بالفيديو – من الأمبراطورية إلى الجمهورية تغيرات النشيد الوطني النمساوي

النشيد الوطني النمساوي يعد النشيد الوطني الرسمي لجمهورية النمسا، وهو نشيد تم تبنيه من الدولة بداية من سنة 1946، وظل كذلك حتى سنة 2012 مع إضافة تغييرت بسيطة له.

جمهورية النمسا

النمسا أو الجمهورية النمساوية هي دولة أوروبية غير ساحلية تقع في وسط القارة تتالف من تسع ولايات إتحادية، تبلغ مساحتها مجتمعة حوالي 83 ألف كم مربع، وعدد سكانها نحو 9 ملايين نسمة، وهي تشارك حدودها مع كل من ألمانيا، جمهورية التشيك، إيطاليا، المجر، سلوفاكيا، سويسرا، ليختنشتاين، سلوفينيا.

تتمتع النمسا بتاريخ عريق، فقد كانت من أوائل الدول التي شاركت في الحرب العالمية في عهد الإمبراطور فرانز جوزيف، عقب إغتيال وريث العرش، وكانت مسقط رأس العديد من الشخصيات، بما في ذلك أدولف هتلر، والملحن الشهير فولفغانغ أماديوس موزارت الذي تم إستخدام ألحانه في النشيد الوطني للنمسا بعد وفاته.

النشيد الوطني النمساوي تم إعتماده في النمسا بداية من سنة 1946 و 1947، وهو يركز على مجموعة من الخصائص المميزة للنمسا، بما في ذلك جمال الأمة الطبيعية، والمعارك والصراعات التي خاضها الشعب النمساوي منذ بداياته، بالإضافة إلى التركيز على الحرية والمستقبل المشرق للبلاد.

إعتمدت النمسا نشيدها الوطني الحالي “Land der Berge، Land am Strome” في سنة 1947، ويعرف هذا النشيد بإسم “أرض الجبال، الأرض بجانب النهر”، وهو نشيد تم إعتماده مباشرة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، ليحل محل النشيد الإمبراطوري السابق من تأليف فرانز جوزيف هايدن.

في الأول كانت النمسا تتخذ من النشيد الوطني الألماني نشيدا لها، وذلك بسبب الترابط بين ألمانيا النازية والنمسا، لكن ومع نهاية الحرب وسقوط ألمانيا النازية، أعلنت الحكومة الفيدرالية النمساوية عن مسابقة لإختيار نشيد وطني خاصة بها.

النشيد الوطني الجديد من ألحان الملحن النمساوي فولفغانغ أماديوس موزارت  أحد أعظم المؤلفين في التاريخ، والذي يعتقد أنه قام بتأليف اللحن المستخدم في النشيد الوطني قبل تسعة عشر يوما فقط من وفاته في 5 ديسمبر 1791.

كتابة النشيد الوطني

عند الإعلان عن النشيد الوطني الجديد لجمهورية النمسا في سنة 1946، كان النشيد فقط عبارة عن لحن من دون كلمات، وبعد سنة واحدة، بالضبط في فبراير 1947، تم إضافة الكلمات إلى النشيد، وظلت الكلمات كما هي حتى سنة 2012.

حتى يومنا هذا لا يزال الخلاف قائما حول المصدر الحقيقي للحن المستخدم في النشيد الوطني النمساوي، ففي حين أن الأغلبية ترى أن مصردها يأتي من فولفغانغ أماديوس موزارت ، إلا أن البعض يعزو اللحن إلى الملحن جوهان هولزر، الذي عاش في نفس الزمن والمكان مع الملحن فولفغانغ أماديوس موزارت .

مع الإختلاف حول ألحان النشيد، إلا أن صاحب كلمات النشيد لا يعد من الأمور المختلفة عنها، فقد كانت الكلمات من كتابة الشاعرة النمساوية باولا فون بريرادوفيتش، التي تعد واحدة من الإناث القلائل جدا في العالم اللواتي قمن بكتابة كلمات النشيد الوطني لأي دولة.

تغيير النشيد الوطني

بالرغم من أن الشخص الذي قام بكتابة النشيد الوطني النمساوي إمرأة، إلا أن النشيد ظل مثارة للجدل لسنوات عديدة، والمشكلة وفقا لمجموعة من النساء البرلمانيات النمساويات، أن النشيد غير محايد جنسيا، لهذا فمن الواجب إجراء بعض التغييرات عليه.

المشكلة في النشيد كانت حول سطر “وطن الأبناء العظماء” الذي يشير إلى الذكور، وهو ما أرادت البرلمانيات في النمسا إجراء تعديل عليه، من خلال إضافة “البنات” ليكون “وطن البنات والأبناء العظماء”، وهو ما حدث فعلا بداية من سنة 2012.

 

شاهد أيضاً

هيئة الإحصاء النمساوية: ارتفاع حالات الفقر في النمسا بسبب الأزمة الاقتصادية

كشفت هيئة الإحصاء النمساوية المركزية اليوم الخميس عن ارتفاع حالات الفقر بين المواطنين بسبب الازمة …