ما خفى أعظم في مشروع ازدواج قناة السويس ولماذا يصر السيسي على تنفيذه مع شعب أوشك على الانفجار

يخطط نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لمشروع جديد يراه مصريون أنه يهدد ميزانية الدولة، ويستهدف حفر قناة موازية لقناة السويس ـ مشروع ازدواج قناة السويس ـ ما يثير القلق من إهدار مليارات الدولارات مجدداً.

ويأتي ذلك بعد فشل مشروعات مصر العملاقة التي جاءت بتكليف مباشر من السيسي دون أي دراسات، وتسببها في كارثة ديون يعاني منها الاقتصاد المصري الذي وصل حد الانهيار.

وعبر الكثير من المصريين عبر مواقع التواصل عن رفضهم وانتقادهم للمشروع المقترح بحجة أن مشروع “قناة السويس الجديدة” وهو مشروع مشابه للطرح الحالي كان سببًا في أزمة العملات الأجنبية ما دعا إلى إصدار قرار التعويم في 2016.

“إهدار فاجر للمال العام”

الصحفي المصري جمال سلطان أكد في تغريدة له على منصة “إكس” أن المشروع “خطير جدا بالفعل على الأمن القومي المصري وسيعزز عزلة سيناء، ويضاعف مخاطر احتلالها (سيناء سبق احتلالها مرتين في حكم العسكر)”.

كما رأى أن المشروع: “يضعف قدرة مصر على حمايتها والدفاع عنها عسكريا وأمنياً”.

وأوضح سلطان بتغريدته: “لقد كان عبور حاجز مائي واحد في حرب أكتوبر 73 يوصف بالمعجزة العسكرية، فكيف إذا كان أمامك حاجزان مائيان، سيكون عبورهما مستحيلا، مهما كان ضعف الخصم”.

وأردف الصحفي المصري عن مشروع قناة السويس الجديد: “هذا المشروع إهدار فاجر للمال العام في بلد فقير يعيش على الإعانات وغارق في الديون، وأمامه التزامات مالية شديدة الصعوبة تتعلق بطعام وشراب ودواء مواطنيه حتى في حدودها الدنيا. ويضطر حاكمها حاليا إلى بيع أجزاء من أرض الوطن وأملاكه لدول أجنبية من أجل سداد الديون التي ورط البلد فيها أو لمحاولة إنقاذها من الغرق”.

وتساءل جمال سلطان: “أي سفاهة أن تفكر في أن تقترض عدة مليارات أخرى من الدولارات، تزيد مصيبة البلد بها، لكي تنجحر مشروعا ربما ـ أكرر : ربما ـ يمكن أن يضيف إلى سيولة الحركة في القناة بعد ثلاثين عاماً”.

فيما قال الدكتور يحيى القزاز إن “ازدواج قناة السويس بطول ١٩٢متر في وقت يقل فيه عدد السفن العابرة وتقل فيه الموارد المالية هو إغراق في مزيد من الديون، ومبرر بطرحها للبيع تحت مسمى الشراكة والإدارة لنقص التمويل واستكمال المنشآت.”

وشدد السياسي المصري مهاجما نظام السيسي على أن “بيع مصر لن يتوقف إلا برحيل سلطة أدمنت البيع أو وقوف الشعب لمنع البيع”.

تفاصيل مشروع قناة السويس الجديدة

وتطرق رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع لتفاصيل مشروع ازدواج قناة السويس متحدثاً عما وصفه “دراسة الازدواج الكامل لقناة السويس وبأن هناك شركتان عالميتان تقومان بإعداد دراسات الجدوى للمشروع”.

ومن أبرز ما قاله رئيس هيئة قناة السويس المصرية الفريق أسامة ربيع عن تفاصيل مشروع الازدواج الكامل للمجرى الملاحي لقناة السويس:

– المشروع في مرحلة الدراسة التي تستغرق 16 شهرا تقريباً لتشمل دراسات الجدوى والدراسات البيئية والدراسات الهندسية والمدنية وبحوث التربة والتكريك وغيرها من الدراسات.

– عملية التمويل ستتم من الميزانية الاستثمارية للهيئة دون تحميل الموازنة العامة للدولة أية أعباء إضافية.

– تم عرض الدراسات المبدئية الخاصة بازدواج قناة السويس على الرئيس عبد الفتاح السيسي

– هجمات الحوثيين أثرت على دخل القناة من خلال انخفاض عدد السفن بنسبة 4%”.

– انخفض العائد الدولاري عن قناة السويس بنسبة 51% بسبب هجمات الحوثيين.

– قناة السويس تقوم بالعديد من المشروعات التنموية لخدمات النقل البحري، كما تقوم بتحسين القطاع الجنوبي بالقناة.

وأردف رئيس هيئة قناة السويس بأن “تنفيذ مشروع تطوير المجرى الملاحي للقناة بالبحيرات المرة الصغرى، يستهدف ازدواج المنطقة 10 كيلو لتنضم إلى قناة السويس، وقناة السويس الجديدة سيصبح طولها 82 كيلو متر بدلا من 72 كيلو متر لزيادة أعداد السفن”.

وكتبت إحدى الصفحات الشهيرة منتقدة المشروع المزعوم وما وصفته بإهدار أموال المصريين على مشاريع فاشلة: “مع أموال صفقة رأس الحكمة الناس كانت بتسأل هل الحكومة هتصحح المسار الاقتصادي؟ ولا هتستمر في نفس المسار بنفس المشاريع الكبرى بنفس المشكلة الكبرى اللي بتخلقها المشاريع دي في صرف النظر والانتباه والاستثمار في إصلاح الاقتصاد بشكل هيكلي.”

وتابعت: “الحقيقة الحكومة مكدبتش خبر وأجابت على الناس سريعاً إنها مستمرة في ده، طريقة التفكير دي هي طريقة غياب كل مؤسسية ممكنة في لا دولة بيحكمها أنه رئيس الهيئة يقدم مشروع فيوافق عليه الرئيس بدون دراسة كل جوانبه، رغم أنه ده مشروع كبير وتكلفته ضخمة”.

أحمد موسى “يطبل” كالعادة!

وعلى الفور انطلق بعض الإعلاميين المحسوبين على نظام السيسي في تأييد المشروع المقترح.

الإعلامي المقرب من النظام أحمد موسى ذكر بدوره أن “الدولة الآن تعمل على أن تكون هناك قناتين السويس، بطول 192 كم، لحل أزمة انتظار السفن بالساعتين والـ3”.

وأضاف موسى أنه “من المقرر أن يكون هناك مشروع ازدواج قناة السويس بنسبة أمان 100%، لافتًا إلى أنه في الماضي كانت تسير 70/80 سفينة يوميا، وبعد تصديق الرئيس السيسي على مشروع ازدواج قناة السويس سيزيد مرور السفن عبر مصر، وخفض مدة المرور لـ9 ساعات تقريبا”.

وفي أعقاب تصريحات أحمد موسى، بدأت كتائب الذباب الإلكتروني في الترويج لأهمية المشروع المزعوم، والادعاء بأنه سيدر كنوزا على مصر والمصريين.

تسريب السيسي عن قناة السويس

وكان تسريب متداول في منصات التواصل من مكالمة هاتفية منسوبة للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قد أثار ضجة واسعة، بعد ما جاء فيها من حديث عن صفقة قيمتها تريليون دولار مقابل بيع قناة السويس لدول أجنبية لمدة 99 عاماً.

التسجيل المسرب الذي ضجت به مواقع التواصل ـ لا يعرف وقت تسجيله تحديدا ـ جاء فيه مكالمة منسوبة للسيسي مع شخصية مجهولة ويتحدث الرئيس المصري عن تفاصيل الصفقة المزعومة وموقف مصر منها، وأنها خطة قديمة يتم التحضير لها منذ سنوات.

المصدر – وكالات

شاهد أيضاً

مدينة فيلز النمساوية تشدد قواعد رمي النفايات.. بطاقة حمراء ثم غرامة ثم مصادرة

أعلنت إدارة النفايات في مدينة فيلز، يوم الخميس، عن تشديد العقوبات على الأسر التي تلقي …