حرب غزة.. المواقف العربية الرسمية عار لا يماثله عار وصفحة مخجلة في التاريخ

قصف إسرائيلى من الجو على غزة مستمر

مع الاستبداد والقمع الذي يسود العالم العربي وتُقهر فيه الإرادة الشعبية، وصف الكاتب السعودي وعضو “حزب التجمع الوطني” عبدالله عمر المواقف العربية الرسمية حيال الحرب على غزة “بالعار الذي لا يماثله عار”.

وأكد “عمر” في مقال له ضمن موقع “صوت الناس” السعودي المعارض، أن تلك المواقف هي صفحة “مخجلة في التاريخ العربي”، لافتاً إلى أن الأجيال القادمة قد تدهش أو لا تصدق كيف اتخذ من يسمون أنفسهم قادة وزعماء مثل تلك المواقف في هذه الأيام.

المقال الذي حمل عنوان: “حرب غزة حضور عالمي وغياب سعودي” ذكر فيه الكاتب السعودي أن المملكة العربية السعودية التي تحمل أهمية سياسية ودينية واقتصادية كانت الغائب الأبرز وسط الحضور العالمي.

وجاء في مقال الكاتب عبدالله عمر عن مسيرات ومظاهرات التعاطف مع غزة حول العالم: “كانت هتافات الحرية لفلسطين، أوقفوا إطلاق النار الآن، والأعلام الفلسطينية حاضرة بقوة في كل ميدان، ما دفع بعض الحكومات المنحازة لإسرائيل لتجريمها كما فعلت ألمانيا”.

الغياب المخزي للرياض عن غزة

وفي الوقت الذي خرجت فيه التظاهرات في مختلف أنحاء العالم للتضامن مع غزة حتى ضمن الولايات المتحدة نفسها وفيها ظهر رجال دين يهود يشاركون في التنديد ضد الحرب على القطاع الفلسطيني كانت الرياض ودول أخرى غائبة تماماً أو شبه غائبة عن المشهد وفق ما أشار إليه عمر.

وقال إنه منذ بداية الأحداث في غزة في السابع من أكتوبر الحالي، ومع تدشين حرب الإبادة الجماعية التي يقوم بها نظام الفصل العنصري الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في غزة، وعلى الرغم من الإنحياز العالمي الرسمي بالشكل الأوقح والأكثر تناقضاً ونفاقاً على الإطلاق لصالح الرواية الاسرائيلية، شهد العالم كله، شرقه وغربه، حركات تضامن واسعة من كل المكونات وباختلاف التنوعات.

من الولايات المتحدة إلى فرنسا مرورا ببريطانيا وإسبانيا وصولا إلى كولومبيا، وغيرها الكثير من الدول التي شهدت تحركات تضامن شعبية وشبه رسمية وحتى رسمية مع أهلنا في غزة وفلسطين ضد همجية الاحتلال وجرائمه الوحشية.

حركات تؤكد على وحدة النضال الإنساني، للخلاص من الاستعمار والاحتلال والفصل العنصري وأنظمة القمع والاستبداد، رغم الخلافات والاختلافات، كانت رسالة أمل في عالم يسوده العدل والسلام يوماً ما، رغم الألم الذي نعيشه في هذه الأيام المظلمة.

أما في العالم العربي بحس بالكاتب، حيث يسود الاستبداد والقمع للأسف، وتُقهر الإرادة الشعبية، كانت المواقف العربية الرسمية عار لا يماثله عار وصفحة مخجلة في التاريخ العربي، ومن الصعب حقيقة تخيل كيف يمكن للأجيال القادمة أن تصدق، أن من يسمون أنفسهم زعماء وقادة عرب اتخذوا مواقف مثل هذه في هذه الأيام، وأنهم خذلوا أشقاءهم، في أقل الأحوال ألم يكونوا شركاء في دماءهم.

فهذه الأنظمة التي تحرك جيوشها لقمع شعوبها حين تطالب بحقوقها، لم تكتف هذه المرة بالصمت على ما يجري على بعد مسافات بسيطة من قواعدها، لا بل تحركت عند الحدود، لتحميها من احتجاجات شعبية عندها، وفي مصر، اعتقل النظام الشباب الذين خرجوا تضامناً مع غزة، ورفضاً لمسرحية التفويض.

ومع ذلك، في معظم البلدان العربية رأينا حراكاً واسعاً، حتى في الدول التي طبعت قديماً وحديثاً مع اسرائيل، وباتفاق المراقبين، فإن حركة بهذا الزخم والحجم والإجماع والحيوية لم تشهد مثلها المنطقة منذ الربيع العربي.

وجاء في مقال عبدالله عمر عن الموقف المخزي من السعودية تجاه القضية الفلسطينية: “لا السلطة اتخذت مواقف حقيقية يمكنها التأثير وهي تملك أدوات كثيرة للضغط والتأثير، ولا المجتمع خرج للشوارع تضامنا وتعبيرا عن الغضب كما فعل البحرينيون والقطريين والكويتيين والعمانيين”.

وبحسب الكاتب السعودي لطالما سعت السلطات السعودية لتجريف أي تعاطف مع القضية الفلسطينية طيلة السنوات الماضية بداية بالاعتقالات السياسية مروراً بتصدير شخصيات منبوذة ومشبوهة تروج للتطبيع ختاماً باعتراف رأس النظام قبل أسابيع بأن المملكة تقترب من إسرائيل كل يوم.

وفي وقت تحتل فيه غزة المرتبة الأولى في الأجندة العالمية تنفصل السعودية بشكل كامل عن الواقع حسب وصف عبدالله عمر.

القمع لكل من ذكر فلسطين!

ومن ذلك الانفصال عن الواقع: “احتفال ولي العهد محمد بن سلمان بتدشين ما يسمى بطولة الرياضة الإلكترونية والتخطيط لعقد قمة الاستثمار فضلاً عن التجهيز لما يسمى موسم الرياض أواخر تشرين الأول/أكتوبر 2023″.

ومما ورد في مقال الكاتب السعودي ضمن موقع صوت الناس: “وفي السعودية نفسها، التي يتفاخر ذبابها وفاشييها بعظمتها المزعومة، تم استدعاء أصحاب حسابات رياضية تحدثوا عما يجري في غزة”.

وأكد المقال أنه بعد استدعاء الذين تعاطفوا مع غزة في السعودية “جميعهم غردوا بعبارة موحدة (اعتذر على ما بدر مني من نشر تغريدات لها علاقه بالأمور السياسية في رياضتنا الحبيبة) في مشهد عبثي يدل لأي درجة وصل القمع، ومن يعبر عن تعاطفه، يكتب بحذر وخجل شديد، وأي خروج عن النص يقابل بالقمع والإذلال”.

ورغم كل هذا القمع إلا أن وجهات سعودية عديدة خرجت للتحدث بصوت الضمير وفق عبدالله عمر ومنهم حزب التجمع الوطني الذي أصدر عدة بيانات وتصريحات تعبر عن الموقف الغالبية التي تم إسكاتها، وقدم مساحة تضامن على موقع X شهدت أكثر من 40 ألف مشاركة وحضور، جدد فيها مواقفه، بحضور شخصيات سعودية وفلسطينية وتفاعل كبير.

ونجح الحزب المذكور في تمثيل الصوت السعودي المغيب حسب الكاتب عمر “رغم كل حملات الهجوم والشيطنة التي استهدفته واستهدفت كل من يعبر عن مواقف حقيقية تعبر عن الأصوات المغيبة والمقموعة داخل المملكة”.

المصدر – وكالات – شبكة رمضان

شاهد أيضاً

مسؤول بالأمم المتحدة: حرب غزة خلفت نحو 37 مليون طن من الركام وإزالته قد تستغرق 14 عاماً

قال المسؤول الكبير في دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام بير لودهامار إن إزالة كمية …