فيروس كورونا وأطفال النمسا: تأثيرات بدنية ونفسية وخوف من المستقبل

صحيح أن جائحة كورونا لم تحصد أرواح كثير من أطفال النمسا، إلا أنها تسببت في أذى غير مسبوق لهم سواء بدنيا أو نفسيا. ويطالب متخصصون بتطوير استراتيجيات للإبقاء على المدراس والحضانات مفتوحة في حالة تطور الجائحة.

ناشد وزير الصحة النمساوى، يوهانس راوخ، الحكومة الفدرالية وحكومات الولايات الـ9 تعزيز النشاط الرياضي في المدارس والنوادي للأطفال الذين ازدادوا سمنة بسبب إجراءات الإغلاق المرتبطة بمكافحة جائحة كورونا.

وقال الوزير في تصريحات لصحيفة “هويتة” النمساوية الصادرة يوم أمس الأربعاء الأول من يونيو2022: “الأطفال هم أكثر من عانوا من وطأة الجائحة. إلغاء العديد من الحصص الدراسية، وخاصة حصص التربية البدنية لها آثار جانبية خطيرة على نمو الأطفال والمراهقين. لا ينبغي أن ندع الأمر يصل إلى هذا الحد مرة أخرى”.

وأوضح راوخ أن الرياضة هي “أفضل طريق” للتخفيف من الآثار النفسية الناجمة عن حالات الأزمات. وهذا هو سبب وجوب تعزيز الأنشطة الرياضية في المدارس والنوادي بشكل أكبر”.

الجائحة جعلت الأطفال “أكثر بدانة وأقل لياقة”

وفي سياق متصل، أفاد آباء في استطلاع للرأي بالنمسا بأن جائحة كورونا كانت لها تأثير سلبي على السلوك الغذائي والتمارين الرياضية للعديد من الأطفال والمراهقين. وبحسب الاستطلاع الذي نُشرت نتائجه يوم الثلاثاء، اكتسب العديد من القُصّر وزنا كبيرا خلال العامين الماضيين، حيث ظلوا يأكلون بشكل غير صحي وتراجعت لياقتهم البدنية.

وقالت مسؤلة جمعية السمنة النمساوية، خلال عرض نتائج الاستطلاع أمس: “لم نشهد مطلقا زيادة في الوزن على النطاق الذي نشهده منذ بداية الجائحة. هذا أمر مثير للقلق لأن زيادة الوزن يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم أو الكبد الدهني أو مرض السكري لدى الأطفال والمراهقين”.

شعور بالوحدة وخوف من المستقبل

وكان رئيس الغرفة الاتحادية للأطباء في النمسا، قد طالب الحكومة نهاية الشهر الماضى بزيادة الاهتمام بمراعاة الأطفال والمراهقين في إطار مكافحة جائحة كورونا وتداعياتها. وخلال مؤتمر يوم الأطباء النمساويين ، قال رئيس الغرفة الاتحادية للأطباء نعرف اليوم مدى جسامة الأضرار التي سببها إغلاق المدارس والحضانات وهذا العزل الذي استمر على مدار شهور جراء قيود المخالطات، لدى الأطفال والمراهقين”.

وأوضح رئيس الغرفة الاتحادية للأطباء أن التداعيات الناجمة عن ذلك ظهرت على سبيل المثال في الخوف من المستقبل والضغط النفسي المتزايد المرتبط بإنجاز الأداء الدراسي والشعور بالوحدة.

وأشار إلى تداعيات أخرى تمثلت في زيادة التوترات العائلية والنزاعات والعنف المنزلي. وفي إشارة إلى الخريف القادم واحتمال ظهور طفرات جديدة للفيروس، قال راينهارت: “يجب أن نطور استراتيجيات من أجل الإبقاء على فتح الحضانات والمدارس وإتاحة حياة طبيعية إلى حد كبير بالنسبة للمراهقين من خلال هذه الطريقة”.

 

شاهد أيضاً

مدينة فيلز النمساوية تشدد قواعد رمي النفايات.. بطاقة حمراء ثم غرامة ثم مصادرة

أعلنت إدارة النفايات في مدينة فيلز، يوم الخميس، عن تشديد العقوبات على الأسر التي تلقي …