النمسا – شهر رمضان جرعة إيمانية وتراثية تعيد المسلمين لدينهم ووطنهم

قبيل حلول شهر رمضان نخصص ركنا للصلاة ونمد سجادات الصلاة ونزين الأركان

يقبل المسلمون في النمسا على المساجد بكثافة لإحياء المظاهر الرمضانية وأداء العبادات وبخاصة صلاة التراويح، والاستماع إلى الدروس الدينية، ويبلغ عدد المساجد في عموم النمسا أكثر من 200 مسجد، وتقدم المساجد البرامج الدينية المختلفة، فهناك مَن يعتمد على الدعاة المقيمين في البلاد، وهناك من يستقدم الدعاة من البلاد الأخرى مثل الدعاة الأزهريين من مصر. وتتعدد المراكز الإسلامية في النمسا، فهناك «المركز الإسلامي في فيينا» و «اتحاد الطلاب المسلمين».

يحرص العديد من مسلمي النمسا على أظهار المعاني الإنسانية التي تتجلى في شهر رمضان بالتقرب إلى الله بالعبادات والطاعات والتواصل والتراحم بين المسلمين، ولذلك تعجُّ المساجد جميعها بالمصلين الذين يتوافدون جماعات خصوصا مع اقتراب العشر الأواخر من الشهر الفضيل، لتأدية صلاتي العشاء والتراويح التي يتخللها غالبًا موعظة حول أمور الدين والدنيا والتزود بجرعة إيمانية تساعدهم على الحياة في بلاد الغربة، كما بمسجد الأناضول التركي بالعاصمة فيينا، حيث توجه الدعوات لتناول طعام الإفطار.. وأجمل ما يميز هذا الشهر على حد تعبير أم عبدالرحمن (مصرية مقيمة بالنمسا) هي تلك الولائم الرمضانية المقامة والتي تجمعنا بأصدقائنا وبعدد كبير من المسلمين، وأنا شخصيا –تقول أم عبدالرحمن- أحرص على إعداد الخشاف المصري للصائمين هنا وأحضره معي من منزلي، وهو يلقى قبولا كبيرا لدى أصدقائنا المسلمين من غير المصريين ويعتبرونه المشروب الرئيسي على مائدة الإفطار، وكذلك الحلويات المصرية الشرقية كالكنافة والقطايف، وأقوم بإعدادها للصائمين، فالحقيقة تشعرين كل يوم وأنت على مائدة الإفطار أنك تسافرين مع كل طبق مقدم إلى بلد إسلامي مختلف، ثم نقوم للصلاة ونبقى هكذا حتى ننتهي من صلاة التراويح.

ويؤكد سعد محمد قائم على أحد مساجد فيينا أن المحسنين من المسلمين يقومون بالتنسيق مع إدارة المسجد لحجز الولائم والموائد الرمضانية قبل دخول رمضان بفترة تقدر بأسبوعين أو أكثر، وذلك حتى يضمن المسجد استمرارية الموائد لكل القادمين يوميا خلال أيام شهر رمضان الكريم، وعلى جانب آخر يحرص بعض المسلمين على ممارسة الشعائر الرمضانية داخل منازلهم لتوثيق الروابط العائلية من خلال تبادل الزيارات والاجتماع بالأهل والأصدقاء في المنازل أو في المطاعم، وذلك حسب أوقات عملهم التي لا تسمح لهم بالذهاب للمساجد ومن ثم القيام بالصلاة جماعة في المنازل مع عوائلهم، وذلك لتعليم أبنائهم العادات الرمضانية والصلوات في رمضان.

شاهد أيضاً

وزيرة الدولة للشؤون الأوروبية تحذر من معاداة السامية اليسارية في النمسا

حذرت وزيرة الدولة للشؤون الأوروبية كارولين إدشتادلر، في مؤتمر صحفي، يوم أمس الجمعة، من ازدياد …