النمسا – تعرف على حقوق لاجئين أوكرانيا والمساعدات التي تقدم لهم؟


اتفقت الدول الأوروبية على آلية استقبال وتوزيع اللاجئين من أوكرانيا ومنحهم الحماية المؤقتة وحرية العمل والتنقل

أكثر من ثلاثة ملايين شخص فروا من أوكرانيا حتى الآن والعدد في تزايد، مكث حوالي 20 ألف منهم في النمسا لكن ما هي حقوق هؤلاء اللاجئين والمساعدات التي يحصلون عليها بعد تفعيل “آلية الحماية الجماعية” في الاتحاد الأوروبي؟

مازالت كثير من التفاصيل غير واضحة. إلا أن شيئا واحدا أكدته وزارة الداخلية النمساوية وهي أن “كل الأشخاص الذين فروا من أوكرانيا بعد الـ 24 من فبراير أو قبل وقت قصير من هذا الموعد، يمكنهم دخول النمسا من دون تأشيرة”. هذا ينطبق على المواطنين الأوكرانيين، ومع ذلك فإن مرسوما لوزارة الداخلية شمل كل اللاجئين من أوكرانيا، بغض النظر عن جنسياتهم. ما يعني أن كل اللاجئين القادمين من أوكرانيا يحق لهم البقاء في النمسا حتى يوم 23 مايو 2022.

ومن أجل حصولهم على المساعدات الاجتماعية يجب على اللاجئين التقدم بطلب الحصول على تصريح إقامة على شكل “طلب حماية”.

من يحق له الحصول على “الحماية” في النمسا؟

في نظام اللجوء المعمول به في الاتحاد الأوروبي تقرر الدول على أساس المخاطر التي تطال كل حالة فردية على حدة. وفي إجراءات قانونية معقدة يتم تقييم الحالات الفردية. لكن بالمقابل اتفق وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي في بداية شهر مارس الجاري على منح الحماية لأفراد ضمن ثلاث مجموعات:

ما الذي عليّ فعله للحصول على الحماية في النمسا؟

الذين فروا من أوكرانيا، يحصلون في دول الاتحاد على حماية مؤقتة. في النمسا، يتم إيواء بعض اللاجئين الأوكرانيين في مساكن خاصة أو مع أصدقاء او أقارب لهم، بينما يحصل البعض على مأوى من قبل السلطات المحلية. من يسكن عند أصدقاء أو أقارب أو يحصل شخصيا على سكن يمكنه البقاء حيث يقيم بحسب وزارة الداخلية.

بالنسبة للاجئين الأخرين الذين تتكفل السلطات بإيوائهم، يوزعون على كل أنحاء النمسا في مراكز إيواء جماعية، أي في الصالات الرياضية أو مراكز المعارض والمدراس. وزير الداخلية النمساوى كارل جارتنر، أكد في لقاء مع راديو Orang، أن توزيع اللاجئين سيعتمد على مبدأ عمل ما يطلق عليه مفتاح “كونغزشتاينر”، أي يعتمد على عدد ساكن الولاية وعائداتها من الضرائب.

بعد أن يجد اللاجئون مكان سكن، يجب عليهم تقديم “طلب حماية” في دائرة الأجانب أو المركز الأولي لاستقبال اللاجئين. أي يقدمون طلبا للحصول على حق إقامة مؤقتة بحسب الفقرة 24 من قانون الإقامة. وبعكس إجراءات طلب اللجوء التقليدية، لا يصادر جواز السفر الأصلي، بل يحتفظ بنسخة مصورة (كوبي) منه فقط. وتمنح السلطات المتخصصة للاجئ وثيقة تصريح إقامة مؤقتة.

حتى الآن، لا يبدو الأمر واضحا بالنسبة للاجئين من غير الجنسية الأوكرانية. إذ يمكن لمواطني الدول الأخرى المقيمين في أوكرانيا وعديمي الجنسية تقيم طلب حماية أيضا. لكن من غير الواضح إذا كانوا سيمنحون حق الحماية أم لا، لأن توجيهات الاتحاد الأوروبي تحمي “مواطني الدول الثالثة أو عديمي الجنسية الذين لا يمكنهم العودة بأمان وبشكل دائم إلى بلدانهم الأصلية”. ويخشى خبراء اللجوء من أن يكون موقف هؤلاء أسوأ من الأوكرانيين اللاجئين، بالإضافة إلى تعقيدات وطول مدة عملية فحص حالاتهم إن كانت العودة إلى بلدانهم آمنة أم لا.

الذين فروا من أوكرانيا، يحصلون في دول الاتحاد على حماية مؤقتة ولهم حرية العمل والتنقل بين دول الاتحاد

الحقوق والمساعدات

تكمن في أن نطاق ونوعية المساعدات الاجتماعية تختلف في النمسا من منطقة ومن مدينة إلى أخرى. بل حتى يمكن أن تختلف داخل المدينة الواحدة أو الولاية.

كما أعلنت وزارة الداخلية النمساوية أن اللائحة التي أقرتها الحكومة ستضمن مساعدة كل من يضطر من الفرار من الحرب في اوكرانيا، الأوكرانيون سيحصلون على حق اللجوء لمدة عام واحد، أما غير الاوكرانين سيتم دعمهم في عودتهم لبلادهم الأصلية، أو تقديم طلب لجوء في النمسا.

وقال وزير الداخلية أن النمسا وبهذه القرارات تقوم بـ “إنصاف تقاليدها الإنسانية وتقديم المساعدة في أكبر حركة للاجئين منذ الحرب العالمية الثانية”.

وما تزال النسبة الأكبر للاجئين الاوكرانيين تصل إلى بولندا، ولكن من المفترض أن ينتشر هؤلاء بشكل أكبر في دول الاتحاد الأوروبي مع مرور الأيام.

وستضمن النمسا الحماية المؤقتة للاوكرانيين بسرعة وبشكل غير بيروقراطي، سيتمكن الاوكرانيون من خلال هذه اللوائح من الوصول إلى سوق العمل والتعليم والرعاية الطبية في النمسا.

وسيحصل على هذه الحماية كل المواطنين الاوكرانيين النازحين من اوكرانيا، والاوكرانيين الموجودين في النمسا قبل 24 فبراير الماضي، واللاجئين الذين كانو قد حصلو على اللجوء في أوكرانيا.

لكن الذين درسوا أو عملوا في أوكرانيا ويمكن لهم العودة بأمان إلى بلدانهم الأصلية، يتم استبعادهم من حماية الاتحاد الأوروبي. ومع ذلك يمكن لهم البقاء في دول الاتحاد الأوروبي حتى 23 مايو ومحاولة الحصول على نوع آخر من الإقامة.

لكن الثابت هو أن اللاجئين الذين يملكون أقل من 200 يورو، لهم الحق في الحصول على مساعدات اجتماعية تؤمن معيشتهم. والمبلغ المقدر في هذه الحالة هو 367 يورو شهريا بالنسبة للعزاب البالغين. كما يتم إضافة أموال أخرى على شكل مساعدات بحسب كل حالة فردية.

لكن في ظل الوضع القانوني الحالي، لا يمكن تغطية جميع الخدمات الطبية. على سبيل المثال، تقدم خدمة  توفير العلاج النفسي  أو رعاية الأمراض المزمنة فقط “في حالات خاصة”.

اللاجئون الذين لا يجدون سكنا لدى اقارب أو أصدقاء لهم تأويهم السلطات في مراكز إيواء جماعية

هل يسمح لي العمل في النمسا؟

السماح مباشرة للاجئين الأوكرانيين بالعمل في النمسا أثار ضجة. ففي رسالة مؤرخة بيوم 14 مارس الجاري أوضحت وزارة الداخلية أن العمل والعمل الحر مسوح بهما ويجب إدخال فقرة “السماح بالعمل” في تصريح الإقامة.

داخل دوائر العمل الاتحادية يعني هذا، توفير مترجمين متخصيين لهذا الغرض. رئيس دائرة العمل النمساوية قال الأسبوع الماضي، إنه يتعين “علينا الانتظار ورؤية الفرص التي توفرها السياسة بشكل قانوني، كم عدد الناس الذين يقدمون إلينا، وما هي الصلاحيات التي يمتلكونها وكيف يمكن  للوضع برمته أن يتطور “.

هل يسمح لي بالتنقل؟

تفعيل آلية الحماية المؤقتة على مستوى الاتحاد الأوروبي أدى إلى ثورة أخرى في سياسة اللجوء: إذ لأول مرة، لا يتعين على اللاجئين البقاء في الدولة الأوروبية التي دخلوا فيها الاتحاد الأوروبي لأول مرة.

إذ يمكن للاجئين من أوكرانيا اختيار أي دولة من دول الاتحاد الأوروبي للاستقرار فيها. ومع ذلك، يشير خبراء قانون اللجوء إلى أن المساعدات والحقوق المرتبطة بآلية الحماية تنطبق فقط على بلد الطلب الأول.

وتنص آلية الاتحاد الأوروبي على أنه يمكن للاجئين أيضا إعادة توطين أنفسهم في وقت لاحق في بلد آخر، إذا وافقت دول الاتحاد الأوروبي المعنية. ومع ذلك، لا توجد حاليا منصة يتم من خلالها إجراء هذا التبادل.

تنص آلية الاتحاد الأوروبي على أنه يمكن للاجئين أيضا إعادة توطين أنفسهم في دولة أخرى وافقت على ذلك

هل هناك طرق أخرى تمكن من البقاء في النمسا ؟

يمكن على أساس المادة 24 من قانون الإقامة، للاجئين الذين يمتعون بالحماية المؤقتة حق التقدم بطلب الحصول على تصريح إقامة. ولكن يمكن للاجئ إبداء أسباب أخرى أيضا، على سبيل المثال بدء أو إكمال دورة دراسية أو تدريب، أو العمل كمتخصص في النمسا أو لم شمل الأسرة. كل هذه المبررات يمكن أن تقود إلى الحصول على تصريح إقامة طويل الأمد في النمسا.

رغم ذلك، هناك بعض القيود، فمثلا يجب على الطلاب الأجانب إثبات حصولهم على مقعد في الجامعة، وأن لديهم مبلغ 10.332 يورو من أجل الحصول على تصريح إقامة.

ما هي “آلية الحماية المؤقتة”؟

آلية الحماية المؤقتة في الاتحاد الأوروبي بالانكليزية “temporary protection mechanism”  تترجم عادة إلى الألمانية Massenzustromrichtlinie” وتعني: “تعليمات التدفق الجماعي”. وتم إدخال هذه الآلية إلى قانون الاتحاد الأوروبي في عام 2001 تحت تأثير حرب البلقان الثانية. وكان ظهورها بسبب الحرب في كوسوفو وأنشئت كي تكون قادرة على حماية الناس بسرعة وبشكل غير بيروقراطي في المستقبل.

وتفعيل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي آلية الحماية المؤقت يعني أمرين، الأول أن عدد اللاجئين كبير جدا لدرجة أن نظام اللجوء التقليدي أصبح مثقلًا؛ والأمر الثاني هو اللاجئين يحصلون على حماية قانونية فورا، دون المرور بالمراحل والإجراءات العادية.

إضافة إلى هذا، تتضمن “تعليمات التدفق الجماعي” آلية إعادة توزيع للاجئين داخل الاتحاد الأوروبي. في عام 2003 أرادت إسبانيا حماية لاجئي الحرب العراقيين بمساعدة هذه التعليمات، وفي عام 2011 طالبت مالطا وإيطاليا بتفعيل هذه الآلية لحماية اللاجئين من ليبيا. وفي عام 2015 طلب البرلمان الأوروبي حماية لاجئي الحرب السوريين بموجب هذه العليمات والآلية. ومع ذلك ، لم تكن دول الاتحاد الأوروبي قادرة أبدا على الاتفاق على آلية التوزيع، لذلك فشلت الجهود وأطلقت كل دولة مبادراتها الخاصة.

لكن وزراء الداخلية في دول الاتحاد وافقوا هذه المرة على آلية التوزيع الطوعي. إذ يجب على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي فقط الإشارة إلى قدرتها الاستيعابية. كما يمكن للاجئين الانتقال إلى دولة عضو أخرى إذا قبلت ذلك. خبراء اللجوء يصفون هذا النظام بأنه أكثر مرونة، لأنه يوفر للاجئين حرية التنقل داخل الاتحاد الأوروبي، على عكس لائحة دبلن.

وتفعيل هذه الآلية يجلب معه مزايا مختلفة. إذ يتمتع اللاجئون المشمولون باللوائح بإمكانية الوصول إلى النظام الاجتماعي، ويتعين على الدول الأعضاء توفير السكن للاجئين والتعليم لأطفالهم. كما يحصل كل شخص مدرج في اللائحة على حق العمل في جميع دول الاتحاد الأوروبي. وستخفف هذه الآلية عبء دوائر اللجوء المعنية في الدول الأعضاء، إذ لن تحتاج لفحص كل حالة على حدة.

المصدر – صجف نمساوية – شبكة رمضان – DW

شاهد أيضاً

إضراب عمال توصيل الطعام للمطالبة بزيادة الأجور

يعتزم عمال شركتي ليفراندو وفودورا تنظيم إضرابات تحذيرية، الأربعاء القادم، في عدة مدن نمساوية، وذلك …