جامعة أكسفورد تجري تجاربَ لـ”الدواء المعجزة” الرخيص.. تأمل في إنقاذه أرواح الآلاف من كورونا

يخطط الباحثون في جامعة أوكسفورد البريطانية لإجراء أول تجربة ضخمة عالية الكفاءة التي تستهدف الوصول إلى دواء رخيص الثمن يُعزى له فضل كبير في خفض الوفيات المرتبطة بفيروس كورونا في دول العالم النامية، وفق ما ذكره تقرير صحيفة The Times البريطانية السبت 23 يناير/كانون الثاني 2021.

كانت الجامعة البريطانية قد نجحت في إنتاج لقاح خاص بفيروس كورونا رخيص الثمن، وأكدت نتائج التجارب الناجحة للقاح أنه يمكن أن يحمي ما يصل إلى 90% من الناس من فيروس كورونا، وبدأت فعلاً في تسويقه ووصل إلى مجموعة من الدول النامية.

البحث عن علاج منزلي يمنع الحالات الحرجة

تخوض التجربة، التي تسمى The Principle رحلة بحث عن العلاجات التي يمكن استخدامها منزلياً بمجرد ظهور الأعراض؛ بهدف الوصول لعلاج ناجع خلال المراحل الأولى من المرض؛ ما يمنع الحالات الحرجة.

ستتضمن الدفعة التالية من الأدوية التي سيجري تقييمها دواء إيفرمكتين، الذي يُستخدَم منذ عقود لعلاج الماشية والأشخاص المصابين بالديدان الطفيلية. وأشيد بأنه “دواء معجزة” لكوفيد. ومع ذلك، يقول العديد من العلماء الآخرين إنه لم يخضع بعد للفحص الكافي.

إذ قال كريس بتلر، أستاذ الرعاية الأولية في جامعة أكسفورد والرئيس المشارك لتجربة The Principle، إنَّ إيفرمكتين يحتوي على خصائص محتملة مضادة للفيروسات ومضادة للالتهابات، وقد أُجري عدد قليل جداً من التجارب الأصغر في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل؛ ما يدل على أنه يُسرِّع الشفاء ويقلل الالتهاب والحاجة للدخول إلى المستشفى. واستطرد: “لكن هناك فجوة في البيانات؛ إذ لم تُجرَ تجارب دقيقة”.

كما ثبت أنه يمنع دخول البروتين الفيروسي إلى نوى الخلايا؛ ما يعني أنه قد يقلل من تكاثر فيروس كورونا في الجسم المضيف.

نتائج مشجعة يمكنها إنقاذ أرواح المصابين بكورونا

فيما يشير تحليل حول العديد من التجارب الصغيرة، التي أُجرِيَت بتكليف من منظمة الصحة العالمية مؤخراً، إلى وجود تأثير مشجع لدواء إيفرمكتين.

بدوره، قال بول ماريك، من كلية طب إيسترن فيرجينيا، أحد أبرز المدافعين عن استخدام إيفرمكتين: “يمكنه إنقاذ آلاف الأرواح في اليوم. البيانات مقنعة: في المكسيك والهند وأمريكا الجنوبية، انخفضت معدل الوفيات”.

مع ذلك، غير مُصرَّح باستخدام هذا الدواء في بريطانيا إلا دواء موضعي للعدوى والالتهابات الجلدية.

إذ قال بيتر هوربي، الأستاذ بجامعة أكسفورد الذي ساعد في إنشاء أكبر تجارب سريرية لفيروس كورونا في المملكة المتحدة، في وقت سابق من هذا الشهر، إنَّ البيانات الأخيرة كانت “مثيرة للاهتمام، وربما مُشجِّعة، لكنها غير مقنعة تماماً بعد”.

تضمنت الإنجازات الكبيرة في علاجات فيروس كورونا المستجد حتى الآن التوصل لعقاقير للمرضى المصابين بحالات حرجة بالفعل. وقللت هذه العلاجات من الاستجابات المناعية المفرطة.

فعالة فقط في المراحل المبكرة من فيروس كورونا

لكن البروفيسور بتلر وفريقه يبحثون عن الأدوية التي قد تكون فعالة في مراحل مبكرة من المرض، بما في ذلك العلاجات التي تمنع فيروس كورونا من التكاثر والحصول على موطئ قدم في مضيفه.

يعملون على تجنيد الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، أو أولئك الذين تزيد أعمارهم على 50 عاماً والذين يعانون من مشكلات صحية كامنة، وذلك من خلال الأطباء العامين، وعبر الإنترنت، ومن خلال نظام الفحص والتتبع.

كما تشمل تجربة The Principle أيضاً فافيبيرافير، وهو دواء مضاد للفيروسات يُستخدَم لعلاج الإنفلونزا في اليابان، على الرغم من أنَّ بعض الخبراء يخشون من وصوله للناس بعد فوات الأوان. إذ تقول بيني وارد، أستاذة الطب الصيدلاني الزائرة في جامعة كينغز كولدج لندن: “إنهم يسمحون بفترة تجنيد لمدة 14 يوماً من ظهور الأعراض، لكن فيروس كورونا يصل إلى ذروته في اليوم الثالث، ويكون الأوان قد فات على استخدام مضاد للفيروسات بعد ذروة تكاثر الفيروس”.

فيما نوهت بيني إلى أنه إذا لم تتدخل بسرعة كبيرة بمضاد للفيروسات، فستفشل تجربتك، على الرغم من أن الدواء نفسه قد يكون فعالاً في الواقع إذا أُعطي على النحو الصحيح.

لكن إذا أسرعوا وأدخلوا المرضى في تلك التجارب في غضون يومين إلى ثلاثة أيام من أول ظهور للأعراض، فهناك فرصة كبيرة في أن يكون واحدٌ من هذين الدواءين، أو الاثنين، فعالاً بالفعل

 

شاهد أيضاً

مدينة فيلز النمساوية تشدد قواعد رمي النفايات.. بطاقة حمراء ثم غرامة ثم مصادرة

أعلنت إدارة النفايات في مدينة فيلز، يوم الخميس، عن تشديد العقوبات على الأسر التي تلقي …