بابا الفاتيكان يعمد صحفيا مصريا تحول إلى المسيحية

احتل الشأن الاسلامي والعربى مساحة معتبرة في اهتمامات الصحف النمساويه الصادرة اليوم الأحد 23 مارس والتي  تابعه فيها أخبار ورصد الرهينتين النمساويتين المحنجزين في إقليم كيدال النائي في شمال شرق دولة مالي. وما إلت اليه المفاوضات مع المخطفيين الأرهابيين للحصول على وقت إضافى  لمحاولة ضمان إطلاق سراحهما سالمين بأذن الله.

فقد أشارت الصحف النمساويه الواسعه الأنتشار بأن بابا الفاتيكان، بنديكت السادس عشر، يخاطر بتجدد الشقاق مع العالم الاسلامي بقيامه بنفسه بتعميد صحفي ترك الاسلام، وكان قد عرف بانتقاداته له.

علام منحنيًا خلال مراسم تعميده

فقد تولى بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر، بنفسه، فجر اليوم الأحد، تعميد صحفي مصري اعتنق المسيحية خلال قداس الاحتفال بعيد الفصح، بحسب ما ورد في بيان للناطق باسم الكاردينال فيديريكو لومباردي.

ويقيم الصحفي المصري مجدي علام وسط حراسة أمنية مشددة في العاصمة الإيطالية روما، ويعمل نائبا لرئيس تحرير صحيفة „كوريير دي لا سيرا” المعتبرة أوسع الصحف انتشارا وتأثيرا في إيطاليا.

وأوضح الكاردينال لومباردي أن البابا قام بتعميد 5 نساء ورجلين، مضيفا أن مجدي علام، البالغ عمره 55 سنة “اختار الايمان المسيحي بارادته، لذلك فهو يستحق النعمة” على حد تعبيره

أما الستة الباقون فهم رجل وخمس نساء من إيطاليا والكاميرون والصين والولايات المتحدة والبيرو. وقال المتحدث باسم الفاتيكان فيديريكو لومباردي في بيان “إن كل شخص يطلب تلقي العماد بعد بحث شخصي عميق واستعداد ملائم يحق له الحصول عليه في نظر الكنيسة الكاثوليكية”.

من جانبه أعرب نائب رئيس الطائفة الإسلامية الإيطالية يحيى بالافيتشيني في تصريح لوكالة “انسا” الإيطالية عن “احترامه” قرار مجدي علام, وعن “ارتباكه” حيال تعميده على يد البابا. وتخوف بالافيتشيني الذي كان في عداد وفد مسلم تم استقباله في الفاتيكان لإعداد لقاء قمة إسلامي-كاثوليكي, من أن تغذي هذه العمادة الشعور بأن يترافق انفتاح الكنيسة الكاثوليكية على الحوار مع رغبة في “التفوق” على الأديان الأخرى.

جدير بالذكر أن علام حاصل على درجة ما جستير بالدراسات الاجتماعية من جامعة “لا سباينتشا” في روما التي يقيم فيها منذ 35 سنة، هو صحفي مثير للجدل على جميع الأصعدة، حتى في ايطاليا التي يكتب فيها مقالات تهاجم كل أشكال المقاومة ضد إسرائيل، وهي الدولة التى سبق وأصدر عنها كتابا بالايطالية عنوانه ” فيفا اسرائيل“ (عاشت اسرائيل: قصتي من ايديولوجية الموت الى ثقافة الحياة) وباع منه عشرات الآلاف من النسخ.

كما زار علام إسرائيل مرارا في السنوات الاخيرة، وأهمها قبل عامين حين زار متحف “ياد فاشيم” المخصص لتخليد يهود قضوا في محارق النازية زمن الحرب العالمية الثانية، وهناك وصفهم في كلمة القاها بضحايا الانسانية، وعلى إثرها منحته الحكومة الاسرائيلية جائزة “دان ديفيد” وقيمتها مليون دولار، فانتعش وتأثر ومضى إلى ما لم يسبقه إليه سواه من العرب والمسلمين: أطلق على ابنه الاصغر اسم ديفيد، ثم قام بتنظيم تظاهرة في روما للدفاع عن اسرائيل في عز حربها على لبنان، لكنها كانت مستترة بشعارات ظاهرة، وأهمها: “دفاعا عن المسيحيين المضطهدين في المنطقة العربية” بحسب ما قال الرجل الذي لم يقم بزيارة مصر منذ 6 سنوات.

 

وسبب الصحفي المثير للجدل مجدي علام، المتزوج من ايطالية له منه 3 أبناء، الكثير من الازعاج لعدد من الصحفيين والكتاب الايطاليين، ممن تكتظ الانترنت بمواقفهم منه، بل هناك عريضة نشرتها مجلة „بريست” الايطالية منذ عامين ووقعها كتاب وصحفيون كبار في ايطاليا، كألبيرتو ميلوني وأنجلو دورسو وماركو فارفيللو وجيوفاني ميكولي ودافيد بيدوسا وماركو فارفيلو، وغيرهم الكثير، اضافة إلى الكاتب المصري نصر حامد أبو زيد، ممن حذروا من أن يقع أهم منصب صحفي في ايطاليا (وهو في هذه الحالة رئاسة تحرير صحيفة كوريير دي لا سيرا) وكذلك المناخ الصحفي عموما في ايطاليا “ضمن عالم شبيه بمناخ التشجيع الكروي” مشيرين بذلك إلى ميل مجدي علام الى الضوضاء الاعلامي “باعتبار أن مواقفه نابعة من الرغبة في اثارة الجدل أكثر من كونها قناعات شخصية” على حد ما ورد في العريضة.

وعودة إلى معمودية مجدي علام التي تابعت “العربية .نت” تفاصيلها على شاشة محطة “رايونو” الفضائية الايطالية بعد منتصف ليل أمس السبت، حيث كانت دوريات من الشرطة تجوب المواقع القريبة من أسوار الفاتيكان، فقد ظهر البابا بنديكت السادس عشر أمام حشد من كرادلة الحاضرة ومطارنتها وهو يعظ بالايطالية في كنيسة القديس بطرس. ثم بدا في أحد المشاهد يقول: ” المؤمنون (يقصد المعمدين وهم أطفال) وكذلك الراغبون بالايمان، يعرفون بعضهم البعض بنعمة الايمان المعطاة لهم” ثم ظهر مجدي علام ببدلة سوداء ومن حول رقبته تدلى وشاح أبيض، وبدا ممتعضا بعض الشيء في أحد المشاهد ومتأملا باللاشيء في مشهد آخر، وحين حل دوره تأبط أحدهم ذراعه اليمنى ومضى به الى حيث بنديكت السادس عشر في صحن القاعة الكبرى، وانحنى علام برٍأسه أمامه، فتناول بابا الفاتيكان كأسا فضية وسكب منها رشة ماء على مقدمة رأس علام الذي نظر اليه لثوان وشعر به يربت على كتفه علامة الرضى، ثم مضى وهو ينظر على ما يبدو الى من كانوا برفقته ينتظرونه، وفي هذه اللحظة بدت على فمه ابتسامة كادت تصل الى أطراف أذنيه.

عودة للأعلى

تتم العمادة برش أو سكب أو تغطيس الوجه عموما في الماء، بحسب عادة كل طائفة مسيحية، وهو طقس يستند الى ما ورد في الانجيل من كلام للمسيح، عليه السلام، يقول فيه لتلامذته: “اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس”.. برغم أن العادة سابقة للمسيحية بمئات السنين، فقد كانت من شعائر الاسينيين اليهود قرب البحر الميت قبل الميلاد، ومن بعدهم مارسها النبي يحيى، عليه السلام، عند نهر الأردن في فلسطين القديمة.

وقبله مارسته مصر الفرعونية، ومارسه أيضا الصابئة والهنود، وهو طقس يرمز الى تطهير الانسان بحيث ينشأ مبرئا من الخطايا اذا كان طفلا، أو اعادته اذا كان بالغا الى الحياة بايمان جديد، أي كالذي حدث مع من استمد المقلدون طقوسهم من معموديته الأولى في التاريخ، وهو النبي نوح عليه السلام، فقد خرج ومن معه في الفلك الى حياة جديدة وبايمان جديد بعد طوفان طهر الأرض التي “غطست” تحت الماء طوال 40 يوما

 

شاهد أيضاً

تفاصيل نص العرض الذي سُلّم لحماس لوقف إطلاق النار في غزة – مكوّن من 3 مراحل

خلال ساعات، يتوقع أن تسلم حركة حماس ردّها على العرض الذي نقله إليها الجانب المصري …