حلف الناتو يكشف تقديرات خسائر روسيا في أوكرانيا وحذّر موسكو من استخدام السلاح النووي

أعلن حلف شمال الأطلسي “الناتو”، الأربعاء 23 مارس/آذار 2022، أن تقديراته لخسائر القوات الروسية منذ بدء العملية العسكرية ضد أوكرانيا تشير إلى مقتل ما بين 7 و15 ألف جندي روسي في تلك الحرب، محذراً موسكو من استخدام السلاح النووي في حربها ضد أوكرانيا.

فيما قال مسؤول عسكري رفيع بالناتو، فضّل عدم ذكر اسمه، في تصريحات لوكالة أسوشييتد برس الأمريكية، إن “تقديرات الحلف تستند إلى معلومات من مسؤولين أوكرانيين، وما نشرته روسيا- عمداً أو بغير قصد- والمعلومات الاستخباراتية التي تم جمعها من مصادر مفتوحة”

وعلى سبيل المقارنة، ذكرت الوكالة الأمريكية، أن موسكو فقدت نحو 15 ألف جندي في أفغانستان على مدار 10 سنوات.

من جهته، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، في مؤتمر صحفي بمقر الحلف، قبيل القمة المرتقبة الخميس، أن استخدام روسيا للسلاح النووي ستنتج عنه تبعات واسعة.

استخدام السلاح النووي

ستولتنبرغ أفاد بأن “استخدام السلاح النووي سيغير من طبيعة الحرب”، مخاطباً روسيا: “لا يمكنك الانتصار في الحرب النووية”.

في حين أشار إلى أن مسؤولية الناتو هي ضمان عدم انتقال نار الحرب إلى ما بعد الحدود الأوكرانية.

كما أضاف أن الحلف يعارض إقامة منطقة حظر طيران في أوكرانيا، موضحاً أن إعلان منطقة كهذه قد يسفر عن اندلاع حرب شاملة.

كان المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، قد قال، الثلاثاء 22 مارس/آذار 2022، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يلجأ إلى السلاح النووي في حال تعرض روسيا لـ”خطر وجودي”، دون توضيح المقصود بذلك.

يذكر أن بوتين كان قد أصدر قراراً، في شهر فبراير/شباط الماضي، بوضع “قوة الردع” في الجيش الروسي، وهي قوة تشمل عنصراً نووياً، في حالة التأهب، وهو الأمر الذي أثار ردود فعل غربية مستنكرة.

في وقت سابق من يوم الأربعاء، أعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، مقتل نحو 15600 جندي روسي في الفترة من 24 فبراير/شباط الماضي، إلى 23 مارس/آذار الجاري.

“مقتل 977 مدنياً جراء الحرب”

في غضون ذلك، أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، مقتل 977 مدنياً على الأقل، ولجوء أكثر من 3 ملايين ونصف المليون إلى دول الجوار جراء الحرب الروسية الأوكرانية المتواصلة.

كما ذكرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، في بيان، أن 1594 مدنياً أصيبوا أيضاً خلال الفترة بين 24 فبراير/شباط و22 مارس/آذار الحالي، محذرة من إمكانية أن يكون عدد القتلى والجرحى المدنيين أكبر من الأرقام المعلنة.

بدورها، أوضحت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، في بيان، أن 3 ملايين و626 ألفاً و546 أوكرانياً لجأوا إلى بلدان مجاورة، أكثر من نصفهم إلى بولندا خلال الفترة بين 24 فبراير/شباط و22 مارس/آذار الحالي، مشيرة إلى لجوء مليونين و144 ألفاً و244 أوكرانياً إلى بولندا، و555 ألفاً و21 إلى رومانيا، و371 ألفاً و104 إلى مولدوفا.

على صعيد متصل، أوضحت منظمة الهجرة الدولية أن عدد النازحين داخل أوكرانيا وصل إلى 6.48 مليون شخص.

حرب متواصلة

في غضون ذلك، دخلت الحرب الروسية-الأوكرانية أسبوعها الرابع؛ حيث تشتد رحاها يوماً بعد يوم، في ظل تمسّك طرفي النزاع بموقفيهما، وسط تزايد أعداد القتلى بين الجانبين.

كانت روسيا قد أطلقت، فجر الخميس 24 فبراير/شباط 2022، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل غاضبة من عدة دول بالعالم، وهو الأمر الذي دفع عواصم ومنظمات إقليمية ودولية إلى فرض عقوبات مختلفة على موسكو، شملت قطاعات متعددة، منها الدبلوماسية والمالية والرياضية.

يعد هذا الهجوم الروسي هو الأكبر على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، ويُنذر بتغيير نظام ما بعد الحرب الباردة في أوروبا.

من جانبه، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي موسكو بمحاولة تنصيب حكومة “دُمية” (تخضع لروسيا)، وتعهد بأن الأوكرانيين سيدافعون عن بلادهم ضد “العدوان”.

شروط موسكو

في المقابل، تقول موسكو إن “العملية العسكرية تستهدف حماية أمنها القومي”، وحماية الأشخاص “الذين تعرضوا للإبادة الجماعية” من قِبل كييف، متهمةً ما سمتها “الدول الرائدة” في حلف شمال الأطلسي “الناتو” بدعم من وصفتهم بـ”النازيين الجدد في أوكرانيا”.

يأتي ذلك في الوقت الذي تشترط فيه روسيا لإنهاء العملية، تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي “الناتو”، والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف “تدخلاً في سيادتها”.

في حين لقي الآلاف مصرعهم في الحرب التي أدت حتى الآن إلى نزوح زهاء ربع سكان أوكرانيا البالغ عددهم 44 مليون نسمة، منهم نحو 3.5 مليون فروا إلى الخارج، نصفهم من الأطفال.

كانت العلاقات بين كييف وموسكو قد توترت منذ نحو 8 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في “دونباس”.

المصدر – عربى بوست

شاهد أيضاً

وزيرة الدولة للشؤون الأوروبية تحذر من معاداة السامية اليسارية في النمسا

حذرت وزيرة الدولة للشؤون الأوروبية كارولين إدشتادلر، في مؤتمر صحفي، يوم أمس الجمعة، من ازدياد …