صحيفة بريطانية: لهذه الأسباب قد تكون حماس انتصرت بالفعل في غزة

لقطة من رسالة تحذير وجهتها كتائب القسام للقوات البرية الإسرائيلية

أكد الصحفي الأمريكي ريتشارد سيلفرشتاين بمقال له في موقع “ميدل إيست آي” البريطاني أن عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي، صدمت الاحتلال الإسرائيلي والغرب وقد تكون حماس انتصرت بالفعل في غزة. فقد أثبتت أنها ليست مجرد كيان عسكري وأنها جزء من النضال الفلسطيني الذي لا يمكن أن يتوقف أو يتم القضاء عليه.

وأظهرت عملية “طوفان الأقصى” للجميع أن التكنولوجيا المتطورة في العالم يمكن هزيمتها بواسطة قوة حرب عصابات صغيرة تستخدم تكتيكات المراقبة والتخطيط والاحتشاد في ساحة المعركة.

عملية طوفان الأقصى صدمت الاحتلال والغرب وقد تكون حماس انتصرت بالفعل في غزة وفقاً للصحفي سيلفرشتاين

استطاعت حماس تجاوز الإجراءات الأمنية التي اعتقد الاحتلال أنها غير قابلة للاختراق. وحطمت الحركة كل الافتراضات التي قدمتها المخابرات العسكرية الإسرائيلية بشأن المقاومة في غزة.

ضربة كبيرة للاحتلال في غزة

وتابع الكاتب في مقاله بالصحيفة البريطانية: “لقد اعتقد جهاز الشاباك والجيش الإسرائيلي بشكل متعجرف أن حماس لديها الكثير لتخسره حتى تتمكن من شن عملية كبرى ضد إسرائيل؛ وأنها كانت مهتمة بالحفاظ على حكمها لغزة أكثر من خوض الحرب وهو ما أثبتت الأحداث أنه خاطئ تماماً.”

ووجهت الحركة الفلسطينية المقاومة مع الفصائل الأخرى ضربة كبيرة لكل من يظن أنها تسعى للاستقرار بالسلطة وتحقيق مكاسب مرتبطة بإدارتها لقطاع غزة على حساب القضية.

وعلى مدى ما يقرب من ثلاثة أشهر من الحرب تمكنت إسرائيل من القضاء على أقل من 25% من قوة حماس وفشل في الوصول إلى أنفاقها ولم يستطيع تدمير معاقلها تحت الأرض.

جندي اسرائيلي داخل أحد أنفاق حماس

لكن الاحتلال دفع كلفة باهظة للغاية اقتصادية وعسكرية وبشرية أبرزها مقتل 500 جندي إسرائيلي وإصابة أكثر من 5000 آخرين ، والعديد منهم يعانون من بتر الأطراف وإعاقات خطيرة أخرى حسب ميدل إيست آي.

إدارة بايدن سعت مع محمد بن سلمان لإبرام صفقة كبيرة واتفاقية مع الاحتلال قبل اندلاع الحرب

الفلسطينيون مستعدون للتكاليف الباهظة

ورأى الصحفي الأمريكي أن انتهاكات الاحتلال إسرائيلي وحصاره المستمر منذ 17 عاماً لغزة واليأس الذي تسبب به لسكان القطاع، أدى إلى اندلاع هذا الانفجار الذي جاء على شكل عملية عسكرية حيث رأى الأهالي أنه لا يمكن القبول بهذا الواقع ويجب التغيير.

واعتبر في مقاله بصحيفة “ميدل إيست آي” أن عملية طوفان الأقصى بمثابة التمرد على الواقع والتأكيد بأن الشعب الفلسطيني يحارب الطغاة بغض النظر عن التكاليف الباهظة.

أفشل الهجوم الفلسطيني على الاحتلال مخططات التطبيع في العالم العربي حيث كانت إدارة بايدن تتودد إلى السعودية لإنجاز صفقة جديدة، فجاءت حماس لتحطم كل تلك الأحلام الغربية والتي كانت مشتركة مع أحلام محمد بن سلمان ولي العهد السعودي.

ل

استطاع الفلسطينيون أن يعودوا لمركز الصدارة مرة أخرى و أجبروا العالم على مواجهة محنتهم والمطالبة بحقوقهم والتأكيد أن قضيتهم لا يمكن أن تصبح طي النسيان.

الوجه الحقيقي للاحتلال والسلطة الفلسطينية الفاسدة

وبالنسبة للحرب الإسرائيلية الوحشية ضد غزة فقد أدت وفق الصحفي الأمريكي ريتشارد سيلفرشتاين، إلى تدمير الصورة العالمية للاحتلال الإسرائيلي.

وعوضاً عن نظرة الغرب والعالم للاحتلال على أنه دولة ديمقراطية ومبتكرة تكنولوجية، أصبح العالم الآن ينظر إليه باعتباره نظاماً متعطشاً للدماء ويمارس الإبادة الجماعية.

هزمت حماس أيضاً السلطة الفلسطينية التي لطالما روجت لنفسها على أنها حاملة لواء القومية الفلسطينية. وباتت حركة فتح الآن ليست أكثر من مجرد متعاون فاسد مع الاحتلال الإسرائيلي في نظر الكثيرين حول العالم.

القضاء على وهم حل الدولتين

وأكدت عملية طوفان الأقصى أنه لا حماس، ولا الفلسطينيين بشكل عام، يؤمنون بوهم حل الدولتين.

ولطالما دعم العالم هذه الفكرة وكأنها المنقذ للوضع أو الخلطة السحرية التي يمكن أن تحل الأمور تماماً في المنطقة إلا أن ذلك بعيد كل البعد عن الواقع.

وترى “ميدل إيست آي” أن الفلسطينيون يعلمون أنه لا يوجد أمل في قيام دولة فلسطينية بغض النظر عن معارضة الاحتلال لذلك بشدة.

ورأى الصحفي الأمريكي أن كل ما هو مطلوب من حماس حتى تكسب المعركة هو الصمود والبقاء، وهو ما يعكس بشكل تلقائي خسارة الاحتلال وعدم تحقيقه لأي مكتسبات على الأرض.

ويدفع الاحتلال الإسرائيلي ثمناً باهظاً لهذا “النصر الذي يبحث عنه ولم يجده حتى اليوم”، إذ تخسر قواته ما معدله 10 جنود أسبوعياً.

وفضلاً عن ذلك يقتل الجيش الإسرائيلي أسرى له في معاركه ضد حماس، وفي إحدى الحالات أطلق النار عن طريق الخطأ على ثلاثة رهائن فروا من خاطفيهم.

كل ذلك يثير ضجة عارمة داخل الاحتلال وتدور خلافات وانقسامات واسعة تؤكد أن التوتر الداخلي والخارجي والغضب الغربي قد يشير إلى إجبار الاحتلال على تغيير تكتيكاته أو الانسحاب من المعركة.

المصدر – وكالات – شبكة رمضان

شاهد أيضاً

مصرية إسكندرانية.. من هي مينوش شفيق رئيسة جامعة كولومبيا التي تدعم إسرائيل وتقمع التظاهرات؟

“إذا باركتم إسرائيل سيبارككم الله”، لم تحتاج نعمت شفيق أو “مينوش شفيق” رئيسة جامعة كولومبيا، …