رمضان في النمسا – شيكولاتة على شكل هلال ومسيرة بالفوانيس وهدايا للأطفال!

يأتي علينا رمضان في النمسا هذا العام بعد عامين من الإغلاق والإجراءات الاحترازية التي تأثر بها المسلمون هنا وحول العالم، حيث مُنعت صلاة التراويح وسُمح فقط بالصلوات الخمس وصلاة الجمعة بمسافات بينية بين المصلين، ومنع الأطفال الأقل من اثني عشر عاماً في معظم الولايات النمساوية من أداء الصلوات وصلاة الجمعة، لم تكن هذه الإجراءات خاصة فقط بالمسلمين، ولكن بجميع دور العبادة من الديانات الأخرى بسبب تفشّي وباء كورونا.

مظاهر رمضان في النمسا

ورغم افتقادنا قضاء شهر رمضان مع عائلاتنا الكبيرة في أوطاننا الأصلية، فإن مظاهر الاحتفال بالشهر الكريم تزيد هنا في النمسا عاماً بعد عام، بالطبع ليس كالاحتفالات الأخرى مثل أحتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة وعيد الفصح، لكن من الملاحظ اهتمام الشركات والمحالّ التجارية بالمستهلكين المسلمين، واستهدافهم خلال شهرَيْ شعبان ورمضان، بتوفير منتجات غذائية من التمر والياميش والحلويات الشرقية.

حتى إن إحدى شركات الشوكولاتة المعروفة طرحت في السوق منتجات بأشكال رمضانية لجذب المستهلك المسلم، كما وفّرت إحدى سلاسل المحلات التجارية المشهورة “نتيجةَ رمضان” للأطفال، والتي تُشبه في فكرتها النتيجة الخاصة بالأطفال قبل أعياد الميلاد، أما محلات بيع الديكور والزينة فكثيراً ما تجد فيها ما يناسب الذوق الشرقي وأشكالاً مختلفة للهلال مثلاً.

وفي رأيي، فإن استهداف الشركات التجارية للمسلمين هو اعتراف ضمني بوجودهم، وأنهم فئة مؤثرة في المجتمع اقتصادياً.

طقوس داخل البيت

تجتهد معظم الأمهات المسلمات هنا في تزيين البيت وتغيير الديكور وتعليق الزينة والأنوار، حتى إننا نبالغ في ذلك، فلا يشعرالأطفال بأن أعيادهم وشهورهم المقدسة أقل بهجة وأهمية من أعياد أقرانهم الذين يعتنقون ديانات أخرى؛ ذلك الاهتمام الملحوظ بشعيرة الصوم وشهر رمضان يُنمّي في أذهان الأطفال للأعتزاز بدينهم، فلكلٍّ دينه شعائره، ما يجعلهم يتحدثون عن شهر رمضان وعن الصيام مع زملائهم دون حرج أو خوف.

من التحديات التي يواجهه الشباب الصائم هذا العام هو الصيام أثناء الدراسة، فقد بدأ شباب أخرون أول مرة لصيام يوم كامل لهم أثناء حظر التجول بسبب تفشي الوباء خلال العامين الماضيين، فكان لا يروا أحداً يأكل أو يشرب، وأيضاً لم يكن يبذل مجهوداً كبيراً مع طول نهار الصيام في أوروبا، والشاب المسلم ليس الوحيد الذي سيصوم هذا العام، ففي فصله خمسة أطفال آخرون على الأقل سيصومون معه شهر رمضان

أما الأطفال الصغار، الغير مُكلَّفين، فيصومون بضع ساعات قبل أذان المغرب للتعود على الصيام والمشاركة في فرحة الإفطار عند سماع أذان المغرب.

ما هو رمضان؟

من الأشياء اللطيفة التي لاحظتها خلال هذا العام محاولة الكثير من الطلاب المسلمين شرح معنى الصيام لزملائهم في الفصل، وتقديم هدايا رمزية للأولاد بهذه المناسبة. تعرض أيضاً بعض الحضانات والمدارس في بعض الأماكن على أولياء الأمور المسلمين إعداد حلوى في عيد الفطر، الذي يُطلق عليه في النمسا عيد الكعك والسكريات

هذا العام دعا أحد مساجد فيينا الأطفالَ لمسيرة يحملون فيها الفوانيس، وهذا يشبه مسيرة للأطفال بالفوانيس في أحد الاحتفالات النمساوية، في شهر نوفمبر ، والتي يتذكرون فيها رجلاً طيباً يدعى سانت مارتين، كان يحمل فانوساً ويمر على الفقراء ليلاً لإعطائهم الطعام والملابس. وأرى أنه يوصل رسالة إيجابية أننا نتشابه في بعض مظاهر الاحتفال، ولكن لنا احتفالاتنا الخاصة أيضاً.

في العام الماضي وهذا العام تزامن شهر رمضان مع الصوم الكبير للمسيحيين، اقترحت المعلمة في أحد الفصول أثناء حصة الدين على الأولاد جميعهم أن يختار كل منهم عادة سيئة يريد التخلص منها، ليصوم عنها خلال فترة الصوم، ويمكن أيضاّ تطبيقها فى المنزل ، فمِن الأولاد مَن اختار التوقف عن استخدام الشاشات الإلكترونية خلال رمضان إلا للدراسة أو التواصل مع المدرسين، ومنهم من قرر التوقف عن أكل السكريات والحلوى خلال الشهر.

على بساطة الأمر فإن الطفل يتعلم أيضاً القدرة على اتخاذ قرار التوقف عن العادات السيئة، وعندما ينجح في ذلك يثق بنفسه وقدرته على التخلي عما يؤذيه.

شاهد أيضاً

فيينا: ارتفاع إيجارات الشقق بنسبة 11% وسط نقص المعروض وازدياد الطلب

شهد سوق الإيجارات في فيينا ارتفاعًا حادًا خلال العام الحالي، حيث ارتفعت الأسعار بنسبة 11٪ …