من وحي السفاري في ناميبيا

فيينا – الدكتور هادى التونسى —-

سافرت الي مملكة الحيوان ,قدمت اوراق اعتمادي الي الاسد ملك الغابة.اوفدني اناس سأموا القنص و الاستعباد,علموا ان لا حرية وسلام بينهم لا يمتد الي الحيوان،فالكل روح حتي و ان تباينت الاجساد،و الكل واحد و لا انسجام مع استثناء .

اجابني الملك بانه مثلي قد يقتل حتي يقتات ، و قد يهلك بشرا خوفا من كائن لا يفهم لغته.قلت ان بعض الكلمات ضلال و حواجز يتقاتل و يتخادع بها الانسان،فعلمني تواصلا شفافا دون لغة باستخدام الاحساس.اذن لي الملك بالتجوال في مملكته,فرأيت شجرا و نباتا اجمل من مدن ابدعها خيال الانسان,

ولكل منها معني و ارادة يدركها الاحساس,فهو صديق الكل بلا تمييز او اغفال , و هو ملك في مملكة كل مواطنيها ملوك ,و لكنه تلميذ في مدرسة الحياة,جاب بقاع الارض,فعلم بعضا من شئون البشر,

وقبل ان يغادر الارض ليسبح في الفضاء فكر في صديقه الحيوان,في خبراته و دروس حياته,في سلوك وغرائز تجمعهما,مهما اختلف الاسلوب و تباينت البيئة و القدرة علي الادراك.

فها هو نوع من صغار الغزلان يصوم عن الحب ما بقي اذا قضي نحب رفيقه في وفاء قد لا يملكه انسان.و ذاك غزال رشيق و جميل فتان يقفز عشرة امتار و يعلو ثلاثة امتار,دون سباق ,دون جوائز,دون مران,و يراعي بلطف حقوق و رغبة انثاه.

وفهد يعدو اسرع من سيارة بقوة برشاقة بمرونة بعزيمة تنسينا فظاعة الافتراس.و طائر يغرد بصوت خاص,يحذر مواطنيه في مملكة الحيوان في تضامن نادر من وحش يقترب,و يهدد كل  كيان.

وجموع زرافات ترنو في اتجاه واحد ببصر شامخ ,يرصد نمرا علي بعد ميلين.و فيل ذكر هائج,تشغله الذات,يعترض كل طريق,و يشاكس كل فريق,اذا لم يجد انثاه.

وضبع هجر الافتراس,و صادق بشرا يطعمونه.و تلك طيور اغراها هدوء سطح مياه, فباغتها تمساح, و ضفدع التهم حشرة,و ابتلعه ثعبان

.و ذكور حيوان تتنافس علي اناث,و اناث تتنازع علي ذكور ,فتنهار صداقات.و اذنان فائقتان لثعلب تسترقان السمع,فيقتنص ما في بطن الارض من حشرات.

وارض لا يدوم فيها الا رتابة تبدل الفصول,فيدفع جفاف قطعان حيوانات لهجرة دون جواز او تاشيرة او عنوان.و تلك جماعات من انثي الافيال تتشارك في حماية صغار.و جموع السنجاب تمشي سويا, تتصايح من خطر وتحمل صغارا,تدرك سريعا,تتحرك سريعا,تقفز و تعلو و تهبط كل مكان.

ووعول تتناطح لعبا و تتحرك جمعا, كل في نظام.حيوانات مثلنا تبحث عن ظل و غذاء.تمرح تتعاون تتنافس تتقاتل تتعايش مثلنا في نفس الفضاء.تملأ الكون انسجاما بين خير و شر يتدافعان,جعلهما خالق واحد,و بينهما تتذبذب النفس ,و تتحارك الكائنات ,فتملأ الأرض حياة و شعورا و فكرا,هدما و بناء.كلنا جزء من واحد و دور و دورة في حياة

طبيب وسفير سابق

هادي التونسي

شاهد أيضاً

مدينة فيلز النمساوية تشدد قواعد رمي النفايات.. بطاقة حمراء ثم غرامة ثم مصادرة

أعلنت إدارة النفايات في مدينة فيلز، يوم الخميس، عن تشديد العقوبات على الأسر التي تلقي …