زوجتي خجولة وانا ضحية خجلها

نعم.. تماماً كما قرأتم العنوان عندما يصبح الأدب والوقار والخجل نقمة.

قد تسخرون مما أقول وتتهكمون على مشاعري وتقذفونني بالتهم والاتهامات بأنني رجل لا يحمد الله على نعمته، ولن أسلم من القذف بأقذع الألفاظ والشتائم من الجنس الناعم على وجه الخصوص، ولن يفهم ما أقول ويشعر به حقاً سوى أصدقائي من نفس الجنس، ليس لشيء إلا لأنهم يدركون حقيقة ما أقول، ويعلمون ما هي احتياجات الرجل جيداً وقد يكونون قد مرواً بنفس تجربتي.

إليكم قصتي البائسة:

عندما شاهدتها في الجامعة أول مرة سلبت قلبي، وكأن حورية هبطت من السماء وتنازلت كي تعيش معنا، هادئة ذات خلق وحياء لا ترفع عينها من الأرض، ومن أول نظرة شعرت بأنها ستكون زوجة لي، وأنني يجب أن أحارب العالم حتى أفوز بها، تتمتع بجمال أخاذ لا يختلف عليه أحد، فضلاً عن تفوقها العلمي وشخصيتها القوية الواثقة من نفسها.

جذبني ذلك كله وعندما حاولت التعرف عليها تمهيداً لما بعد ذلك، رفضت رفضاً قاطعاً وأعطتني رقم والدها حتى أتواصل معه وقد كان.

جاءت الخطبة ومن بعدها اتفقنا سوياً على عقد القران لعدة أشهر حتى نقترب من بعضنا البعض

في مرحلة الخطبة، لم تكن شخصيتها واضحة تماماً أمامي خاصة أنها كانت مقلّة في الحديث،

كانت تتجمل بالأدب والحياء وبعد عقد القران توقعت أن أرى شخصاً آخر.

أن تلوح لي من قريب أو بعيد حتى بأى شيء من فنون العشق والدلال، لكن ذلك لم يحدث

ممنوع اللمس، ولا حتى الهمس، ممنوع الاقتراب أو التصوير!

كانت ترتدي أمامي ملابس طويلة بأكمام طويلة هذا الشيء المقزز الذي يطلقون عليه “جلابية”،

نعم هي مطرزة ومن أفخر أنواع القماش لكنني لا زلت أراها شيئاً لا يتعدى “الشوال”، على الأقل بالنسبة لزوج يجلس مع زوجته جلسة رومانسية، بل إنها خلعت حجابها أمامي بالكاد بعد إلحاح من أهلها.

خلعته والدم يكسو وجهها من شدة حيائها، كنت أقدر ذلك وأعزيه إلى أنها لا زالت فتاة ولم تدخل بعد إلى عالم الزواج، وأنها بطبيعة الحال لم تختلط كثيراً بالرجال وليس لديها أخوة ذكور.

مرّت الأيام ونحن على هذا الوضع في فترة عقد القران، وكلما اقتربت منها فزعت وكأنها أمسكت سلكاً كهربائياً عارياً، ومهما تحدثتُ معها عن أنني زوجها وذلك من حقنا سوياً وإلا فلِمَ الزواج من الأصل كانت تتعلل بما يلي:

عيب

لا يصح

ماذا لو رآنا أحد

لا يجب أن تفعل هذا

ولا تفعل ذاك

لماذا تتكلم بتلك الطريقة

لماذا تخفض صوتك

لماذا تهمس

لا أحب تلك الطريقة في الحوار

تكلم مثل الرجال

وكأنني من جنس آخر أو كوب آخر

صبرت معها وحدثتني نفسي أن ذلك بسبب حيائها وأننا لا زلنا في بيت أهلها والحياء يمنعها، لكن في تلك الفترة لم أسمع منها كلمة عذبة أو طريقة رقيقة في الحوار، وإن سمعت كانت وكأنها تقوم بتأدية واجب عسكري.

لكني رغم ذلك قلت لنفسي لا عليك، هذا مجرد حياء وسيزول بعد الزواج، وعندما استشرت أختي في ذلك قالت لي نفس الكلام، وأضافت أنني يجب أن أحمد الله أنها زوجة صالحة وطيبة الأخلاق.

بعد الزواج اكتشفت الطامة الكبرى! كان الحياء طبيعياً في شهر العسل لكنه زاد عن حده لدرجة كبيرة، فقد كانت تخجل من كل شيء وأي شيء، وكلما طلبت منها شيئاً اتهمتني بقلة الحياء وأن تفكيري شاذ، وأنني قطعاً كنت أشاهد أفلاماً إباحية قبل الزواج، لدرجة جعلتني أكره لقائي معها وصرت أقوم به على مضض وكأنه واجب على القيام به حتى لا أتركها وحتى لا يتحكم فيَّ شيطاني لأنظر هنا أو هناك.

خلال عدة سنوات من الزواج أنجبنا فيها طفلين في كل مرة نلتقي فيها يحدث نفس الشيء، تتضرر وتتأفف وكأن لقاءنا همّ وغمّ على قلبها، تريد الانتهاء منه بسرعة لأن ذلك يعتبر شيئاً خارجاً عن الحياء، لذلك يجب أن نقوم به على عجل.

لا أحب الإسهاب فى ذلك كثيراً لكن يكفي أن تتخيلوا أنني يجب أن أتناول دواءً مراً حتى أشفى.

خلال تلك السنوات لم أسمع كلمة واحدة بصوت رقيق منها، بالفعل كانت تناديني “حبيبي” لكنني كنت أشعر بأن مديري في العمل هو من يناديني وليست زوجتي.

وحدّث ولا حرج عن الملابس العجيبة التي ترتديها، فمهما اشتريت لها من ملابس على الموضة فإنها تصر على ارتداء الجلابية في فصل الصيف أو البيجامة في فصل الشتاء، ولا ننسى بالطبع الجورب والروب الذي تلتحف به، وإذا تحدثت معها في ذلك الشأن بررت بأن الجو بارد وأنا لا أشعر بها،

حسناً فلنوقد المدفأة يا حبيبتي

لا..

لماذا؟

لأنها سوف تصيبني بالبرد!

في يوم من الأيام أحببت أن أخفف عنها وأن أضفي جواً من المرح والرومانسية، كانت خارج المنزل فأعددت جلسة هادئة يزينها الشموع وجو خاص لنا سوياً، وما إن اقترحت عليها مشاركتي الرقص حتى ثارت واتهمتني بالجنون وأنني يجب أن أذهب إلى طبيب لأطمئن على قواي العقلية أو إلى شيخ أستشيره هل ذلك حلال أم حرام.

ثرت في وجهها ثورة عارمة ورميتها في وجهها للأسف مصارحاً لها بها إنها هي المريضة وأنها هي التي يجب أن تذهب إلى الطبيب ولست أنا، هاجت وماجت وغضبت ثم تركت لي المنزل وذهبت إلى بيت أبيها الذي لا يعلم إلى الآن سبب الشجار.

أخطط لأن أقوم بمصالحتها لكن ما يشغلني حقاً هو ما بعد ذلك! ماذا سأفعل معها؟!

أنا رجل يعمل في شركة تعج بالجنس الناعم، زميلاتي من النساء وعميلاتي من النساء.

أفتح التلفاز فأجدهن، أغلقه وأفتح وسائل التواصل الاجتماعي لأجدهن في وجهي.

أذهب لعملي وأفتح الراديو لأتسلى به، فتخرج لي المذيعة وكأنهن في كل مرة يخرجن لي لسانهن.

أتقي الله ما استطعت وأحفظ على نفسي سمعي وبصري وجميع جوارحي، لكنني أخشى كثيراً من الشيطان ومن نفسي، وأخشى من الوقوع في الفتنة.

عندما أخبرتها يوماً بذلك اتهمتني بأنني رجل “عيني زايغة”، وأنني لا أشبع مهما قدمت.

لا أعلم حقيقة ما هو الذي قدمته، لكنني أعتقد أنها تتحدث عن رعاية البيت والأولاد.

وهي لا تدرك أنني لم أتزوجها لتنصب لي معسكراً في المنزل أو لتهتم بأمور البيت والأولاد أكثر مني

ولم أتزوج أيضاً لأعيش راهباً بين ذراعيها.. لا أعلم ما الحل مع زوجتي الخجولة؟

هذه المشكلة موجودة بالفعل في بيوت كثيرة.. تختلف الطرق والوسائل والمواقف لكن المسمى واحد في النهاية “زوجة خجولة وقورة”.

ما العيب في ذلك إذن؟

هل هذا يعيب الزوجة في شيء؟

ألم يربينا الأهل على ذلك وأن الاحترام والوقار هو أهم ما يميز الفتاة؟

نعم هو كذلك وهو مطلوب بالطبع.. لكن مع أي رجل سوى زوجك.

لقد تزوج ذلك المسكين وهو يحلم بجنة خضراء، لكنه فوجئ بأن الجنة خاوية لا يوجد فيها من يؤنسه أو يقوم بتدليله.

ما معنى أن تكون الزوجة خجولة وقورة مع زوجها؟ الكلام بحساب، الهمس واللمس بحساب، واللقاء بينهما بموعد مسبق، الكلام ينبغي أن يكون متزناً بنبرة جادة، ولا يعرف الدلال طريقاً لقلبها.

ما يجب أن تفهمه كل زوجة هو التالي:

كل شيء وأي شيء بين الزوجين مباح، وأي هواجس لديك غير ذلك اطرديها على الفور.

تعلمي من فنون العشق والدلال وأغدقي على زوجك بها، والكتب مليئة في ذلك الشأن.

لو لم يتم إشباع احتياجات كل طرف في إطار العلاقة الزوجية فأي علاقة ستقوم بذلك؟ فهو لم يتزوج ليخرج من سجن العزوبية ليزج به في سجن آخر تحيط به الأوامر والنواهي.

اقرئي.. اقرئي.. تعلمي كثيراً.. جربي هذا وذاك، وإن كنت تشعرين بالخجل فحاولي أن تتدربي على كل شيء خطوة خطوة، وأعط نفسك في كل مرة مهمة واحدة وحاولي تجربتها والاستمرار عليها عدة مرات، وراقبي ردة فعله في كل مرة، وإن وجدت قبولاً استمري وإن لم تجدي اسأليه ماذا يحب؟

وماذا يريد؟

وفي النهاية يجب ألا تنسي نفسك، فأنت تقومين بذلك ليس فقط لكي تسعدي زوجك، بل لتستمتعي أنت أيضاً بعلاقة خلقها الله وأحلها لك، وأحل لك كل شيء فيها.

تلك العلاقة هي نعمة من نعم الله، وعلاقة من أسمى وأجمل العلاقات.

فعلام العجلة؟ ولِمَ التذمر والعبوس؟ ولِمَ التقيد بشكل واحد؟ ولماذا لا تجربين كل شيء؟ ولِمَ الروتين القاتل؟ وذكّري نفسك دوماً: أنك أنثى ولست لواءً في الجيش.

جعل الله الزواج قرة عين لكما في الدنيا والآخرة.

ودمتم بألف خير.

 

شاهد أيضاً

مدينة فيلز النمساوية تشدد قواعد رمي النفايات.. بطاقة حمراء ثم غرامة ثم مصادرة

أعلنت إدارة النفايات في مدينة فيلز، يوم الخميس، عن تشديد العقوبات على الأسر التي تلقي …