تجميد أموال نادي تشيلسي وحرمان أبراموفيتش من الانتقالات بعد قرارات الحكومة البريطانية

يحيط الغموض بمستقبل نادي تشيلسي الإنجليزي، بعد قرارات الحكومة البريطانية الأخيرة، التي قضت بتجميد أصول مالكه الروسي رومان أبراموفيتش.

بموجب قرار الحكومة البريطانية الذي أعلنه رئيس الوزراء بوريس جونسون، يوم الخميس 10 مارس/آذار 2022، فإن تشيلسي سيحصل على رخصة خاصة لمواصلة أعماله، لكن مع تعطيل عملية بيع النادي.

لكن الحكومة تراجعت السبت 12 مارس/آذار 2022، عن قرارها بإيقاف عملية بيع النادي، وسمحت لتشيلسي باستكمال الإجراءات المتعلقة بذلك، مع عدم السماح لأبراموفيتش بالتربح من وراء عملية البيع، وفق صحيفة Theathletic البريطانية.

ويبدو أن أبراموفيتش نجح في إقناع الحكومة البريطانية، بأنه سيتبرع بكل الأموال التي سيتحصل عليها من بيع تشيلسي، إلى مؤسسة أخرى، تكون مهمتها تقديم المساعدة لضحايا العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا، وهو الأمر الذي أدى إلى تراجع الحكومة عن قرارها بوقف عملية البيع.

الأزمات تعصف بنادي تشيلسي

وزادت متاعب تشيلسي في وقت متأخر من ليلة الجمعة 11 مارس/آذار 2022، حين أعلن بنك باركليز تعليق حسابه البنكي.

وأوضح بنك باركليز أن سبب هذ القرار يعود إلى أن المؤسسة تحتاج إلى وقت لتقييم الترخيص الممنوح لتشيلسي لمواصلة الأنشطة المتعلقة بكرة القدم.

وعقب ذلك، كشفت صحيفة Telegraph البريطانية أن عدداً من لاعبي تشيلسي، أعطوا تعليمات واضحة لوكلائهم بمناقشة الخيارات المتاحة أمامهم، مع محامين من الدرجة الأولى.

وأشارت الصحيفة إلى أنه بإمكان اللاعبين إنهاء علاقتهم بالنادي في حال عدم الحصول على رواتبهم لمدة شهرين، بعد فترة إشعار مدتها 15 يوماً.

وإضافة إلى ذلك يواجه تشيلسي مجموعة من التحديات التي تهدد استقراره هذا الموسم، بدءاً باستمراره في البطولات التي ينافس فيها، مروراً بتجديد عقول لاعبيه، وصرف رواتب العاملين في النادي، وهو الوضع الذي وصفه الإيطالي أنطونيو كونتي، المدرب الأسبق، للفريق بأنه “مثير للشفقة”.

عزل أبراموفيتش من منصبه في الإدارة

وفي أحدث التطورات في هذا الملف، أعلنت رابطة الدوري الإنجليزي لكرة القدم، السبت 12 مارس/آذار 2022، عزل أبراموفيتش من منصبه في إدارة “البلوز”.

ونشرت الرابطة بياناً عبر موقعها الرسمي، كتبت فيه: “بعد العقوبات التي فرضتها حكومة بريطانيا، تعلن الرابطة استبعاد رومان أبراموفيتش من منصبه كمدير في إدارة نادي تشيلسي”.

واستدركت: “قرارنا لا يمنع تشيلسي من التدريب أو خوض المباريات، بناءً على شروط الترخيص الصادر من الحكومة، الذي ينتهي في 31 مايو/أيار 2022”.

ويستقبل تشيلسي ضيفه نيوكاسل يونايتد يوم الأحد 13 مارس/آذار 2022، على ملعب ستافورد بريدج، لحساب الجولة التاسعة والعشرين.

في السياق لن يكون بمقدور تشيلسي، تجديد عقود مدافعيه سيزار أزبيليكويتا وأنتونيو روديغر وأندرياس كريستنسن، التي تنتهي في الصيف المقبل، لأنه ممنوع من جميع الأنشطة المتعلقة بالانتقالات، بما فيها التعاقد مع لاعبين جدد.

وتتيح الرخصة الخاصة لتشيلسي، إنفاق 20 ألف جنيه إسترليني فقط، من أجل المباريات التي يلعبها الفريق خارج أرضه، وهو رقم ضئيل للغاية، مقارنة بالتكاليف التي تدفعها الأندية (السفر والإقامة في فندق والتنقل إلى الملعب)، الأمر الذي يهدد طموح الفريق في الحفاظ على لقبه كبطل لدوري أبطال أوروبا.

معوقات في سفر تشيلسي إلى فرنسا

وذكرت صحيفة The Sun البريطانية، أن سفر الفريق إلى فرنسا لمواجهة ليل في إياب الدور ثمن النهائي لدوري الأبطال، في هذه الأيام يبدو محل شك، إلا إذا حدثت انفراجة أو معجزة خلال الساعات أو الأيام القليلة القادمة.

وتمنع القرارات الأخيرة تشيلسي من بيع تذاكر المباريات المقامة على أرضه، ما يعني أن حاملي التذاكر الموسمية، البالغ عددهم 28 ألفاً، هم الذين يحق لهم حضور المباريات فقط.

ويمكن لجماهير الفرق الزائرة الحضور إلى ستامفورد بريدج، الذي يتسع لأكثر بقليل من 40 ألف مشجع، شريطة أن يقوموا بشراء التذاكر من ناديهم.

وفي تطور لاحق، قد يُسمح “للبلوز” بمواصلة بيع التذاكر لحاملي التذاكر غير الموسمية، في حال كان ريعها مخصصاً لضحايا العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

بدورها أعلنت شركة “3” للهواتف المحمولة، تعليق شراكتها مع تشيلسي، وصرحت على لسان متحدث باسمها: “بعد عقوبات الحكومة، طلبنا من تشيلسي تعليق رعايتنا مؤقتاً، وإزالة شعارنا عن القميص وحول الملعب، حتى إشعار آخر”.

وتابع: “نعرف أن هذا القرار يؤثر على النادي والجماهير، لكننا نراه الأصح من جانبنا في ظل الوضع الراهن”.

ورفضت شركة “نايكي” الأمريكية المتخصصة في المستلزمات الرياضية، السير على خطى “3”، وقررت الوقوف إلى جانب النادي اللندني، المهدد بخسارة أموال طائلة.

“نايكي” ملتزمة.. لحد الآن

وأكدت الشركة الأمريكية التزامها بالعقد الموقع في عام 2016، والذي يمتد لـ15 عاماً، والذي ينعش خزانة البلوز بمبلغ 60 مليون جنيه إسترليني في الموسم الواحد.

ويبدو أن الأمور لن تقف عند هذا الحد، فتشيلسي يواجه خطر خصم نقاط من رصيده، إذا وُضع النادي تحت الإدارة العامة.

وأوضحت صحيفة “ذا صن”، أنه ستتم مراجعة العقوبات المفروضة من قبل الحكومة البريطانية، وذلك في مايو/أيار المقبل، وإذا اتضح حينها أن النادي تحت مسئولية الإدارة، سيتم خصم 9 نقاط من رصيده، وهو أمر قد يؤثر على مشاركته في دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل.

ويحتل تشيلسي حالياً المركز الثالث في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي برصيد 56 نقطة، بعدما لعب 27 مباراة، بفارق 8 نقاط عن أرسنال، صاحب المركز الثاني، الذي لعب مباراتين أقل.

وبعد آخر مباراة خاضها تشيلسي، والتي فاز فيها على نورويتش سيتي 3-1 في لقاء مقدم عن الجولة الثلاثين، علق توماس توخيل، مدرب الفريق، عن الظروف التي يعيشها اللاعبون والنادي في ظل الأزمة الراهنة.

وقال: “نثق في بعضنا البعض، سنتواجد دائماً ونقاتل بقوة طالما لدينا قمصان كافية وحافلة تقلنا لخوض المباريات، من الجيد خوض مباراة لأن ذلك يساعدنا على التركيز”.

ملياردير أمريكي متمسك بشراء تشيلسي

وعلى الرغم من جميع ما ذُكر، إلا أن الملياردير نيك كاندي، ما زال مهتماً للغاية بالاستحواذ على نادي تشيلسي، الذي اعترف بأنه مشجع للبلوز منذ أن كان طفلاً.

وكان كاندي أول من أبدى اهتمامه بشراء تشيلسي، مشيراً إلى أنه يقوم بتحليل الوضع الراهن بكل دقة، لمعرفة ما يمكن القيام به لتحقيق ذلك.

وفور إعلان العقوبات الحكومية، سارع تشيلسي إلى إصدار بيان عبر موقعه الإلكتروني الرسمي، أعلن فيه موقفه من التطورات الأخيرة

وجاء في البيان: “بموجب الملكية الكاملة لشركة تشيلسي بي إل سي والكيانات التابعة لها، فمن الطبيعي أن يخضع تشيلسي لنظام العقوبات نفسه الذي يخضع له أبراموفيتش”.

وأضاف: “ورغم ذلك، منحت الحكومة البريطانية ترخيصاً عاماً يسمح لنا بمواصلة أنشطة معينة، سندخل في نقاش مع الحكومة حول نطاق الترخيص، وسنسعى للحصول على إذن بتعديل الترخيص للسماح للنادي بالعمل بشكل طبيعي قدر الإمكان”.

وأوضح البيان: “نريد معرفة تأثير العقوبات على مؤسسة تشيلسي وعملها المهم في مجتمعاتنا، سيقوم النادي بتحديثات أخرى عندما يكون ذلك مناسباً”.

المصدر – عربى بوست

شاهد أيضاً

إيدي كوهين عن اقتحام رفح: “الله يحفظ لنا السيسي وجميع الحكام العرب

سخر الباحث والإعلامي الإسرائيلي إيدي كوهين المعروف بقربه من أجهزة الأمن الإسرائيلية، من تخاذل النظام …