“صافر” ناقلة بترول في اليمن تهدِّد بـ دمار بيئي مهجورة منذ 5 سنوات وبها مليون برميل

أصبحت ناقلة البترول “صافر”، العالقة في البحر الأحمر شمال المدينة اليمنية، الحُديدة، التي يُسيطر الحوثيون عليها، والمهجورة منذ عام 2015 تهدد بكارثة بيئية بسبب خطر انسكاب خطير لمليون برميل من النفط الخام تحملها الناقلة، إذ تدهورت حالتها كما  بدأ البترول يتسرب منها، وذلك وفق ما ذكره تقرير لصحيفة The Independent البريطانية، الثلاثاء 15 ديسمبر/كانون الأول 2020.

حسب التقرير نفسه، فإن السفينة العاطلة بمثابة وحدة تخزين وتفريغ، وتحتوي حالياً على أربع أضعاف النفط الخام الذي انسكب في إيكسون فالديز عام 1989، عندما تسرب 11 مليون غالون من النفط الخام إلى مضيق الأمير ويليام في ألاسكا.

إذ كانت تلك أسوأ حادثة تسرب للنفط في تاريخ الولايات المتحدة، حتى جاءت واقعة التسرب النفطي في خليج المكسيك عام 2010.

علماء يناشدون

وتقف “صافر” في بؤرة تنوع حيوي ساخنة، وغنية بالشعاب المرجانية والكائنات البحرية الأخرى. وما يثير اهتمام العلماء على نحو خاص هو الشعاب المرجانية القادرة على النمو في درجات حرارة أعلى من كثير من الأنواع الرئيسية الأخرى.

فيما لن يقتصر تسرب النفط على التسبب بكارثة طبيعية فحسب، بل يمكن كذلك أن يؤثر على نشاطات البشر في تلك المنطقة، والتي تعتمد على الصيد بشكل كبير.

كُتبت ورقة جديدة تدعو إلى التعاون لإزالة النفط من متن الناقلة المتدهورة.

كما نُشرت تلك الورقة، وعنوانها: “فرصة ختامية لإنقاذ النظام البيئي البحري الفريد”، بعد أسابيع من نشر صحيفة The New York Times الأمريكية يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني أنباءً عن سماح الحوثيين لفريق الأمم المتحدة بالصعود إلى متن صافر لفحصها وإصلاحها في المستقبل القريب.

دمار بيئي

كارين كلاينهاوس، الأستاذة المساعدة في كلية العلوم البحرية والجوية في جامعة ستوني بروك بنيويورك، قالت: “حان الوقت لمنع وقوع دمار مُحتمل لمياه المنطقة وسبل العيش فيها، ولصحة الملايين الذين يعيشون في عدد من البلدان على ساحل البحر الأحمر. إذا تُرك النفط ليتسرب من صافر، فسوف ينتشر عبر تيارات المحيط ليُدمر موارد المحيطات العالمية، ومن المتوقع أن تكون الشعاب المرجانية في شمال البحر الأحمر وخليج العقبة آخر النظم البيئية المرجانية الناجية في العالم خلال العقود المقبلة”.

وأردفت أن ما يجعل الشعاب المرجانية في شمال البحر الأحمر فريدة من نوعها هو أنها تبقى حية في درجات حرارة أعلى من درجة حرارة المحيط الحالية، التي صارت أعلى من قدرة تحمل أغلب أنواع الشعاب المرجانية الأخرى.

وفي أستراليا على سبيل المثال تدهور أكثر من نصف الحيّد المرجاني العظيم بسبب تبييض الشعاب المرجانية الناجم عن الموجات الساخنة البحرية التي تُسببها الأزمة المناخية التي صنعها الإنسان.

وقال العلماء أيضاً إن الأسماك التي تعيش في الشعاب المرجانية في اليمن، جنوب البحر الأحمر، هي مورد رئيسي للغذاء لسكان المنطقة، وإن البحر بكامله بشعابه المرجانية يتمتع بتنوع بيولوجي وغنىً بيئي كبير.

 

شاهد أيضاً

مدينة فيلز النمساوية تشدد قواعد رمي النفايات.. بطاقة حمراء ثم غرامة ثم مصادرة

أعلنت إدارة النفايات في مدينة فيلز، يوم الخميس، عن تشديد العقوبات على الأسر التي تلقي …