ماذا تفعل المرأة إذا أصابها الحيض في الحج؟ فتاوى نسائية يكثر عنها السؤال في الحج

الحج فريضة، وهو عبادة روحانية جميلة، وسياحة بالأرض، وتلاقح بين الشعوب الإسلامية، وتعارف.

وإنه جهاد للمرأة، فجميل أن تستكثر منه، لما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: يا رسول الله، هل على النساء جهاد؟ قال: (نعم عليهن جهاد لا قتال فيه؛ الحج والعمرة). وإن الحج المبرور كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث متفق عليه: (ليس له ثواب إلا الجنة). وهذه هي أعمال الحج:

أولاً: إذا كان يوم التروية، وهو اليوم الثامن من ذي الحجة، اغتسلي وأحرمي، ولا تنسي أن تشترطي عند الإحرام فقولي: “إن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني”، بحيث لو حدث لك ما يمنعك من إتمام الحج تحللت، ولا شيء عليك.

ولبِّي قائلة: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك. ويحرم على المحرمة بعد عقد نية الإحرام التطيب بجميع أنواع الطيب، سواء كان في البدن أم في الثياب.

وإزالة الشعر من الرأس وجميع البدن بأية وسيلة، وكذلك تقليم الأظافر. ولا تجوز العلاقة بين الزوج وزوجته حال الإحرام: (فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج).

ثانياً: اخرجي إلى منى، وصلي بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر مع قصر الصلاة الرباعية ركعتين دون جمع.

ثالثاً: إذا طلعت شمس يوم التاسع سيري إلى عرفة، وصلي بها الظهر والعصر جمعاً وقصراً في وقت الظهر، وامكثي في عرفة داعية ذاكرة مبتهلة تائبة إلى غروب الشمس.

رابعاً: إذا غربت شمس اليوم التاسع سيري من عرفة إلى مزدلفة، وصلي بها المغرب والعشاء جمعاً وقصراً، وامكثي بها إلى صلاة الفجر، واجتهدي بعد الفجر في الذكر والدعاء والمناجاة حتى يسفر جداً.

خامساً: انطلقي من مزدلفة إلى منى قبل شروق شمس يوم العيد، فإذا وصلت إلى منى فافعلي ما يلي:

• ارمي جمرة العقبة بسبع حصيات، وكبّري مع كل حصاة.

• اذبحي الهدي بعد ارتفاع الشمس.

• قصّري من كل أطراف شعرك قدر 2 سم.

• انزلي إلى مكة، وطوفي طواف الإفاضة، واسعي بين الصفا والمروة سعي الحج إذا كنت متمتعة، أو لم تسعي مع طواف القدوم إذا كنت مفردة أو قارنة.

سادساً: ارمي الجمرات في اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر بعد الزوال إذا أردت التأخر، أو الحادي عشر والثاني عشر إذا أردت التعجل، مع المبيت بمنى تلك الليالي.

سابعاً: إذا أردت الرجوع إلى بلدك فطوفي للوداع، وبهذا تنتهي أعمال الحج.

وهكذا نجد أن حج المرأة كحج الرجل من حيث الأركان، والمستحبات، سوى بعض الخصوصيات والاختلافات، وهي لا تتعدى الخمسة، فما هي؟

– المرأة لا تجهر بالتلبية، بل تُسر بها فتسمع نفسها ومن بجوارها من النساء. ووقت التلبية يبدأ من بعد الإحرام بالحج ويستمر إلى رمي جمرة العقبة يوم النحر.

– ليس على المرأة رمل في الطواف ولا ركض في السعي؛ والرمل هو إسراع الخطا في الأشواط الثلاثة الأولى من الطواف، والركض يكون بين العلمين الأخضرين في جميع أشواط السعي، وهما سنة للرجال.

– يجوز للنساء الدفع من مزدلفة قبل الفجر: فقد رخص النبي صلى الله عليه وسلم لبعض النساء، ولا سيما الضعيفات، بالانصراف من مزدلفة بعد مغيب القمر في آخر الليل، وذلك حتى يرمين جمرة العقبة قبل الزحام، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن سودة رضي الله عنها استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم ليلة جمع -أي مزدلفة- أن تدفع قبل حطمة الناس، وكانت امرأة ثبطة -أي ثقيلة- فأذن لها.

– يجوز تأخير الرمي إلى الليل إذا رأى ولي المرأة أن الزحام قد اشتد حول جمرة العقبة، وأن في ذلك خطراً على من معه من النساء، فيجوز تأخير رميهن الجمرة حتى يخف الزحام أو يزول، ولا شيء عليهن في ذلك.

وكذلك الحال عند الرمي في أيام التشريق الثلاثة، يمكن أن يرمين الجمرات بعد العصر، وهو وقت يخف فيه الزحام جداً كما هو مشاهد ومعلوم، فإن لم يمكن فلا حرج في تأخير الرمي إلى الليل.

– ليس على الحائض والنفساء طواف وداع، وهذا من تخفيف الشرع وتيسيره على النساء، فللمرأة الحائض أن تعود مع أهلها وإن لم تطف طواف الوداع.

ولكن إذا حاضت المرأة قبل طواف الإفاضة، وكانت مع مجموعة، ومضطرة للعودة معهم إلى بلادها في موعد محدد، فما الحكم؟ والجواب: الأصل أنه لا يجوز للحائض الطواف، بل عليها الانتظار حتى تطهر إن كان هذا في مقدورها، وذهب أبو حنيفة ورواية عن أحمد، وهو ما ذهب إليه ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، أنه إن لم تستطع الحائض الانتظار جاز لها الطواف للضرورة، ولأن حيضتها ليست بيدها، وقد أوجب البعض عليها دماً، وذهب آخرون إلى أنه لا شيء عليها في هذه الحالة، لسقوط الواجب عنها.

وهذه فقط الخصوصيات والاختلافات، وأما ما سواها من الأمور التي تحرص عليها بعض النساء، وتظنها فرضاً أو مستحباً (أو محرمة وممنوعة)، فلم ترد بالشرع، وسأذكر أمثلة:

– بعض النساء قد لا تحرم إذا مرت بالميقات وهي حائض، ظناً منها أن الإحرام تشترط له الطهارة، وهذا خطأ، فالحائض تحرم وتفعل ما يفعله الحاج، غير أنها لا تطوف بالبيت، فتؤخر الطواف إلى أن تطهر، وإن أخرت الإحرام وجاوزت الميقات من دونه، فالواجب عليها الرجوع لتحرم من الميقات، فإن لم ترجع فعليها دم لترك الواجب عليها.

– لا يوجد لون محدد لملابس الإحرام، وللمرأة أن تحرم فيما شاءت من الثياب من أسود أو غيره، مع تجنب الثياب الضيقة والشفافة والقصيرة والمشقوقة والمزخرفة، والانتباه لما فيه تشبه بالرجال، أو مما هو من ألبسة الكفار. وبالتالي فإن تخصيص بعض العامة من النساء للإحرام لوناً معيناً كالأخضر أو الأبيض ليس عليه دليل، بل هو من البدع المحدثة.

– يجوز للمحرمة أن تلبس القميص والسراويل والجوارب للقدمين، وأساور الذهب والخواتم والساعة ونحوها.

– يحرم على المحرمة لبس البرقع والنقاب، ولبس القفازين؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تنتقب المرأة ولا تلبس القفازين”. رواه البخاري.

– إذا حاضت المرأة بعد الطواف وقبل السعي، فإنها تكمل بقية المناسك فتسعى ولو كان عليها الحيض؛ لأن السعي لا يشترط له الطهارة. وللمرأة الحائض أن تقرأ كتب الأدعية والأذكار الشرعية، ولو كان بها آيات من القرآن، ويجوز لها أيضاً أن تقرأ القرآن دون أن تمس المصحف.

– يجوز للمرأة استعمال حبوب منع الحيض لتتمكن من أداء نسكها بشرط عدم حدوث ضرر عليها.

– هناك كتب تحتوي على بعض الأدعية المبتدعة، وعلى دعاء مخصوص لكل شوط من أشواط الطواف أو السعي، وليس في ذلك دليل من كتاب أو سنة، والمشروع هو الدعاء بما شاء الإنسان من خيري الدنيا والآخرة، وإن كان دعاءً مأثوراً عن النبي صلى الله عليه وسلم كان أولى.

كانت هذه بعض النقاط لحج المرأة، وكل عام وأنتم بخير وعافية.

المصدر – وكالات – شبكة رمضان

شاهد أيضاً

النمسا و الدنمارك يبحثان حلولًا جديدة للتعاون في مجال الهجرة

ناقش وزير الداخلية النمساوي جيرهارد كارنر، اليوم، مع وزير الهجرة الدنماركي كاري ديبفاد بيك حلولًا …