النمسا: نتائج الإنتخابات الأولية تشير بـ أحتفاظ الرئيس الحالي بفترة رئاسية ثانية

توجه نحو 6,4 ملايين ناخب من المواطنين النمساويين البالغ عددهم تسعة ملايين الإدلاء بأصواتهم اليوم الأحد الموافق 9 من أكتوبر لعام 2022 في انتخابات رئاسية توقع فيها عن فوز الرئيس الحالي ألكسندر فان دير بيلين بولاية ثانية. فى ظل أزمة الطاقة والتضخم في البلاد على غرار دول أوروبية أخرى يعتبر فان دير بيلين رمزا للاستقرار في الدولة.

فمنذ صبيحة اليوم توجه المواطنون النمساويون إلى مكاتب الاقتراع من أجل التصويت لاختيار رئيسهم. ووقد تصدّر رئيس البلاد الحالي ألكسندر فان دير بيلين المقدمة بنسبة 54,6 ، الذي أطلق حملته الانتخابية تحت شعار “الوضوح” متقدّما بفارق كبير على أقرب منافسيه

ووقد صرح وأستاذ الاقتصاد السابق البالغ من العمر 78 عاما في آخر تجمّع انتخابي أقامه الجمعة الماضية “ستكون الأريكة أكبر منافس الأحد”، داعيا النمساويين للخروج من بيوتهم من أجل الإدلاء بأصواتهم.

والمعروف  أن الرئيس ألكسندر ليبرالي الأتجاه ومؤيد لأوروبا ، الأمر الذي منحه الفوز من الجولة الأولى.

وكانت مراكز الاقتراع قد فتحت في فيينا ومعظم أجزاء البلاد أبوابها عند الساعة السابعة بالتوقيت المحلي بينما فتحت بعضها منذ السادسة صباحا.

وأنتهي التصويت عند الساعة الخامسة مساءّ بينما تصدرت أولى التوقعات فور إغلاق مراكز الاقتراع بفوز ألكسندر فان دير بللن من الجولة الأولى

دعم صريح وضمني

وقد ترشّح زعيم الخضر سابقا كمستقل مرة أخرى بينما أشارت لافتات إلى أنه “الخيار الآمن في فترات الاضطرابات”، في وقت أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى ارتفاع معدلات التضخم على مستوى أوروبا

وحظى ألكسندر بالدعم الصريح والضمني من أبرز الأحزاب النمساوية باستثناء “حزب الحرية” اليميني المتطرف الذي قدّم مرشحه فالتر روزينكرانز الذي يحتل المرتبة الثانية في الاستطلاعات بحصوله على نسبة 18 في المئة من أصوات الناخبين

وإلى جانب مترشح اليمين المتشدد، ترشح أيضا مغني البانك روك البالغ 35 عاما دومينيك فلازني، مؤسس “حزب البيرة”.

وقد واجه فان دير بيلين الذي يطلق عليه أنصاره “الأستاذ” معركة صعبة بشكل غير متوقع العام 2016، إذ لم يفز في الاقتراع إلا بعدما واجه سياسيا من “حزب الحرية” في الجولة الثانية.

لكن معدلات التأييد لـ”حزب الحرية” تراجعت منذ العام 2019 بعدما أطاحت فضيحة فساد بالحكومة التي كان الحزب مشاركا فيها، وأدى ذلك إلى استقالة المستشار حينذاك سيباستيان كورتز عام 2021.

ووفق المحلل توماس هوفر فإنه “من الضروري” أن يتجنّب فان دير بيلين جولة ثانية كما حصل عام 2016 عندما كانت الحملة الانتخابية “مثيرة للانقسامات إلى حد كبير وعدائية”.

استقرار

من جهتها قالت المحللة السياسية من جامعة فيينا جوليا بارتيمولر في تصريح للتلفزيون النمساوى إن فان دير بيلين يمثّل “النزاهة والاستقرار، وهو أمر يقدّره الناخبون إلى حد كبير في ظل الأزمات العديدة التي تواجهها الكثير من الدول الأوروبية حاليا”.

وبعد فوز أكسندر فان دير بيلين سيكون أكبر رؤساء النمسا سنا، علما أن منصب الرئاسة في النمسا ومدته ست سنوات شكلي إلى حد كبير.

وولد فان دير بيلين الملقب بـ”ساشا” نظرا لأصوله الروسية، خلال الحرب العالمية الثانية في فيينا لأب روسي أرستقراطي وأم إستونية فرّت من حكم ستالين. وأجبر وصول الجيش الأحمر بعد عام العائلة على الفرار إلى ولاية تيرول الجنوبية حيث أمضى فان دير بيلين “طفولة مثالية”. ودرس الاقتصاد في جامعة إنسبروك ونال شهادة الدكتوراه عام 1970 قبل أن يصبح عميد كلية الاقتصاد في جامعة فيينا.

شاهد أيضاً

هيئة الإحصاء النمساوية: ارتفاع حالات الفقر في النمسا بسبب الأزمة الاقتصادية

كشفت هيئة الإحصاء النمساوية المركزية اليوم الخميس عن ارتفاع حالات الفقر بين المواطنين بسبب الازمة …