من المستنقع اليمني، في وقت تلطخت فيه سمعتها بشكل كبير، بسبب هذه الحرب.

وبحسب صحيفة The Economist البريطانية، فعلى مدار الأسابيع القليلة الماضية، بدأت الإمارات سحب قواتها من اليمن، بعد أن كانت جزءاً من تحالف عسكري تقوده السعودية لقتال الحوثيين، ولم تعلق الإمارات على أمر الانسحاب، لكنَّ دبلوماسيين أجانب وشهود عيان أكّدوا ذلك.

لماذا الآن؟

ويعتبر السبب المباشر للانسحاب الخوفَ من تصاعد حدة الصراع مع إيران. فقد تزايدت حدة التوتر بشكل متصاعد منذ انسحاب الولايات المتحدة العام الماضي من الاتفاق الذي توصلت إليه الأطراف عام 2015، الذي وضع قيوداً على برنامج إيران النووي

 وتعرضت أربع ناقلات نفط لعمل تخريبي بالقرب من ميناء الفجيرة الإماراتي في مايو/أيار. اتهمت الولايات المتحدة إيران في التورط في العملية. فيما قال وزير الخارجية الإماراتي، في إشارة إلى حالة الاضطراب التي تعانيها بلاده، إن الوقت لا يزال مبكراً لتوجيه الاتهامات. وقال مسؤول دفاعي غربي: «تتفهم الإمارات جيداً مدى التهديدات والاضطرابات المحيطة بالمنطقة حالياً» .

وبحسب الصحيفة البريطانية، غير أن الإماراتيين أرادوا الخروج حتى قبل الأزمة الحالية. فهم يشعرون بالقلق إزاء انتقاص الحرب من سمعة دولة الإمارات بعد مقتل عشرات الآلاف من المدنيين وانتشار المجاعات وتفشّي وباء الكوليرا

في الشهر الماضي، صوّت مجلس الشيوخ الأمريكي على رفض صفقة أسلحة بقيمة 8 مليارات دولار مع السعودية والإمارات. وتسببت الحرب في صدع داخلي داخل الإمارات، المؤلفة من اتحاد سبع إمارات. حيث كانت دبي، مركز جذب الأعمال، غير راضية عن التكلفة المادية الضخمة للحرب.

الحرب انتهت ولا طائل من وراء البقاء

ويشعر العديد من الإماراتيين، وهم الشريك الأهم في التحالف، أن القتال انتهى ولم يعد له طائل. وبالرغم من أن الجيش الإماراتي أصغر كثيراً من الجيش السعودي، فإن قدراته القتالية أكبر. توّلت القوات الإماراتية معظم أعمال القتال البرية العنيفة في اليمن الجنوبي، بينما اكتفت القوات السعودية بتقديم دعم جوي غير فعّال في معظم الأحيان.

لا يتمتع الحوثيون بشعبية كبيرة في الجنوب، حيث يُبدي السكان المحليون امتعاضاً من الخضوع لسيطرة الشماليين (كان اليمن الجنوبي دولة مستقلة حتى عام 1990). وسيكون طرد الحوثيين من العاصمة صنعاء والمرتفعات الشمالية، حيث نشأت حركتهم، أصعب كثيراً. توقف كذلك هجوم التحالف على ميناء الحديدة الغربي، بعد الاتفاق على وقف إطلاق النار. سعى السعوديون، في ظل عجزهم عن التقدم، مؤخراً إلى التوصل لاتفاق سلام تفاوضي، وهو ما لم يحقق نجاحاً كبيراً. وبدون الدعم الإماراتي، يبدو الانتصار السعودي بعيد المنال.

شاهد أيضاً

هيئة الإحصاء النمساوية: ارتفاع حالات الفقر في النمسا بسبب الأزمة الاقتصادية

كشفت هيئة الإحصاء النمساوية المركزية اليوم الخميس عن ارتفاع حالات الفقر بين المواطنين بسبب الازمة …