أوروبا تستعد لاستيعاب 5 ملايين لاجئ أوكراني

كييف –  شبكة رمضان – المشرق نيوز

في الأسابيع التي سبقت الغزو الروسي لأوكرانيا، بدأت الدول التي تشترك معها في حدود مشتركة، بقيادة بولندا، في الاستعداد لاستيعاب موجة ضخمة من لاجئي الحرب

وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، أصبح حوالي 100 ألف أوكراني بلا مأوى بعد الغزو الروسي، ومن المرجح أن يرتفع هذا العدد إلى 5 ملايين، أي حوالي ثُمن السكان.

وعلى عكس أزمة اللاجئين عام 2015، أدى غزو أوكرانيا إلى موجة من التضامن تجاه نزوح الحرب، بدءاً من بولندا ومولدوفا والمجر المجاورة وصولاً إلى النمسا والولايات المتحدة.

وفي الوقت الحالي، تقبل دول أوروبا الوسطى الأوكرانيين بأذرع مفتوحة.

وأعلنت بولندا في وقت سابق من هذا الشهر عزمها على استيعاب مليون أوكراني، فيما تستعد دول أخرى للأزمة مثل رومانيا والمجر وسلوفاكيا ومولدوفا، التي وصل إليها 4000 أوكراني يوم الغزو. لكن هذه الدول غير مستعدة للتعامل مع اللاجئين بالقدر الذي يتوقع وصوله في الأسابيع المقبلة.

وسيحتاج الأوكرانيون الفارون من أهوال الحرب إلى أكثر بكثير من مجرد مأوى مؤقت وطعام وملبس، لاسيما المساعدة الرسمية في الحصول على الوضع القانوني في البلدان التي سيزورونها، والسكن الدائم، والاستيعاب في أنظمة التعليم والصحة.

ومن المرجح أن تتحمل دول الاتحاد الأوروبي معظم عبء استيعاب اللاجئين، الأمر الذي سيتطلب الكثير من الموارد والبنية التحتية.

ومن المتوقع أن تكون بولندا الوجهة الرئيسية للاجئين، نظرًا لقربها الجغرافي من بؤرة الأزمة وأيضًا لأنها موطن لأكثر من مليون أوكراني وصلوا في السنوات الأخيرة بحثًا عن عمل.

وتعمل حاليا ثمانية مراكز استقبال على طول المعبر الحدودي، حيث يتلقى اللاجئون الغذاء والمساعدة الطبية والمعلومات.

وحتى الدول التي لا تشترك في حدود مع أوكرانيا عرضت مساعدتها. كجمهورية التشيك التي عرضت إرسال قوات شرطة إلى الحدود الشرقية لسلوفاكيا للمساعدة في إدارة الأزمة. كما أعلن رئيس وزراء الدنمارك أن بلاده ستقدم مساعدات إنسانية لأوكرانيا واللاجئين في المناطق المجاورة. يدعم معظم أعضاء البرلمان موقفه بشأن هذه القضية، في حين أنه وفقًا لمكتب الهجرة الدنماركي، يتم بالفعل النظر في الخطوات الفعلية.

وتتناقض هذه الخطوات المتبعة لصالح اللاجئين بشكل صارخ مع استجابة القارة للأزمات السابقة. فقبل بضعة أشهر فقط، قررت بولندا بناء جدار استثماري بقيمة 400 مليون دولار لردع طالبي اللجوء من الشرق الأوسط وأفريقيا، الذين يصلون إلى الحدود التي تشترك فيها مع بيلاروسيا. وفي السنوات الأخيرة، أصدرت المجر قوانين تحظر طالبي اللجوء وتسمح للشرطة لترحيلهم على الفور.

لكن الوضع مختلف هذه المرة. فالأوكرانيون، كونهم مقيمين في أوروبا، لا يحتاجون إلى تأشيرة لدخول أراضي الاتحاد الأوروبي حتى لا تتمكن الدول من ترحيلهم إلى وجهات أخرى. ويسمح القانون لهم بالبقاء في الاتحاد لمدة 90 يومًا، على الرغم من أنه سيكون من الضروري الآن صياغة معايير لتحديد الوضع القانوني بعد هذه الفترة الزمنية.

وأعلنت الولايات المتحدة والنمسا استعدادها لاستقبال اللاجئين الأوكرانيين، وطلبت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR)، التي تعمل في أوكرانيا منذ سنوات، من المجتمع الدولي الحصول على 190 مليون دولار كمساعدة لتمويل خطة عمل للتعامل مع 1.8 مليون شخص، نصفهم تقريبًا من الأطفال والمسنين.

 

شاهد أيضاً

إضراب عمال توصيل الطعام للمطالبة بزيادة الأجور

يعتزم عمال شركتي ليفراندو وفودورا تنظيم إضرابات تحذيرية، الأربعاء القادم، في عدة مدن نمساوية، وذلك …